-

شعر عن غزل

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الغزل

الغزل نوع من أنواع الشعر الذي يهدف إلى وصف الحبيبة وإبراز محاسنها، يتغنّى بالجمال وإظهار الشوق، هو بداية جميلة لحياة رائعة مليئة بالحب. يتخطّى الغزل جميع الحواجز الموجودة التي تُقيّد حريّة هذا الشخص في التعبير عن ذاته. كَثُرَت الأشعار التي تتغنّى بالعشق والهيام، فهناك الكثير من الشعراء كتبوا آلاف الأبيات الشعرية التي تهتم بالغزل والحب، وهي قصائد خالدة مازال الجميع يتغنّى بها.

شعر غزل

  • كن بلسماً إن صار دهرك أرقما

وحلاوة إن صار غيرك علقماً

إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها

لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما

أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا

أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى

مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً

أو من يثيبُ البلبل المترنما

عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ

بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما

ياصاحِ خُذ علم المحبة عنهما

إني وجدتُ الحبَّ علماً قيما

لو لم تَفُحْ هذي، وهذا ما شدا

عاشتْ مذممةً وعاش مُذمَّما

فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم

إن شئت تسعد في الحياة وتنعما

أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا

لولا الشّعور الناس كانوا كالدمى

أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيراً

وأبغض فيمسي الكون سجناً مُظلما

ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ

والمرءُ لولا الحب إلّا أعظُما

كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ

بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما

لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها

زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما

لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ

لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما

لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه

ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما

لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ

المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما

وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم

فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى

والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه

وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما

يا من أتانا بالسلام مبشراً

هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى

وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ

علامةُ، ولقد وجدتك مثلما

لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى

سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما

وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ

هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما

وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ

وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما

وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ

أخشابها للزهوِ أن تتكلما

إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى

عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما

وأحبّ حتى من أحب هلاكه

وأعان حتى من أساء وأجرما

نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ

فإليك نشكو الهاجعين النوّما

عبدوا الإله لمغنمٍ يرجون

وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما

كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا

فتألمت من قبلُ أن تتألما

زعموا الإله أعدّها لعذابنا

حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما

ما كان من أمر الورى أن يرحموا

أعداءهم إلا أرقّ وأرحما

ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ

الله لم يخلق لنا إلا السما

  • ليت الذي خلق العيون السودا

خلق القلوب الخافقات حديدا

لولا نواعسها ولولا سحرها

ما ودّ مالك قلبه لو صيدا

عَوذْ فؤادك من نبال لحاظها

أو متْ كما شاء الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم

كنت امرءاً خشن الطباع، بليدا

وإذا طلبت مع الصبابة لذةً

فلقد طلبت الضائع الموجودا

يا ويح قلبي إنه في جانبي

وأظنه نائي المزار بعيدا

مستوفزٌ شوقاً إلى أحبابه

المرء يكره أن يعيش وحيدا

برأ الإله له الضلوع وقاية

وأرته شقوته الضلوع قيودا

فإذا هفا برق المنى وهفا له

هاجت دفائنه عليه رعودا

جشَّمتُهُ صبراً فلما لم يطقْ

جشمته التصويب والتصعيدا

لو أستطيع وقيته بطش الهوى

ولو استطاع سلا الهوى محمودا

هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا

ناراً وصار لها الفؤاد وقودا

والحبٌ صوتٌ، فهو أنةُ نائحٍ

طوراً وآونة يكون نشيدا

يهب البواغم ألسناً صداحة

فإذا تجنى أسكت الغريدا

ما لي أكلّف مهجتي كتم الأسى

إن طال عهد الجرح صار صديدا

ويلذُّ نفسي أن تكون شقيةً

ويلذ قلبي أن يكون عميدا

إن كنت تدري ما الغرام فداوني

أو، لا فخل العذل والتفنيدا

  • مهبط الوحي مطلع الأنبياء

كيف أمسيت مهبط الأرزاء؟

في عيون الأنام عنك نبوّ

لم يكن في العيون لو لم تسائي

أنت كالحرّة التي انقلب الدّهر

عليها فأصبحت في الإماء

أنت كالبردة الموشّاة أبلى الطّي

والنّشر ما بها من رواء

أنت مثل الخميلة الغنّاء

عرّيت من أوراقها الخضراء

أنت كاللّيث فلّم الدّهر ظفريه

وأحنى عليه طول الثّواء

أنت كالشّاعر الذي ألف الوحدة

في محفل من الغوغاء

أنت مثل الجبّار يرسف في الأغلال

في مشهد من الأعداء

لو تشائين كنت أرفة حالاً

أو لست قديرة أن تشائي

أنا ما زلت ذا رجاء كثير

ولئن كنت لا أرى ذا رجاء

قد بكى التار كوك منك قنوطاً

فبكى الساكنوك خوف التّنائي

كثر النّائحون حولك حتّى

خلت أني في حاجة للعزاء

بذلوا دمعهم وصنت دموعي

إنّما اليائسون أهل البكاء

لو تفيد الدّموع شيئاً لأحيت

كلّ عاف مدامع الشّعراء

أنت في حاجة إلى مثل موسى

لست في حاجة إلى أرمياء.

  • مقلة الشّرق كم عزيز علينا

أن تكوني ربيّة الأقذاء

شرّدت أهلك النّوائب في الأرض

وكانوا كأنجم الجوزاء

وإذا المرء ضاق بالعيش ذرعاً

ركب الموت في سبيل البقاء

لا يبالي مغرب في ذوبة

أن يراه ذووه في الغرباء.

  • أرض آبائنا عليك سلام

وسقى اللّه أنفس الآباء

ما هجرناك إذ هجرناك طوعاً

لا تظنّي العقوق في الأبناء

يسأم الخلد والحياة نعيم

أفترضى الخلود في البأساء؟

هذه أرضنا بلاقع، تمشي

فوقها كلّ عاصف هوجاء

هذه دورنا منازل للبو

وكانت منازل الورقاء

بدلتها السّنون شوكاً من الزّهر

وبالوحش من بني حوّاء

ما طوت كارثا يد الصّبح إّلا

نشرته لنا يد الإمساء

نحن في الأرض تائهون كأن

قوم موسى في اللّيلة اللّيلاء

تترامى بنا الرّكائب في البيداء

طوراً وتارة في الماء

ضعفاء محقّرون كأنا

من ظلام والنّاس من لألاء

واغتراب القوي عزّ وفخر

واغتراب الضّعيف بدء الفناء

عابنا البيض أنّنا غير عجم

والعبدّى بالسّحنة البيضاء

ويح قومي قد أطمع الدّهر فيهم

كلّ قوم حتى بني السّوداء

فإذا فاتنا عدو تجنّى

فأنارانا الأحباب في الأعداء

أطربتنا الأقلام لّما تغنّت

بالمساواة بيننا والإخاء

فسكرنا بها فلماّ صحونا

ما وجدنا منها سوى أسماء.

  • نحن في دولة تلاشت قواها

كالنّضارة المدفون في الغبراء

أو كمثل الجنين ماتت به الحامل

حيا يجول في الأحشاء

عجبا كيف أصبح الأصل فرعاً

والضّحى كيف حلّ في الظّلماء

ما كفتنا مظالم التّرك حتى

زحفوا كالجراد أو كالوباء

طردوا من ربوعهم فأرادوا

طردنا من ربوعنا الحسناء

ما لنا، والخطوب تأخذ منّا

نتلهّى كأننا في رخاء

ضيم أحرارنا وريع حمانا

وسكتنا، والصّمت للجبناء

نهضة تكشف المذلّة عنّا

فلقد طال نومنا في الشّقاء

نهضة تلفت العيون إلينا

إنّ خوف البلاء شرّ بلاء

نهضة يحمل الأثير صداها

للبرايا في أوّل الأنباء

نهضة تبلغ النفوس مناها

فهي مشتاقة إلى الهيجاء

إنّ ذا هيكل نحن فيه القلب

والقلب سيّد الأعضاء

زعم الخائنون أنّا بما نبغيه

نبغي الوصول للعنفاء

سوف يدرون أنما العرب قوم

لا يبالون غير الأسنّة السّمراء

يوم تمشي على جبال من الآلاء

تمشي في لأبحر من دماء

يوم يستشعر المواؤون منّا

إنّما الخاسرون أهل الرّياء.

قصائد في الغزل

الآتي بعض القصائد الغزلية الجميلة:

يومٌ تضاحكَ نورهُ الوضاءُ

ابن سهل الأندلسي

يومٌ تضاحكَ نورهُ الوضاءُ

للدهرِ مِنْهُ حُلّةٌ سِيَراءُ

والبحرُ والميثاءُ، والحسَنُ الرضا

للنّاظِرِينَ ثَلاثَةٌ أكفاء

فإذا اعتبرنا جودهُ وعلاهُ لم

يغربْ علينا البحرُ والميثاء

واليمُّ رهوٌ إذا رآك كأنّهُ

قد قيّدتْهُ دهشَةٌ وحياء

لقنَ الوقار إذا ارتقى مِنْ فوقه

ندبٌ أشمُّ وهضبةٌ شماء

لاقى نداهُ نبتَها: فَترَى يَداً

بَيْضاء حيثُ حديقةٌ خضراء

فذٌّ تغرّبَ في المكارم أوحداً

فتأنستْ في ظلّه الغرباء

يدعو الوفودَ إلى صنائعه التي

شَرُفَتْ فشأناهُ ندى ونِداء

أيامهُ مصقولة ٌ أظلالها

سَدِ كتْ بها الأضواء والأنداء

أورَقْنَ أو أشْرَقْنَ حتى إنّهُ

تجري الصلادُ وتقبسُ الظلماء

هديٌ وجودٌ وهوَ مثلُ النجمِ عنـ

ـهُ تحدثُ الأنواء والأضواء

أعطَى وهَشَّ فما لنشوةِ جودِهِ

صحوٌ ولا لسمائِهِ إصْحاء

كفلَ الورى فلهُ إلى خلاتهمْ

نظرٌ وعنْ زلاتهمْ إغضاءْ

آمالهُمْ شتّى لَدَيْهِ تخالَفَتْ

وقلوبهمْ بالحبّ فيهِ سواء

يا منْ أنا ومديحهُ ونوالهُ:

الطوقُ والتغريدُ والورقاء

بكرٌ أتتكَ على احتشامٍ فليجدْ

منكَ القبولَ العذرُ والعذراء

تُجْلَى بِفَخْرِكَ فالسماءُ مِنَصَّة ٌ

والشُّهبُ حَلْيٌ والصَّبَاحُ رداء

فاسلَمْ وكلُّ الدَّهْرِ عندكَ موسمٌ

أبداً وكلُّ الشعرِ فيكَ هناء

واخلدْ معافى الجسمِ ممدوحاً إذا

حُرِمَ الأطِبّة ُ يُرْزَقُ الشعراء.

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء مشتاقاً

ابن زيدون

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء مشتاقاً

والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ في أصائِلِهِ

كأنهُ رَقّ لي فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ عن مائِه الفضّيّ مبتسمٌ

كما شقَقتَ عنِ اللَّبّاتِ أطواقَا

يَوْمٌ كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ

بتْنَاً لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ

جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ، بَكَتْ

لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ،

فازْدادَ منهُ الضّحى، في العينِ، إشراقَا

سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ

وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا

إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ

فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى

وافاكُمُ بفتىً أضناهُ ما لاقَى

لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ

لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

يا علقيَ الأخطرَ الأسنى الحبيبَ إلى

نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن

ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا

فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ

سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!