-

مدينة بومبي القديمة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة بومبي القديمة

بومبي المدينة الضاربة في القدم، هي واحدة من المدن الرومانية، بلغ عدد سكانها في فترة ازدهارها حوالي عشرين ألف نسمة، أما المدينة اليوم لم يتبقى منها سوى آثارها، وترتفع مدينة بومبي عن سطح البحر حوالي 1200 مترا، وهي واقعة على سفح جبل البركان الشهير (فيزوف)، بالقرب منخليج نابولي الإيطالي.

نبذة عن تاريخ بومبي في فترة ازدهارها

تأسست مدينة بومبي في الفترة الممتدة بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد من قبل الأوسكانيين، وهم شعب كان يعيش في وسط إيطاليا، وقد بنيت المدينة على مفترق طرق بين مدن ستابينا وكوماي ونولا، وكانت المدينة في ذلك الوقت تستخدم كميناءٍ آمن، سواء من اليونانيين القدماء أم البحارة الفنيقيين، وتمكّن الأتروسكان من السيطرة على المدينة، وقد سقطت للمرة الأولى وبحسب الحفريات والنقوش التي تمّ العثور عليها في القرن السادس قبل الميلاد من قبل المستعمرة اليونانية (كوماي)، والتي كانت في تلك الفترة متحالفة مع سيراكيوز.

غزا السامنيت المدينة وكافة المدن المحيطة، وقد فرض حكام المدينة الجدد توسيع المدينة والعناية بالعمارة، وبعد حروب (سامنيت) التي اشتعلت في القرن الرابع قبل الميلاد، واضطرت المدينة الخضوع وقبول وضعية ما كان يسمى بـ (روما الاجتماعية)، شرط الحفاظ على الاستقلالية الإدارية واللغوية، ومنذ ذلك التاريخ بقيت مدينة بومبي وفية لروما خاصة خلال الحرب البونيفية الثانية.

في القرن الثاني قبل الميلاد تمّ تشييد معبد (أبولو) الذي لا يزال حتى يومنا هذا، إضافة إلى العديد من الهياكل الدينية المهمة في المدينة، وتمّ حصار مدينة بومبي من قبل سولا عام 89 قبل الميلاد، وفي عام 80 قبل الميلاد اضطرّت المدينة إلى الاستسلام إبان غزوها من قبل نولا، وتحولت المدينة بعدها إلى مستعمرة رومانية أطلق عليها اسم كولونيا أو (كورنيليافينيريا بومبيانورام)، وأصبحت بومبي في ذلك الوقت ممراً مهماً للبضائع التي كانت تصل عن طريق البحر في طريقها إلى روما أو إلى الجنوب الإيطالي.

بومبي الأثريّة في عهد نيرون

نيرون هو أحد الحكام الرومانيين الذي اشتهر عنه بأنّه أحرق مدينة روما لكي يُغني، وكانت مدينة بومبي في عهد نيرون واقعة بالقرب من نابولي، وقد تميزت المدينة في ذلك الوقت بازدهارها وعمارها، واستمرت على هذا النحو حتى وقوع الانفجار البركاني الهائل الذي دفن معالم المدينة مع سكانها.

كارثة مدينة بومبي

في ظهيرة يوم الرابع والعشرين من أغسطس عام 79 م، بدأ بركان فيزوف بالثوران وإحداث سحابة ضخمة ومتصاعدة من الدخان بدت كشجرة الصنوبر، وقد حجبت تلك السحابة الشمس وحولت المكان إلى ظلام دامس، وفي تلك الأثناء حاول سكان المدينة الفرار سواء عن طريق البحر أم البر، والبعض منهم اختبأوا في بيوتهم كنوع من الحماية، وقد كان يصادف في ذلك اليوم عيد آلهة النار عند الرومان، وكان الناجي وشاهد العيان الوحيد من تلك الكارثة هو (بليني الصغير) الذي صور ما حدث في ذلك الوقت بالتفصيل، واصفاً شكل السحب المتصاعدة، وكيف كان البركان يقذف نيراناً هائلة ورماداً سميكاً طمر المدينة، إضافة إلى الهزات التي صاحبت ثورانه، وارتفاع مستوى مياه البحر، ووصف كيف تحول نهار هذا اليوم إلى ظلام حالك، وأخبر عن عمّه (بليني الأكبر) الذي حاول الفرار عن طريق البحر، لكنّه توفي اختناقاً جراء الغازات المتصاعدة.

في ذلك اليوم فُقدت مدينة بومبي لمئات الأعوام حتى تمّ العثور عليها عام 1748م، وبعد إزالة الرماد السميك عنها ظهرت المدينة كما هي فقد، فقد حافظ الرماد عليها من التلف، واكتشفت العديد من الجثث المتحجرة التي بقيت على وضعيتها، وأظهرت آثار المدينة التي عثر عليها كم الثراء الذي كانت تتمتع به بومبي، وقد كان جلّ سكانها البالغ عددهم 200000 نسمة من الأثرياء الذين كانوا يعيشون برخاء.