كلام مدح طب 21 الشاملة

كلام مدح طب 21 الشاملة

المدح

أن تمدح أحدهم يعني أن تذكر خصاله الحميدة، وتُثني على كرمه وأخلاقه، وقد أبدع الشّعراء والكُتّاب في هذا المجال، وكتبوا جميل ما قيل فيه.

كلام مدح

كلام مدح عن الصّديق

قصائد مدح

من جميل ما قيل في المدح من شعر، نقدّم لكم ما يأتي:

فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني

ابن الرّومي

فتى إن أُجِدْ في مدحه فلأنّني

وجدتُ مجالا فيه للقول واسعا

وإنْ لا أجد في مدحه فلأنني

وثِقتُ به حتّى اختصرتُ الذّرائعا

ومن يتَّكلْ لا يحتفلْ في ذريعة ٍ

ولا يسَع إلا خافضَ البال وادعا

كفَى طالباً عرفاً إذا أَمَّ أهلَه

من المدح ما أعفَى به الشّعرُ طائعا

على أنه لو زارهم غير مادِحٍ

كفاهُ بهم دون الشوافعِ شافعا

أبا حسن إنْ لا أكن قلتُ طائلاً

فإنّي لم أُنهض من الفكر واقعا

مدحتُك مدح المستِنيم إلى امرىء ٍ

كريم فقلتُ الشعر وسنانَ هاجعا

وإن أكُ قد أحسنتُ فيه فإنه

بما أحسنتْ قبلي يداك الصّنائعا

فعلتَ فأبدعتَ البدائع فاعلاً

فأبدع فيك القائلون البدائعا

فلا زلت تُسدي صالحاً وأُنيرُهُ

فتُحسن متبوعاً وأُحسن تابعا

عواذل ذات الخال في حواسد

المتنبّي

عَوَاذِلُ ذاتِ الخَالِ فيّ حَوَاسِدُ

وَإنّ ضَجيعَ الخَوْدِ منّي لمَاجِدُ

يَرُدّ يَداً عَنْ ثَوْبِهَا وَهْوَ قَادِرٌ

وَيَعصي الهَوَى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ

متى يَشتفي من لاعجِ الشّوْقِ في الحشا

مُحِبٌّ لها في قُرْبِه مُتَبَاعِدُ

إذا كنتَ تخشَى العارَ في كلّ خَلْوَةٍ

فَلِمْ تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ

ألَحّ عَليّ السّقْمُ حتى ألِفْتُهُ

وَمَلّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ

مَرَرْتُ على دارِ الحَبيبِ فحَمْحمتْ

جَوادي وهل تُشجي الجيادَ المعاهدُ

وما تُنكِرُ الدّهْمَاءُ مِن رَسْمِ منزِلٍ

سَقَتها ضَريبَ الشَّوْلِ فيهِ الوَلائِدُ

أهُمّ بشَيْءٍ واللّيَالي كأنّهَا

تُطارِدُني عَنْ كَوْنِهِ وَأُطارِدُ

وَحيدٌ مِنَ الخُلاّنِ في كلّ بَلْدَةٍ

إذا عَظُمَ المَطلُوبُ قَلّ المُساعِدُ

وَتُسْعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمْرَةٍ

سَبُوحٌ لهَا مِنهَا عَلَيْهَا شَوَاهِدُ

تَثَنّى عَلى قَدْرِ الطّعانِ كَأنّمَا

مَفَاصِلُهَا تَحْتَ الرّماحِ مَرَاوِدُ

وَأُورِدُ نَفْسِي والمُهَنّدُ في يَدي

مَوَارِدَ لا يُصْدِرْنَ مَن لا يُجالِدُ

وَلَكِنْ إذا لمْ يَحْمِلِ القَلْبُ كفَّهُ

على حَالَةٍ لم يَحْمِلِ الكَفَّ ساعِدُ

خَليلَيّ إنّي لا أرَى غيرَ شاعِرٍ

فَلِمْ منهُمُ الدّعوَى ومني القَصائِدُ

فَلا تَعْجَبَا إنّ السّيُوفَ كَثيرَةٌ

وَلكِنّ سَيفَ الدّوْلَةِ اليَوْمَ واحِدُ

لهُ من كَريمِ الطبعِ في الحرْبِ مُنتضٍ

وَمن عادةِ الإحسانِ والصّفحِ غامِدُ

وَلمّا رَأيتُ النّاسَ دونَ مَحَلِّهِ

تَيَقّنْتُ أنّ الدّهْرَ للنّاسِ نَاقِدُ

أحَقُّهُمُ بالسّيْفِ مَن ضَرَبَ الطُّلى

وَبالأمْنِ مَن هانَتْ عليهِ الشّدائدُ

وَأشقَى بلادِ الله ما الرّومُ أهلُها

بهذا وما فيها لمَجدِكَ جَاحِدُ

شَنَنْتَ بها الغاراتِ حتّى تَرَكْتَها

وَجَفنُ الذي خَلفَ الفَرنْجةِ ساهِدُ

مُخَضَّبَةٌ وَالقَوْمُ صَرْعَى كأنّهَا

وَإنْ لم يكونوا ساجِدينَ مَساجِدُ

تُنَكّسُهُمْ والسّابِقاتُ جِبالُهُمْ

وَتَطْعَنُ فيهِمْ وَالرّماحُ المَكايدُ

وتَضربهم هبراً وَقد سكنوا الكُدَى

كما سكَنَتْ بطنَ الترابِ الأساوِدُ

وتُضحي الحصون المشمخرّاتُ في الذرَى

وَخَيْلُكَ في أعْنَاقِهِنَّ قَلائِدُ

عَصَفْنَ بهمْ يَوْمَ اللُّقَانِ وَسُقنَهم

بهِنريطَ حتى ابيَضّ بالسبيِ آمِدُ

وَألحَقنَ بالصّفصَافِ سابورَ فانهَوَى

وَذاقَ الرّدَى أهلاهُما وَالجَلامِدُ

وَغَلّسَ في الوَادي بهِنّ مُشَيَّعٌ

مُبارَكُ ما تحتَ اللّثَامَينِ عابِدُ

فَتًى يَشْتَهي طُولَ البلادِ وَوَقْتُهُ

تَضِيقُ بِهِ أوْقاتُهُ وَالمَقَاصِدُ

أخُو غَزَواتٍ مَا تُغِبُّ سُيُوفُهُ

رِقابَهُمُ إلاّ وَسَيْحانُ جَامِدُ

فلَم يَبقَ إلاّ مَنْ حَمَاهَا من الظُّبى

لمَى شَفَتَيْها وَالثُّدِيُّ النّوَاهِدُ

تُبَكّي علَيهِنّ البَطاريقُ في الدّجَى

وَهُنّ لَدَينا مُلقَياتٌ كَوَاسِدُ

بذا قضَتِ الأيّامُ ما بَينَ أهْلِهَا،

مَصائِبُ قَوْمٍ عِندَ قَوْمٍ فَوَائِدُ

وَمن شرَفِ الإقدامِ أنّكَ فيهِمِ

على القَتلِ مَوْمُوقٌ كأنّكَ شَاكِدُ

وَأنّ دَماً أجرَيْتَهُ بكَ فَاخِرٌ

وَأنّ فُؤاداً رُعْتَهُ لكَ حَامِدُ

وَكلٌّ يَرَى طُرْقَ الشّجاعَةِ والنّدى

وَلكِنّ طَبْعَ النّفْسِ للنّفسِ قائِدُ

نَهَبْتَ منَ الأعمارِ ما لَوْ حَوَيْتَهُ

لَهُنّئَتِ الدّنْيَا بأنّكَ خَالِدُ

فأنْتَ حُسامُ المُلْكِ وَالله ضَارِبٌ

وَأنْتَ لِواءُ الدّينِ وَالله عَاقِدُ

وَأنتَ أبو الهَيْجا بنُ حَمدانَ يا ابنهُ

تَشَابَهَ مَوْلُودٌ كَرِيمٌ وَوَالِدُ

وحَمدانُ حمدونٌ وَحمدونُ حارثٌ

وَحارِثُ لُقْمانٌ وَلُقْمَانٌ رَاشِدُ

أُولَئِكَ أنْيابُ الخِلافَةِ كُلُّهَا

وَسَائِرُ أمْلاكِ البِلادِ الزّوائِدُ

أُحِبّكَ يا شَمسَ الزّمانِ وبَدْرَهُ

وَإنْ لامَني فيكَ السُّهَى والفَراقِدُ

وَذاكَ لأنّ الفَضْلَ عندَكَ بَاهِرٌ

وَلَيسَ لأنّ العَيشَ عندَكَ بارِدُ

فإنّ قَليلَ الحُبّ بالعَقْلِ صالِحٌ

وَإنّ كَثيرَ الحُبّ بالجَهْلِ فاسِدُ

أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني

النّابغة الذّبياني

أتاني أبيتَ اللّعنَ أنكَ لمتني

وتلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ

فبتُّ كأنّ العائداتِ فرشن لي

هراساً، به يُعلى فِراشي ويُقْشَبُ

حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة ً،

وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ

لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً،

لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ وأكذَبُ

و لكنّني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ

منَ الأرضِ، فيه مسترادٌ ومطلب

مُلوكٌ وإخوانٌ، إذا ما أتَيتُهُمْ

أحكمُ في أموالهمْ ، وأُقرّبُ

كفعلكَ في قومٍ أراكَ اصطفيتهم

فلم ترَهُمْ، في شكر ذلك، أذْنَبُوا

فلا تتركني بالوعيدِ ، كأنّني

إلى النّاسِ مَطليٌّ به القارُ، أجْرَبُ

ألمْ ترَ أنّ اللهَ أعطاكَ سورة ً

ترى كلّ مَلْكٍ، دونَها، يتذَبذَبُ

فإنكَ شمسٌ ، والملوكُ كواكبٌ

إذا طلعتْ لم يبدُ منهنّ كوكبُ

ولستَ بمستبقٍ أخاً ، لا تلمهُ

على شَعَثٍ، أيُّ الّرجال المُهَذَّبُ؟

فإنْ أكُ مظلوماً ؛ فعبدٌ ظلمتهُ

وإنْ تكُ ذا عُتَبى فمثلُكَ يُعتِبُ.