-

أساليب القيادة النبوية للمجتمع المسلم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أساليب القيادة النبوية للمجتمع المسلم

استند النبي الكريم في قيادته للأمة الإسلامية إلى توجيهات القرآن الكريم التي تضمنت عدداً من الأوامر الربانية في كيفية التعامل مع الناس، فقد حثّ الله -تعالى- نبيه على أن يكون ليّناً بعيداً عن الشدّة والغِلظة، كما أمره -جلّ وعلا- أن يعفو عمّن أساء إليه، وأن يستشير أصحابه في مسائل الدنيا، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)،[1] وقد تميّزت قيادة النبي الكريم للمجتمع المسلم بالحكمة والدقة، فقد كان دقيقاً في اختيار الولاة وفق أعلى معايير النزاهة والكفاءة، كما حرص -عليه الصلاة والسلام- على تطبيق مبدأ الشورى حينما كان يشاور أصحاب الرأي والبصيرة من أصحابه، وقد ظهرت مهارات النبي القيادية في أسلوب قيادته للمجتمع المسلم في المدينة المنورة؛ حيث حرص على تطبيق مبدأ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعقد المعاهدات مع غير المسلمين، فقد كان يتألّف القلوب بما يدفع لهم من أموالٍ وعطايا، كما كان يكرم وفود العرب التي كانت تأتي إليه حتى يستميل قلوبهم للإسلام، وقد كان صلح الحديبية الذي عقده النبي مع المشركين فرصةً سانحةً أتاحت لكثيرٍ من المشركين التعرّف على الإسلام والدخول فيه قبل فتح مكة.[2]

صفات النبي القيادية

تمتّع النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته بصفاتٍ قياديةٍ أهّلته لحمل الرسالة وقيادة الأمة، ومن تلك الصفات الصدق، فقد كان النبي يُعرف قبل البعثة بالصادق الأمين، كما عُرف -عليه الصلاة والسلام- بالشجاعة حيث كان المسلمون إذا اشتدّ البأس يتقون ويحتمون به، كما كان حازماً في أمر الدعوة حينما رفض مساومات المشركين وإغراءاتهم، وقد كان من بين أخلاقه القيادية مشاركته للمسلمين في أعمال حفر الخندق وبناء المسجد ممّا أظهر خلق التواضع الجمّ عنده.[3]

أساليب النبي في الدعوة

استخدم النبي -عليه الصلاة والسلام- أساليب حكيمةٍ في الدعوة إلى الإسلام، فقد ابتدأها بالدعوة الفردية حينما كان يتخيّر ذوي الألباب وأصحاب الأخلاق الحميدة، حيث أثمرت تلك الدعوة عن إيمان خديجة وعلي وأبي بكر رضي الله عنهم، ثمّ انتقل النبي إلى أسلوب الدعوة الجماعية حينما كان يدعو الرهط الكثير إلى الإسلام بالخطابة البليغة، كما استخدم -عليه الصلاة والسلام- أسلوب إرسال الرسل إلى الناس لدعوتهم إلى الدين، كما ثبت عنه إرساله للكتب لهرقل وقيصر، وقد كان يتألّف قلوب المسلمين ويحبّبهم في الإسلام حينما كان يتعاهدهم بالموعظة بين الحين والآخر خشية تسلّل السآمة إلى قلوبهم.[4]

المراجع

  1. ↑ سورة النحل، آية: 125.
  2. ↑ الفريق عبدالعزيز بن محمد هنيدي (2010-10-28)، "القيادة في الإدارة الإسلامية "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.
  3. ↑ د.حمزة بن فايع الفتحي (2018-7-19)، "سمات الرسول صلى الله عليه وسلم القيادية "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.
  4. ↑ "الوسائل النبوية في الدعوة إلى الله"، www.islamweb.net، 2002-7-12، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-12. بتصرّف.