ممّا لا شكَ فيه اليوم ما للتكنولوجيا من أثر على البشرية؛ إذ إنّها استطاعت أن تُغيّر وجه العالمِ، وتحوّله لقرية صغيرة، حيثُ أيُّ أحد يستطيع التواصل مع أيّ أحد، وامتدّت آثارها لتغير طريقة تعاطينا مع أنفسنا ومع من حولنا، بل وحتى إنّها غيّرت طُرق تنظيم، وتأسيس الأعمال، واستحدثت وظائفَ جديدة لم تكن مسبقاً، وأصبح التعليم متاحاً عبرَها لشريحة أكبرَ من النّاس، أولئك الذين تحدُّهم ظروف الزمان والمكان، ومع الخير الذي جلبته للدنيا، إلّا أنّها أوجدَت مشاكل جديدة لم تكن مسبقاً، وممّا يظهرُ أنّ هذه المشاكل تتطور بالتزامن مع تطور التكنولوجيا، بدءاً من الخوف على الخصوصية، وفقدان، أو سرقة البيانات،[1]وحتى ظهور أمراض جديدة أضيفت لقاموس الأمراض النفسية والعقلية.[2]
نستعرض فيما يلي بعضاً من إيجابيات وسائل الاتصال الحديثة:[1]
تتميزُ وسائل الاتّصال الحديثة باستخدمها شبكةَ الإنترنت التي تنقل المعلومات بأقلّ وقت، وبأقل تكلفة مقارنة مع الوسائل الأخرى، فقد أصبح من السهل التواصل وجهاً لوجه مع زميل عمل، أو قريب عبر مكالمات الفيديو، أو غرف الدردشة، أو عبر الـ skype، بدلاً من مكالمات الهاتف العادية.[1]
هذه من أهمّ فوائد وسائل الاتّصال الحديثة؛ إذ استحدثت أسواقاً جديدةً للعمل، بعضها متعلقٌ بالتكنولوجيا مباشرةً،[1] مثل البرمجة، وتصميم مواقع الويب، وتطوير البرمجيات، وعلم البيانات، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء،[3]أو غير مباشرة، من مثل خدمات التعليق الصوتي،[4]والتدقيق اللغوي، وكتابة المحتوى، وإدخال البيانات، وكتابة المدونات،[5]وإدارة التسويق عبر مواقع التواصل الإجتماعي.[3]
جَعلُ العالمِ قريةً صغيرة نتج عنه تقاربٌ بين الناس مع كلّ اختلافاتهم، حيث سقطت الحدود الجغرافية، وأصبحت افتراضيةً مع الإنترنت، حتى حاجز اللغة لم يحدّ من تواصل الناس، ممّا ساعد في ازدهار النمو الاقتصادي، والمعرفي، وتبادل الخبرات، والأفكار.[1]
لم يعد الزمان والمكان والتكلفة عائقاً أمام طالب العلم، ليثريَ نفسه من منابع المعرفة المتنوعة حول العالم؛ إذ أصبحت كبرى الجامعات المرموقة تتسابق على صنع مساقات التعلم عبر الانترنت،[6]ولا يحتاج الطالب أكثرَ من جهاز حاسوب، وشبكة إنترنت جيدة، ليشترك فيها،[1]والمميز بهذه المساقات تنوّعُ مواضيعها، لتشمل الهندسة، والعلوم، والبرمجة، واللغات، والأعمال، والآداب، وغيرها الكثير.[6]
مع الإنترنت صار من السهل جذبُ الزبائن، وخدمتهم أربعاً وعشرين ساعةً طوال الأسبوع، هذا يعني بالمعنى الافتراضي أنّ أبواب الشركات مفتوحة في أيّ وقت، وفي كلّ مكان، ومن مختلف البلدان.[1]
نستعرضُ فيما يلي بعضاً من سلبيات وسائل الاتصال الحديثة:[1]
صحيحٌ أنّ وسائل الاتصال أوجدت أسواقاً جديدة للوظائف، إلّا أنّها قلّلت العمالةَ في بعض المؤسسات كالمصانع، واستبدلتهم برجال آليين، وأنظمة قادرة على العمل لساعات أطول، وبنسبة خطأ أقلَّ من العمل البشري، وهذا أثّر على العمال الذين يملكون معرفةً محدودةً، أو تنقصهم الخبرة، والكفاءة لتعلم المهارات الجديدة اللازمة للسّوق الجديد.[1]
مقابل السهولة، والمرونة التي وفرتها شبكة الإنترنت، إلاّ أنّ الخوف متزايدٌ من قرصنة الرسائل الإلكترونية، واختراق مكالمات الهواتف، وسرقة المعلومات الشخصية.[1]
التكنولوجيا والعلم في تطور مستمرّ، ممّا يستلزمُ أصحابَ الوظائف في هذا المجال تجديدَ معلوماتهم، وتطويرَ مهاراتهم باستمرار، ليحافظوا على عملهم.[1]
نتجَ عن تقارب الثقافات الذي استحدثه الإنترنت أن تتّبعَ المجتمعاتُ الضعيفة غيرَها الأقوى منها، فيقلدونها، ويتخلون عن عاداتهم، وقيمهم، ومن الأمثلة على هذا الاتّباع تأثيرُ مراهقي الدول الغربية على المراهقين في باقي دول العالم، حيثُ أصبحوا يقلدونهم في اللباس، والتصرفات اليومية.[1]