-

طريقة تحديد القبلة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القبلة

القبلة هي الوجهة التي يتوجه إليها المصلي المسلم عند الصلاة، وقبلة المسلمين في يومنا الحاضر هي الكعبة المشرفة الموجودة في مكة المكرمة، مع العلم أنَّ قبلة المسلمين كانت باتجاه بيت المقدس قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، لذلك أطلق لقب أولى القبلتين على مدينة القدس الواقعة في دولة فلسطين، وتحولت القبلة في السابع عشر من رجب من السنة الثانية للهجرة، وورد أن هذا الحدث تم في اليوم الثامن من محرم من ذات العام خلال الركعة الثانية من صلاة المسلمين لفريضة الظهر.

في وقتنا الحاضر تحتوي غالبية بيوت الله الخاصة بالمسلمين على ركن يُسمى المحراب لتحديد اتجاه القبلة للمصلين، ومما لا شكَّ فيه أن الدراسات والأبحاث بيَّنت لرجال الدين والمسلمين في أنحاء العالم طرقاً عدَّة لتحديد القبلة، ونظراً لأهمية الموضوع فإننا سنستعرض في هذا المقال طريقة تحديد القبلة بشكلٍ مفصل.

طريقة تحديد القبلة

كان المسلمون في القديم عند سفرهم إلى مناطق مختلفة في عصر الحضارة الإسلامية يستخدمون الإسطرلاب لمعرفة اتجاه القبلة، أما في وقتنا الحاضر فيُمكن تحديد اتجاه القبلة بواسطة ظاهرة تعامد الشمس على مكة المكرمة، حيث تتحرك الشمس شمال وجنوب خط الاستواء في فصلي الشتاء والصيف، وتقع مكة شمال خط الاستواء، أي أنَّ الشمس تمر بمكة مرتين في كل عام، مرة خلال حركتها شمال خط الاستواء، ومرة أخرى خلال رجوعها، وعند دخول وقت صلاة الظهر حسب التوقيت المحلي لمكة المكرمة تكون الشمس عمودية تماماً على مكة المكرمة، فإذا نظر أي إنسان في هذه اللحظة إلى الشمس يتوجه إلى القبلة؛ لأن الشمس في هذه اللحظة تكون فوق مكة مباشرة.

لا يستفيد من هذه الطريقة إلا الذين يرون الشمس، حيث توجد العديد من الدول التي لا تزورها الشمس، ويغلب عليها طابع الليل، ولكن اتفق العلماء أنه يوجد يومان آخران تكون الشمس فيها عمودية على المكان الذي يُقابل الكعبة من الجانب الآخر للكرة الأرضية، وهما 28 نوفمبر و13 يناير، ففي هذه الأيام سيكون اتجاه القبلة معاكساً للاتجاه الذي توجد فيه الشمس، فيعطي الإنسان ظهره للشمس والجهة التي أمامه هي جهة القبلة.

دور العلماء في تحديد القبلة

حظيت مسألة تحديد اتجاه القبلة بأهمية كبيرة عند المسلمين خلال فترة ازدهار المسلمين، واتساع الدولة الإسلامية، حيث تطلبت إحدى طرق تحديد القبلة علم الرياضيات والفلك، وساهم العلماء المسلمون بشكلٍ فعّال وملموس في تحديد القبلة من أي نقطة على سطح الكرة الأرضية ومن أهم هؤلاء العلماء: الخوارزمي، والبيروني، كما بحثت وكالة الفضاء الوطنية الماليزية عن طرق تحديد القبلة لشخص في الفضاء عام 2006م، وتوصلوا إلى أنَّ رواد الفضاء يجب عليهم تحديد القبلة وفق قدرتهم.