شهر رمضان
شهور السنة الهجرية اثنا عشر شهراً، أحدها شهر رمضان الذي اختصّه الله عزّ وجل من بين الشهور كلها وفضّله عليها، شهر العبادة والصوم، والتقرّب إلى الله عزّ وجل، فضائله عظيمةٌ وخيراته كثيرةٌ، هو مدرسةٌ يتعلّم فيها العبد الصبر والجود، يجب اغتنام أيامه ولياليه وعدم إضاعتها في غير طاعة الله عزّ وجل، يختصّ بمميّزاتٍ عدّةٍ دون غيره من الشهور.
مميّزات شهر رمضان
- أداء عبادةٌ فيه هي من أعظم العبادات وأجلّها، والركن الرابع من أركان الإسلام، هي فريضة الصيام، والتي لها من الأجر ما لا يعلمه إلا الله. عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ) متفق عليه.
- ليلة القدر إحدى لياليه، ليلةٌ عظيمةٌ مباركةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، تعدل العبادة فيها عبادة ألف شهرٍ أي ما يقارب ثلاثٍ وثمانين عاماً، تتنزّل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم، ويُقسم فيها الخير الكثير تتنزل الرحمات والبركات، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحبّ العفو فاعف عني).
- فتح أبواب الجنة، وغلق أبواب النار، وصفد الشياطين.
- غفران الذنوب والسيئات فيه. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَ الكبائر) أخرجه مسلم.
- ثواب أداء العمرة فيه مضاعفٌ، فالعمرة في رمضان تعدل حجّة في ثوابها ولكنها لا تُسقِط فريضة الحج، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً) أخرجه مسلم.
- نزول القرآن الكريم خير الكتب السماوية وخاتمها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
- أداء سنة التراويح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) أخرجه البخاري.
- الاعتكاف ومعناه لزوم المسجد لعبادة الله تعالى، وهو سنةٌ نبويةٌ واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده) أخرجه البخاري.
- شهر الجود ومدارسة القرآن الكريم.
- أداء إحدى أنواع الزكاة للفقراء والمساكين وهي زكاة الفطرحيث إنّها طهرةٌ للصائم من اللغو والرفث.
- كثرة العتق من النار.
الاستعداد لرمضان
من نعم الله على المرء بلوغه شهر رمضان وشعوره بالفرح والسرور لقدومه، والفوز بنفحاته وتجلياته وغفران الله عزّ وجل، فلا بدّ من الاستعداد لاستقبال هذا الضيف الكريم، وهذه بعض الخطوات:
- ترك جميع الذنوب والتوبة النصوح لله تعالى، فالذنوب تقف حاجزاً بين العبد والقيام بالطاعات والعبادات.
- النية الصادقة والإخلاص لله تعالى في القيام بالعبادات.
- دعاء الله عزّ وجل وطلب العون منه للتوفيق بالقيام بالطاعات.
- حفظ الجوارح عن ارتكاب المحرمات بأشكالها.
- كثرة الاستغفار.