-

تعريف القراءة لغة واصطلاحاً

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القراءة

يُعَدُّ مصطلح القراءة واحداً من المصطلحات التي بدأت تَلقى انتشاراً كبيراً ورَواجاً في مختلف الدراسات الأدبيّة، والنقديّة في العصر الحديث، وبالرغم من أنَّ موضوع القراءة والقارئ موضوع قديم في الأدب، إلّا أنَّه في رأْي بعض الأدباء لم يكن يُشكِّل مشكلة في القِدَم؛ لأنَّ الوعي بأهميّة القراءة وموضوعها كان محدوداً إلى حدٍّ ما، وخاصة أنَّ النصوص الأدبيّة كانت بسيطة ولا تشتمل على عُمْق فلسفيّ كبير كما هو الحال في العصور الحديثة؛ حيث امتزجت عدّة علوم مع بعضها البعض، كالأدب، والفلسفة، والمنطق؛ الأمر الذي أدّى إلى تعميق قضيّة القراءة، ومفهومها، وطرق تطبيقها وممارستها، كما أصبحت القراءة منهجاً مهمّاً من مناهج النَّقْد المُعاصِرة.[1]

وقد مرَّ مفهوم القراءة وتطوَّر؛ وفقاً لاحتياجات الإنسان، وبالرغم من مختلف التطوُّرات والتغيُّرات، تبقى القراءة نشاطاً أساسيّاً ترتكز عليه النشاطات الأخرى للإنسان، ويمكن القول إنّه لا يمكن أن تقوم أيٌّ من العلوم إلّا بقيام القراءة، وقد كان مفهوم القراءة في البداية يقتصر على عمليّة تعليم الأطفال قراءة الكلمات، وتقطيعها، ومعرفة أصوات الحروف، ومن ثم الانتقال من كلمة إلى أخرى، حتى يستطيع قراءة سطر كامل، ثم فقرة كاملة، وتطوَّر المفهوم بعد ذلك فأصبح يتعلَّق بفكِّ الرموز المختلفة، وفهم معانيها، والنُّطق بها، ثم أصبحت القراءة وسيلة لتحقيق التسلية، وزيادة حصيلة المعلومات للفرد، والحصول على الخبرات، وأصبح الكتاب صديقاً للإنسان، وانتقل مفهوم القراءة من تعلُّمها إلى توظيفها في عمليّة التعليم.[2]

تعريف القراءة

القراءة لغة

تُعرَّفُ القراءة في اللغة على أنَّها الصوت الذي ينتج عن نطق المرء بالكلام المكتوب، وهي مصدر الفعل "قَرَأَ"، ويمكن تعريفُها أيضاً بأنَّها المُطالعة، والنُّطق بكلام الكُتب، والقراءة إمّا أن تكون جهوريّة ويشتمل عليها التعريف السابق، وإمّا أن تكون صامتة بإلقاء النظر دون نطقٍ، أو إصدار أيّ صوتٍ أثناء عمليّة المطالعة،[3] وعُرِّفَت القراءة في قاموس المنجد على أنَّها النُّطْق بالمكتوب في كتاب، أو إلقاء النَّظر عليه، وفي معجم اللغة العربيّة المعاصر وردَت على أنَّها تتبُّع كلماتِ كتابٍ ما، سواء تمَّ النُّطْق بها أم ملاحظتها فقط.[4]

وعليه، فإنّه يمكن إجمال تعاريف القراءة لغة بأنَّها نَظَرُ المرء إلى ما هو مكتوب، سواء تم النطق بكلماته أم لم يتمّ،[4] والجدير بالذكر أنَّ القراءة في اللغة تأتي بمعنى الضَّم والجَمع، وقد ورد عن بعض الأدباء أنَّ القراءة الضَّم، والنُّطق، والإبلاغ في الوقت ذاته،[1] فقرأ الشيء، أي جمعه وضمَّه إلى بعضه البعض، وإنَّ كلمة قراءة وقرآناً جميعها تفيد معنى الجمع، وقد سُمِّي القرآن قُرآناً؛ لأنَّه يجمع السُّوَر إلى بعضها البعض.[3]

القراءة اصطلاحاً

القراءة اصطلاحاً هي عبارة عن عمليّة يتمّ من خلالها التعرُّف على الصِّلَة بين لغة الكلام، والرموز الكتابيّة؛ حيث إنَّ لغة الكلام تتكوَّن من الألفاظ التي تُعبِّر عن المعاني المختلفة، وهي عمليّة مُركَّبة يستخدم المرء فيها العديد من حواسِّه أهمّها البصر، وعادة ما تتطلَّب عمليّة القراءة الخبرة، والذكاء، وقدرة القارئ على التفاعل مع النص المقروء، من خلال استخدامه لأفكار النص الأساسيّة والعامة التي يشتمل عليها،[4] والقراءة عمليّة معرفيّة تتضمَّن فكَّ الرموز التي من شأنها أن تُوصلَ القارئ إلى المعنى المُراد منها.[5]

وتُعرَف القراءة بأنَّها المعرفة السابقة؛ حيث إنَّ القارئ يستخدم معلوماتِه السابقة لمعالجة المعلومات التي يقرأها، ولتنظيم أفكاره؛ ليصل إلى معانٍ جديدة،[5]، حيث إنَّ توافر الخبرة السابقة، مع القدرة على الإبصار، وسلامة العقل - في حال اجتماعها معاً - تمنح المرء القدرة على فكِّ الرموز، وفهم المعاني الجديدة التي يدور النصُّ حولها، وقد ورد عن بعض الباحثين أنَّ عمليّة القراءة هي عبارة عن نشاط من الأنشطة اللغويّة الأساسيّة، يقوم في أساسه على اللفظ الشفويّ للكلمات، والذي يظهر من خلال التدريب على النُّطْق بالحروف، ومن ثمّ الكلمات التي تكوِّن جُمَلاً وفقرات؛ فهي ليست عمليّة فِطريّة وإنّما مُكتسَبة، وفي عمليّة القراءة تتمّ ترجمة كلّ صوتٍ إلى رمز أو حرف يُكتَب على الورق، وتُجرَى عليه عمليّات ذهنيّة تحوِّله إلى ألفاظ تُنطَق من جديد.[2]

مراحل القراءة

تشتمل عمليّة القراءة على ثلاث مراحل وهي كالآتي:[5]

  • مرحلة ما قبل القراءة: وفي هذه المرحلة يحدِّد القارئ الهدف من عمليّة القراءة، ويقوم بمعاينة النَّص فيطَّلع على العنوان، ويستعرض مختلف المعلومات التي يمتلكُها في معرفته السابقة والتي تتبادر إلى ذهنه حول العنوان الذي اطّلع عليه، والذي ستتمّ القراءة حوله.
  • مرحلة أثناء القراءة: وفي هذه المرحلة يقوم القارئ بعمل تنبُّؤات بالمعلومات التي سيقرأها، وعندما تتمّ عمليّة القراءة، فإنّها ستشمل عمليّة التأكد من تلك التنبُّؤات ومراجعتها.
  • مرحلة ما بعد القراءة: وفي هذه المرحلة يقوم القارئ بسرد ما قرأه وحصل عليه من معلومات، ومن ثم يناقشها، ويجيب عن الأسئلة المرتبطة بها، أو يقارن النَّص الذي قرأه بنَصٍّ آخر، وينشئ المُلخَّصات التي يمكن الاستفادة منها فيما بعد.

فوائد القراءة

للقراءة أهميّة كبيرة في حياة الأفراد، ومن أبرز النّقاط التي تؤكّد أهميّة القراءة ما يأتي:[6]

  • التقليل من الإجهاد: إنَّ من شأن القراءة أن تقلِّل من الإجهاد الذي يعاني منه المرء، وخاصة قراءة القصص والروايات؛ حيث إنّها تَنقلُ القارئ إلى عالم آخر يتيح له قدراً كبيراً من الراحة والاسترخاء.
  • بَعْث الراحة والطمأنينة: تحقِّق القراءة سلاماً داخليّاً للقارئ، كما تبعث فيه الهدوء والطمأنينة، وتساعد القراءة على تخفيف الاضطرابات الداخليّة والتخلُّص من بعض الأمراض العقليّة.
  • التحفيز العقليّ: إنَّ الحفاظ على نشاط الدماغ من خلال عمله المتواصل يمنعه من فقدان الطاقة؛ وبالتالي يؤخِّر من حدوث مرض ألزهايمر، أو الخَرَف الذي يصيب الإنسان، وإنَّ القراءة عمليّة مهمة؛ لما لها من آثار في تحفيز عقل الإنسان، والحفاظ على صحّته وقوته.
  • زيادة حصيلة المفردات: فكلّما قرأ المرء أكثر، زادت حصيلتُه اللغويّة من المفردات؛ الأمر الذي يساعده في مهنته وفي تعامله مع الآخرين؛ كما أن ذلك يزيد من ثقته بنفسه، ويمكِّنه أيضاً من استخدام المفردات الجديدة في حياته اليوميّة، وفي العديد من المواقف التي تواجهه، كما من شأن القراءة أن تجعله يتعلَّم لغة جديدة أيضاً.
  • تنمية المهارات الكتابيّة: حيث يتعلم الكُتَّاب طُرُقاً وأساليب أخرى للكتابة، من خلال قراءة أعمال كتابيّة للآخرين، وإنَّ من شأن القراءة بشكل عام أن تنمِّي مهارة الكتابة عند القارئ يوماً بعد يوم.
  • تنمية القدرة على التفكير التحليليّ: فعمليّة القراءة من شأنها أن ترفع من قدرة المرء على التحليل للمعلومات التي يقرأها، سواء كانت هذه المعلومات كتاباً عادياً أم رواية؛ فيستطيع مع مرور الوقت أن يحلِّل ما يقرأ من جميع الجوانب، وأن ينتقد المعلومات التي قرأها أيضاً.
  • تحقيق المتعة والتسلية: تحقِّق القراءة التسلية والمتعة للقارئ، وخاصة إذا كان يقرأ في الأمور التي يفضِّلها، والمجالات التي تحقِّق له المتعة والفائدة في الوقت ذاته.
  • تنمية التركيز: فقراءة كتاب ما تأخذ المرء إلى عالم آخر، يجعله يركِّز في جميع تفاصيل ما يقرأ مهما كانت هذه التفاصيل دقيقة، وعادة ما يُنصَح المرء بالقراءة لمدة 10-15 دقيقة صباحاً قبل البدء بالعمل؛ إذ إنّ هذا من شأنه أن يزيد من نسبة التركيز أثناء العمل؛ ممّا ينعكس إيجاباً على القارئ.
  • تنمية الذاكرة: حيث إنَّ قراءة كتاب ما توجِب على القارئ تذكُّر المعلومات التي يقرأها، وعدم نسيانها أثناء متابعة القراءة، وكذلك قراءة الروايات التي تتطلَّب تذكَّر الشخصيّات والمواقف المختلفة؛ وكلّ ذلك من شأنه أن ينمِّي ذاكرة المرء، ويمكِّنه أيضاً من استرجاع المعلومات في وقت لاحق.
  • تحقيق المعرفة: حيث إنَّ المرء بقراءته للمعلومات المختلفة؛ يحقِّق قَدْراً كبيراً من المعرفة وإن لم يستخدمها، ويحقِّق الفائدة منها في الوقت نفسه، وهو حتماً سيحتاجها يوماً ما.

المراجع

  1. ^ أ ب عمر السنوي الخالدي (2017-5-14)، "مفهوم القراءة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب خديجة خلفاوي، صعوبة القراءة في المستويين الرابع والخامس الابتدائيّين تشخيصاً واقتراح حلول، صفحة 8-13. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "تعريف ومعنى قراءة في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-17. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت الزهرة خنشوش، أخطاء القراءة الجهورية لدى تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي ، صفحة 18-19. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "What is Reading? - Definition & Process", www.study.com, Retrieved 2018-3-17. Edited.
  6. ↑ Lana Winter-Hébert, "LEISURE 10 Benefits of Reading: Why You Should Read Every Day"، www.lifehack.org, Retrieved 2018-3-17. Edited.