أسباب نزول سورة التوبة
تعريف بسورة التوبة
سورة التوبة آخر السور القرآنية نزولاً من الوحي على سيدنا محمد، وهي السورة التاسعة في القرآن الكريم ترتيباً، وهي سورة مدنية إلا آخر آيتين فيها، فهما مكيتان، وعدد آياتها مئة وتسع وعشرون آية، ولها أسماء عدة منها: براءة، والتوبة، وهذا ما هو متعارف عليه عند جمهور العلماء، ولها أسماء أخرى منها : المقشقشة؛ لأنها تبرئ من النفاق، والمبعثرة، لأنّها تبحث عن أخبار المنافقين وتنفيها، بالإضافة إلى الفاضحة، وسورة العذاب، والمُخزية، والمدمدمة، والمشرِّدة، والمثيرة، والحافرة، والبحوث، وجميع هذه الأسماء أطلقت لتصف المنافقين.
أسباب نزول التوبة
- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما عزم على أداء فريضة الحج، وذلك بعد رمضان سنة تسع للهجرة، ثم تراجع عن أداء فريضة الحج وذلك بوحي من الله، فأمر أبا بكر الصديق أن يحج بالمسلمين بدلاً منه، فنزلت أول أربعين آية من صدر سورة التوبة، فبعثها لأبي بكر ليقرأها على المسلمين، ثم ألحقه بعلي بن أبي طالب ليقرأ على المسلمين، ويؤذّن بها في المسجد الحرام، وهذا أول وأهمّ أسباب النزول، ولنقل أنه السبب الرئيسي.
- وجوب تحديد المدة المتفق عليها بين الرسول والمشركين، وهي مدة العهود.
- ذكر أحكام الالتزام أو نقض العهود.
- ضرورة منع المشركين من أداء مناسك الحج الجاهلية، وهدم آلهة الكفر.
- ضرورة قيام الحرب على المشركين، وأهل الكتاب ممن رفضوا دفع الجزية، مع رفض ما ابتدعه الأحبار والرهبان في دينهم.
- حرمة الأشهر الحرم.
- تحديد معالم السنة الشرعية، مع تحريم النسيء الذي كان منتشراً في الجاهلية.
- وتذكير الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- والمسلمين بنصره لهم يوم حنين، وحمايتهم من كيد المشركين.
- ذكر وجوب نصرة المسلمين للرسول عند وقوع القتال.
- كشف المنافقين المتخلفين عن القتال بدون عذر، وذكر صفاتهم من جبن، وبخل، والحلف الكذب، والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، والاستهانة بضعفاء المؤمنين، وأخذ الصدقات بغير حق.
- نهي المؤمنين عن موالاة المشركين والاستغفار لهم، أو الصلاة على موتاهم.
- تذكير المسلمين بقصص الأمم السابقة.
- حض المسلمين على الزكاة والتوبة والعمل الصالح والجهاد في سبيل الله.
- عمل موازنة بين الكفار والمنافقين من جهة والمسلمين من جهة أخرى.
- الإشادة بغزوة تبوك وجيشها.
- ذكر الذين تاب الله عليهم من المنافقين.
- ذكر فضل الله على المسلمين والأعراب بأن جعل رسول الأمة منهم .
ترتيب سورة التوبة
اختلف الصحابة على موضع سورة التوبة، وذلك لأن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- توفي قبل أن يبيّن موقعها، وكان مضمون وفحوى السورة مشابهٌ لما جاءت به سورة الأنفال، فقيل أنّهما سورة واحدة، على خلاف ما جاء به بعض العلماء فقالوا: بأنّ هاتين السورتين منفصلتين.
ترك البسملة في التوبة
لم تبدأ هذه السورة بالبسملة كما هو معتاد في القرآن الكريم، وفي ذلك آراء:
- ففريق يقول، ومنهم علي بن أبي طالب: أن البراءة نزلت بالسيف، والبسملة أمان واطمئنان، فلم يتفّق المعنى.
- فريق قال: التسمية رحمة، والرحمة أمان الله لعباده، وهذه السورة جاءت بأخبار المنافقين.
- وفريق آخر قال: أن البسملة فاتحة الخير، وفاتحة سورة التوبة وعيد وإنذار وبراءة، وهنا لم يتفق المعنى.
- فريق أخير قال: أنّ رسولنا الكريم كان يأمر كتبة الوحي بكتابة البسملة، وفي هذه السورة لم يأمر بذلك.
علم تفسير القرآن وذكر أسباب التنزيل مترابطان، وكل منهما يعتمد على الآخر، وهي من أهمّ العلوم الذي تحفظ القرآن، والتوسّع والخوض في غمارهما يحتاج إلى دقة وجهد كبيرين ومتواصلين، فهذه سورة التوبة البسيطة في لفظها الضخمة في معانيها، توثّق الكثير من الموضوعات، ومن المستحب أن نواصل الجهد في البحث في علوم أسباب النزول.