-

أسباب تطور العصر العباسي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تطور العصر العباسي

هناك مظاهر عديدة أسهمت بشكل كبير في ازدهار وتطور العصر العباسي من كل النواحي المعرفية والأدبية بقسميه الشعري والنثري، ومن أبرز تلك المظاهر والمساعي ما نذكره في هذا المقال.[1]

أسباب تطور العصر العباسي

السعي وراء المعرفة

كان للخليفة العباسي هارون الرشيد وابنه المأمون دوراً في تعميق حب المعرفة والبحث عنها من خلال تأسيس ما يعرف بدار الحكمة، والتي كان مقرها في مدينة بغداد، ومن ضمنها خصص حيزاً لغايات تقديم المنح الدراسية، وفي فترة حكم المأمون من بعد فترة حكم أبيه زاد الطلب والاعتماد على دار الحكمة، وأصبح لها شأنٌ كبير خصوصاً خلال الفترة الواقعة ما بين 813-833م عندما تولى مسؤولية تعيين أشهر العلماء وتوظيفهم في دار الحكمة من شتى المنابت والعقائد الدينية؛ ليعملوا سويةً بكل حب وسلام.[1]

تطور حركة الترجمة

بدأت حركة الترجمة منذ خلافة الراشدين مستهدفين فيها النصوص العلمية المكتوبة باللغة اليونانية، ومع بزوغ الخلافة العباسية أصبح هناك تشجيع أكبر على أعمال الترجمة؛ حيث وضعوا النصوص اليونانية نصب أعينهم وبالذات أعمال أرسطو، وقد كانوا يهدفون لترجمة أكبر عدد ممكن للحصول على مكتبة ذات شمولية كبيرة لأنواع المعارف، وفي نفس الوقت للمحافطة على الفلسفة اليونانية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ اليونانيين كان لهم أيضاً اهتمام في المجالات العلمية والطبية، ومن أوجه اهتمام العباسيين بالمعرفة هو تطويرهم لتقنيات الطباعة التي استقطبوا فكرتها من الصينيين بعد حرب نشبت بينهم وبين الصين عام 751م.[1]

إنجازات العباسيين

يطلق على الخلافة العباسية أيضاً تسمية الفترة الذهبية للإسلام؛ لما شهده العصر الإسلامي من تقدم كبير على الأصعدة العلمية، فخلال تلك الفترة تمكن الباحثون العرب والفارسيون من توظيف كل تلك المعلومات التي ترجموها من الإغريقية، فنجد أن ابن الهيثم قد ابتكر أول كاميرا مع تفسيره لآلية عمل العين والرؤية من خلالها، وكان للطبيب أفيسينا إسهام في كتابه قانون الطب الذي سهل على كثير من الأطباء تشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان، أما الخوارزمي فهو عالم الرياضيات الفارسي، فإن لاسمه وحده مدلولات في الرياضيات والجبر لا تزال شاخصةً حتى يومنا هذا.[1]

الخلافة العباسية

تعتبر الخلافة العباسية ثاني أعظم الخلافات على مر التاريخ الإسلامي وذلك بعد الإطاحة بالخلافة الأموية عام 750م واستمرت حتى عام 1258م بعد الاجتياح المغولي لها وإبادتها، وبالنظر للتسمية فإننا نجد أنّ اسم العباسية مشتق من اسم عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو العباس ذو النسب الهاشمي القرشي الذي توفي عام 653م، فقد لازم أبناء عائلته فكرة الإطاحة بالخلافة الأموية وعملوا كثيراً في الترويج لهذه الفكرة، خصوصاً عند كثير من العرب الشيعة والفرس، حتى وصل الأمر للتمرد على الخليفة الاموي مروان الثاني وهزيمته عام 747م في معركة نهر الزاب العظيم بمنطقة ما بين النهرين، وإعلان عباس الصفاء هو الخليفة العباسي الأول.[2]

أبرز الخلفاء العباسيين

فيما يأتي قائمة بأبرز الخلفاء العباسيين الذين تولوا منصب الخليفة في منطقة العراق:[3][4]

  • الخليفة السفاح (749-754)م.
  • الخليفة المنصور (754-775)م.
  • الخليفة هارون الرشيد (786-809)م.
  • الخليفة المأمون (813-833)م.
  • الخليفة المعتصم بالله (833-842)م.
  • الخليفة المعتمد (870-892)م.
  • الخليفة المكتفي (902-908)م.
  • الخليفة المقتدر (908-932)م.
  • الخليفة المُستزهر (1094-1118)م.
  • الخليفة الراشد (1135-1136)م.
  • الخليفة الناصر (1180-1225)م.
  • الخليفة المُستنصر (1226-1242)م.
  • الخليفة المعتصم (1242-1258)م.

مراحل الخلافة الإسلامية

فيما يأتي ملخص لأبرز مراحل الخلافة عبر تاريخ الدولة الإسلامية ما بعد وفاة النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:[5]

الخلفاء الراشدون

تميزت هذه الفترة من ولاية الخلفاء الراشدين للدولة الإسلامية بأنّها أول حكم للأمة الإسلامية بعد عهد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكانت مرتبطة بحكم أربعة خلفاء؛ وهم على الترتيب (أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب) حيث امتدت هذه الفترة منذ سنة 632م حتى 661م.

الخلفاء الأمويون

تأسست هذه الخلافة على يد الصحابي معاوية بن أبي سفيان ليكون هو أول خليفة في العهد الأموي ومن ثم يخلفه ثلاثة عشر خليفة أموي امتد حكمهم على مدار الفترة المنحصرة بين 661م إلى 750م منتهية بحكم الخليفة مروان الثاني بن محمد بن مروان الأول.

الخلفاء العباسيون

امتدت هذه الخلافة على فترتين منفصلتين بحيث خلال الفترة (750م-1258م) ابتداءً من الخليفة السفاح حيث اكتسب هذا اللقب من وصفه لنفسه بهذا اللقب في أحد خطبه أمام الناس وانتهت تلك الفترة من الخلافة بالخليفة الواثق، أما الفترة الثانية فقد كانت ما بين عام 932م بولاية الخليفة معز الدولة (أبو الحسن أحمد) وانتهت بولاية الخليفة العباسي المستعصم عام 1012م في بغداد.

الخلافة العثمانية

هذه الخلافة التي تعد من اطول الخلافات الإسلامية والتي امتدت على مدار 600 عام حيث أنشاتها القبائل التركية ما بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر ميلادية، ويرجع تسميتها بهذه التسمية نسبةً لمؤسسها السلطان عثمان مؤسس هذه الدولة، وانتهت هذه الدولة عام 1922م.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "The golden age of Islam", www.khanacademy.org, Retrieved 20-3-2019. Edited.
  2. ↑ "ʿAbbāsid dynasty", www.britannica.com, Retrieved 20-3-2019. Edited.
  3. ↑ "List of Rulers of the Islamic World", www.metmuseum.org,10-2004، Retrieved 31-3-2019. Edited.
  4. ↑ "خلفاء العصر العباسي"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2019.
  5. ↑ وزارة الأوقاف والمقدسات الأردنية، التاريخ الإسلامى العام: الجاهلية - الدولة العربية - الدولة العباسية، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، صفحة 210-466-. بتصرّف.
  6. ↑ Stanford Jay Shaw Malcolm Edward Yapp, "Ottoman Empire"، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2019. Edited.