أسباب قيام الثورة الفرنسية طب 21 الشاملة

أسباب قيام الثورة الفرنسية طب 21 الشاملة

الثورة الفرنسيّة

اندلعت الثورة الفرنسيّة في الفترة (1789-1799)م، وأدَّت إلى حدوث تغييرات كبيرة في المُجتَمع الغربيّ بشكلٍ عامّ، ونظام الحُكْم الفرنسيّ بشكلٍ خاصّ، كما أنَّها أثَّرت في بَقيّة مَناطِق أوروبا، وعلى الرغم من أنَّ هذه الثورة قد ساهمت في إدخال المُثُل الديمقراطيّة إلى فرنسا، إلّا أنَّها لم تستطع جعل فرنسا دولة ديمقراطيّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الثورة ساهمت بشكل كبير في إنهاء الحُكْم المُطلَق للمُلوك الفرنسيّين، بالإضافة إلى جَعْل الطبقة المُتوسِّطة طبقةً قويّة.[1]

وقد بدأت أحداث الثورة الفرنسيّة بأزمة اقتصاديّة حُكوميّة، إلّا أنَّها أصبحت مع مُرور الوقت حركةً للتغيير العنيف؛ حيث احتلّ الشعب في مدينة باريس سِجْن (الباستيل) الذي يُعتبَر من السُّجون الملكيّة التي أصبحت رمزاً للظُّلم، ثمّ تولَّى حُكْم الدَّولة سِلسلة من الهيئات التشريعيّة المُنتخَبة من الشعب، وتمّ إعدام الملك (لويس السادس عشر)، وزوجته (ماري أنطوانيت)، وانتهت الثورة بتولِّي الجنرال (نابليون بونابرت) مقاليد الحُكْم.[1]

أسباب قِيام الثورة الفرنسيّة

لم تندلع الثورة الفرنسيّة دون سبب، بل كان هناك العديد من الأسباب، والعَوامِل التي مهَّدت الطريق لها في عام 1789م، ومن هذه العَوامِل:[2]

العامل السياسيّ

كان نظام الإقطاع هو النظام السائد في أوروبا، إلّا أنَّه مع مُرور الوقت بدأت هذه السياسة تتقلَّص تدريجيّاً إلى أن حلَّت مكانها سياسة الملكيّة المُطلَقة؛ ونتيجةً لذلك طغى المُلوك على رعاياهم، واستبدُّوا في البِلاد، وشَمِل هذا النظام الدَّولة الفرنسيّة؛ حيث كان الملك يَحكُم بما يريد، ولم تَكُن هناك حُدود لسُلطاتِه، وصلاحيّاته؛ إذ كان يتصرَّف بأموال الدَّولة كما يحلو له، ويَفرِض الضرائب على مُختلَف الخدمات، والبضائع، وكان يُبرِم الاتّفاقيّات، والمُعاهدات، ويُصدِر القوانين، والأنظمة، ويُعدِّل عليها، وكان يمتلك الحُرِّية المُطلَقة بالتصرُّف في الرَّعية، كما أنَّ صُوَر القضاء تعدَّدت، ولم تَجْرِ العدالة باسم الملك وحده، بل كانت باسم رجال الدِّين، والكنيسة، والسادة الإقطاعيّين.[2]

العامل الاقتصاديّ

كان لتبذير المُلوك الفرنسيّين، وتصرُّفهم بمال الدَّولة دون وجه حَقٍّ في تلك الفترة، أثرٌ كبير في ارتباك الاقتصاد الفرنسيّ، وتدهوره؛ حيث شنَّ لويس الرابع عشر الكثير من الحروب التي كلَّفت خزينة الدَّولة أموالاً طائلة، كما كان لويس الخامس عشر مُبذِّراً، وغير مُهتمِّ بأموال الشعب، ثمّ ظهر الاضطراب المالي في فرنسا وقد اعتُبر ذلك مأساة اقتصادية، وقد تجلَّى سُوء وَضْع فرنسا الماليّ بأعلى مُستوياته في النفقات التي اضطرت الحُكومة إلى تحصيلها من الشعب، وتمثَّل ذلك بفَرْض الضرائب المُباشرة على العَقارات، وضريبة الرؤوس، وضريبة الملح التي فُرِضَت بسبب احتكار الحُكومة للملح، وبَيْعه لشركة ذات امتياز، وإجبار كُلّ رَبّ أُسرة على شراء كمّية مُحدَّدة سنويّاً تتناسب مع عَدَد أفراد الأُسرة، وغالباً ما تكون هذه الكمّية أكثر من الاستهلاك الفعليّ للعائلة، كما أنَّ هذه الضريبة تختلف من مُقاطَعة لأُخرى، ومن الجدير بالذكر أنَّ الكيفيّة التي كان يتمّ فيها تحصيل الضرائب قد زادت من سوء وَضْع النظام الماليّ الفرنسيّ؛ حيث إنَّ التحصيل كان مسؤوليّة أشخاص يُعرَفون باسم (المُلتزمين)، وكان يُتطلَّب منهم جَمْع مَبلغ مُحدَّد لخزينة الدَّولة، والمَبلَغ الزائد يذهب إلى جيوبهم الشخصيّة، عِلماً بأنَّ المُلتزِم الكبير كان يُعيِّن مُلتزِمين أصغر لجَمْع الضرائب، وينتفع كلا الطرفَين، ويقع العِبءُ، والضَّرر في النهاية على الفلّاح، والعَامِل.[2]

العامل الاجتماعيّ

كان المُجتَمع الفرنسيّ في تلك الحِقبة يتكوَّن من ثلاث طبقات اجتماعيّة، وهي:[2]

اليقظة الفِكريّة

هناك العديد من التوجُّهات الفكريّة التي مهَّدت الطريق لاندلاع الثورة الفرنسيّة، وقد تبنَّى هذه التوجُّهات مجموعة من المُفكّرين من أبناء الطبقة الوُسطى، وعبَّروا من خلال توجُّهاتهم عن آلام الأُمّة، وآمالها، وصميم قضايا مُجتَمعهم، وقد هاجم هؤلاء المُفكّرون الاستبداد، والظلم، وطالبوا بالمُساواة، والحُرِّية والإخاء، وسخروا من تَصرُّفات رجال الدين والكنيسة، ومن أهمّ الكُتّاب، والمفكرين في تلك الحقبة:[2]

الإصلاحات الاقتصاديّة

ظهر العديد من المُصلِحين الاقتصاديّين الذين نادوا بضرورة إصلاح الوَضْع الاقتصاديّ في البلاد، وهذا ما دَفَع لويس السادس عشر إلى إسناد الشؤون الماليّة، وإصلاحاتها إلى رجال خُبَراء؛ لتزويد خزينة الدَّولة بالأموال، وإصلاح الوَضْع الماليّ، ومن هذه الإصلاحات:[3]

المراجع

  1. ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 79، جزء الثامن. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج -، الثورة الفرنسية، صفحة 133-143. بتصرّف.
  3. ↑ مني لمياء، تطوّر الثورة الفرنسية ، صفحة 21-23. بتصرّف.