-

تخفيض السكر في الدم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مرض السكري

يحدث مرض السكري بسبب عدم قدرة الجسم على السيطرة على مستوى السكر في الدم نتيجة خللٍ في إنتاج البنكرياس للإنسولين، أو نتيجة خللٍ في استجابة الخلايا للإنسولين، وفي الحقيقة توجد ثلاثة أنواعٍ رئيسيةٍ لمرض السكري وهي؛ السكري من النوع الأول، والسكري من النوع الثاني، وسكري الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ السكري من النوع الأول يحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة لخلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، ويظهر عادةً في الأطفال والشبّان الصغار، أما السكري من النوع الثاني فيحدث بسبب نقص إنتاج الإنسولين أو مقاومة الخلايا له، ويؤثر عادةً في البالغين في منتصف العمر وكبار السن، بينما يصيب سكري الحمل بعض النساء الحوامل؛ ويزيد فرصة إصابتهم بالسكري من النوع الثاني فيما بعد.[1]

تخفيض السكر في الدم

تخفيض السكر في الدم بالطرق الطبيعية

هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن من خلالها تخفيض مستوى السكر في الدم، ومن هذه الطرق نذكر ما يأتي:[2]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد الرياضة على تخفيض السكر من خلال فقدان الوزن، وزيادة حساسية الخلايا للإنسولين، بحيث تستطيع الاستفادة من السكر الموجود في الدم، كما تساعد الرياضة العضلات على استخدام السكر لإنتاج الطاقة.
  • تقليل الوزن: يساعد تقليل الوزن بنسبة 7% على تقليل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 58% تقريباً، وتجدر الإشارة إلى أنّ خطر الإصابة بالسكري يزداد في حال كان محيط الخصر أكثر من 88.9 سم للنساء و101.6 سم للرجال.
  • التحكم بكمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها: يمكن أن يُسبّب تناول الكربوهيدرات بكمياتٍ كبيرةٍ ارتفاع مستوى السكر في الدم، بحيث لا يستطيع الإنسولين السيطرة على تلك الكميات، ولذلك ينصح مرضى السكري باتباع نظامٍ غذائيٍ يعتمد على تحديد كميات الكربوهيدرات أو اتباع نظام البدائل الغذائية.
  • الإكثار من تناول الألياف الغذائية: تلعب الألياف دوراً مهماً في تنظيم مستوى السكر في الدم، وذلك من خلال تقليل سرعة هضم الكربوهيدرات، وتقليل امتصاص السكر الناتج عنها، مما يمنع ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكلٍ مفاجئٍ وسريع، وتتضمّن الأطعمة الغنية بالألياف: الخضار، والفواكه، والبقوليات، والحبوب الكاملة، وفي الحقيقة ينصح الأطباء بتناول 25 غراماً من الألياف يومياً للنساء، و38 غراماً يومياً للرجال.
  • شرب كمية كافية من الماء: يساعد شرب الماء بكمياتٍ كافيةٍ على الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية، وتعزيز قدرة الكلى على طرد السكر الزائد من الدم عن طريق البول.
  • التحكم في كمية الطعام: يمكن التحكم في كمية الطعام من خلال استخدام طبقٍ أصغر لتناول الطعام، وتناول الطعام ببطء، وقراءة ملصقات الطعام للتحقق من كميّة السعرات فيها، والتوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالشبع، إذ يسهم ذلك في فقدان الوزن، وتقليل السعرات الحرارية المتناولة؛ مما يؤدي إلى خفض مستوى السكر في الدم.
  • تناول الأطعمة التي تتميز بانخفاض المؤشر الجلايسيمي: (بالإنجليزية: Glycemic index)، وهي الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات لا تُسبّب ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة السكر في الدم؛ مثل المأكولات البحرية، واللحوم، والبيض، والشوفان، والشعير، والفاصولياء، والعدس، والبقوليات، والبطاطس الحلوة، والذرة، والخضروات غير النشوية، ومعظم الفواكه، ويمكن الاستعانة بأخصائي تغذية للمساعدة على تحديد تلك الأطعمة بشكلٍ أفضل.
  • السيطرة على مستويات الإجهاد والتوتر: يساهم التوتّر والإجهاد في زيادة إفراز بعض الهرمونات التي ترفع مستوى السكر في الدم مثل؛ هرموني الجلوكاجون والكورتيزول، وقد أثبتت الدراسات أنّ التمارين الرياضية، وتمارين الاسترخاء والتأمل؛ تقلل من الإجهاد وتساعد على خفض مستوى السكر في الدم.
  • مراقبة مستويات السكر في الدم: يمكن أن يساعد قياس مستوى السكر في الدم ومراقبته على التحكم فيه، ولذلك ينصح بتسجيل قراءات مستوى السكر في الدم في دفتر خاص؛ لمتابعة الحالة وتحديد التعديلات اللازمة على الوجبات أو الأدوية.
  • النوم لفترة كافية: يؤدي النوم غير الكافي إلى نقصان إفراز هرمونات النمو، وزيادة مستوى هرمون الكورتيزول؛ مما يرفع مستوى السكر في الدم، كما أنّ عادات النوم السيئة يمكن أن تؤثر في مستويات السكر في الدم وحساسية الإنسولين؛ وذلك من خلال زيادة الشهية والوزن.
  • تناول الأطعمة الغنية بالكروم والمغنيسيوم: حيث يسهم الكروم في أيض الكربوهيدرات والدهون، والسيطرة على مستويات السكر في الدم، وتتضمّن الأطعمة الغنية بالكروم؛ صفار البيض، ومنتجات الحبوب الكاملة، والقهوة، والمكسرات، والفاصوليا الخضراء، والبروكلي، واللحوم، أما المغنيسيوم، فقد أظهرت الدراسات أنّ نقصه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري، وتتضمّن الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم؛ الخضروات الورقية الداكنة، والحبوب الكاملة، والأسماك، والشوكولاتة الداكنة، والموز، والأفوكادو، والفاصولياء.
  • تناول خل التفاح: يمكن أن يساعد خل التفاح على خفض إنتاج السكر من الكبد، أو زيادة استخدامه من قبل الخلايا؛ ممّا يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، ويمكن استخدام الخل من خلال إضافته إلى السلطة أو مزج ملعقتين صغيرتين في كوبٍ من الماء وشربه.
  • تناول مستخلص القرفة: يمكن أن تساعد القرفة على زيادة حساسية الإنسولين عن طريق خفض مقاومة الخلايا للإنسولين؛ ممّا يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم بنسبةٍ تصل إلى 29٪، وفي الحقيقة تتراوح الجرعة الفعّالة من القرفة بين نصف ملعقةٍ إلى ملعقتين صغيرتين يومياً.
  • تناول بذور الحلبة: حيث تحتوي الحلبة على كميةٍ كبيرةٍ من الألياف القابلة للذوبان، والتي تساعد على السيطرة على مستويات السكر في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تناول الحلبة من خلال إضافة بذورها إلى المخبوزات، أو استخدام مطحون البذور لتحضير الشاي، وفي الحقيقة تتراوح الجرعة الموصى بها من بذور الحلبة بين 2-5 غراماتٍ في اليوم.

تخفيض السكر في الدم باستخدام الأدوية الفموية

يمكن تخفيض مستوى السكر في الدم في حال الإصابة بالسكري من النوع الثاني من خلال العديد من الأدوية، التي تختلف في طريقة عملها والآثار الجانبية التي تُسبّبها، إضافةً إلى اختلاف أسعارها، ومن هذه الأدوية نذكر ما يأتي:[3]

  • الميتفورمين: (بالإنجليزية: Metformin)، يزيد هذا الدواء حساسية خلايا الجسم للإنسولين، ويقلل كمية الجلوكوز التي ينتجها الكبد، وفي الحقيقة يُعدّ الميتفورمين الخيار الأول في العلاج، إذ يتميز بفعاليته العالية في خفض مستوى السكر، وبانخفاض ثمنه، ولكن يمكن أن يسبب الميتفورمين بعض الآثار الجانبية، مثل: الإسهال والمغص، إلّا أنّه لا يُسبّب زيادة الوزن أو هبوط السكر في الدم.
  • السلفونيل يوريا: (بالإنجليزية: Sulphonylureas)، تزيد هذه الأدوية من إفراز الإنسولين من البنكرياس، ومن الأمثلة عليها غليمبريد (بالإنجليزية: Glimepiride)، وغليبيزيد (بالإنجليزية: Glipizide)، وغليبيورايد (بالإنجليزية: Glyburide)، ويمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى زيادة الوزن، وهبوط السكر في الدم.
  • ثيازوليدينديون: (بالإنجليزية: Thiazolidinediones)، تزيد هذه الأدوية حساسية العضلات والخلايا الدهنية للإنسولين، وتُقلّل إنتاج الجلوكوز من الكبد، ومن الأمثلة عليها؛ بيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)، وروزيغليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone)، وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية زيادة الوزن، وتراكم السوائل في الجسم، كما ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وسرطان المثانة، والكسور.
  • مثبطات ألفا غلوكوزيداز: (بالإنجليزية: Alpha-glucosidase inhibitors)، تمنع هذه الأدوية تحطيم الكربوهيدرات إلى جلوكوز، مما يُقلّل كمية السكر التي يتم امتصاصها من الجهاز الهضمي، ومن الأمثلة عليها أكاربوز (بالإنجليزية: Acarbose) وميجليتول (بالإنجليزية: Miglitol)، وتتضمن الآثار الجانبية الشائعة لها؛ انتفاخ البطن، والإسهال.
  • مثبطات ثنائي ببتيديل ببتيداز-4: (بالإنجليزية: Dipeptidyl peptidase-4 inhibitor)، تزيد هذه الأدوية من إفراز الإنسولين، وفقدان الوزن من خلال تأثيرها في الشهية، ومن الأمثلة عليها ساكساجليبتين (بالإنجليزية: Saxagliptin)، وسيتاغلبتين (بالإنجليزية: Sitagliptin)، وقد تُسبّب هذه الأدوية الغثيان والقيء، إلّا أنّها لا تُسبّب هبوط السكر في الدم.
  • مثبطات ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2: (بالإنجليزية: Sodium/glucose cotransporter 2 inhibitors)، تثبط هذه الأدوية إعادة امتصاص الجلوكوز من الكليتين إلى الدم، ممّا يؤدي إلى إفراز الجلوكوز في البول، ومن الأمثلة عليها: كاناجليفلوزين (بالإنجليزية: Canagliflozin)، وداباغليفلوزين (بالإنجليزية: Dapagliflozin)، وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية؛ عدوى المسالك البولية، وفقداناً بسيطاً في الوزن.
  • الميغليتيدات: (بالإنجليزية: Meglitinides)، تزيد هذه الأدوية من إفراز الإنسولين من البنكرياس، ومن الأمثلة عليها: ريباجلينيد (بالإنجليزية: Repaglinide) وناتيغلينيد (بالإنجليزية: Nateglinide)، ويمكن أن تُسبّب هذه الأدوية هبوطاً في سكر الدم.

تخفيض السكر في الدم باستخدام الإنسولين

يُعدّ الإنسولين العلاج الأساسي لتخفيض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الأول، كما أنّه يستخدم في علاج بعض مرضى السكري من النوع الثاني، وتتضمن أنواع الإنسولين المختلفة ما يأتي:[4]

  • الإنسولين سريع المفعول: يبدأ هذا النوع من الإنسولين في خفض مستوى السكر بعد 5 دقائق من حقنه، ويبلغ هذا التأثير ذروته بعد ساعةٍ واحدة، ويستمر تأثيره لمدة 2 -4 ساعات، ومن الأمثلة على هذا النوع من الإنسولين؛ ليسبرو (بالإنجليزية: Lispro) وأسبارت (بالإنجليزية: Aspart).
  • الإنسولين المنتظم: يبدأ هذا النوع من الإنسولين بخفض مستوى السكر بعد 30 دقيقة من حقنه، ويصل تأثيره إلى الذروة بعد 2-3 ساعات، ويستمر تأثيره لمدة تتراوح بين 3-6 ساعات.
  • الإنسولين متوسط ​​المفعول: يبدأ هذا النوع من الإنسولين في خفض مستوى السكر في الدم بعد حوالي 2-4 ساعات من حقنه، ويصل الذروة بعد 4-12 ساعة، ويستمر تأثيره لمدة تتراوح بين 12-18 ساعة.
  • الإنسولين طويل المفعول: يبدأ هذا النوع من الإنسولين في خفض مستوى السكر في الدم بعد 6-10 ساعات، ويستمر تأثيره لمدة 20-24 ساعة، ومن الأمثلة عليه؛ غلارجين (بالإنجليزية: Glargine)، وديتيمير (بالإنجليزية: Detemir).

المراجع

  1. ↑ "What is Diabetes", www.niddk.nih.gov, Retrieved 6-11-2018. Edited.
  2. ↑ Arlene Semeco (3-3-2016), "15 Easy Ways to Lower Blood Sugar Levels Naturally"، www.healthline.com, Retrieved 6-11-2018. Edited.
  3. ↑ "Treatments for 0Diabetes", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-11-2018. Edited.
  4. ↑ "(Diabetes Treatment(Type 1 and Type 2 Medications and Diet", www.medicinenet.com, Retrieved 6-11-2018. Edited.