-

تقرير عن تعدد الزوجات

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الزواج

يعرف الزواج لغةً بأنه الاقتران أو الارتباط بين شيئين، وقد شرعت الديانات السماوية جميعها الارتباط بين الأشخاص تحت مسمى الزواج، ويمكن تعريفه اصطلاحاً بأنه عبارة عن علاقة تربط رجل وامرأة معاً سعياً لإنجاب الأطفال وتكوين أسرة، كما تعترف القوانين والأعراف بالزواج رسمياً، ويعتبر إطاراً شرعياً لإقامة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة لغاية التكاثر وبالتالي حماية الجنس البشري من الانقراض.

يشترط بالزواج أن يوثّق شفوياً أو كتابياً بواسطة جهة دينية أو مدنية، ومن المتعارف عليه فإن العلاقة الزوجية تستمر طوال الحياة إلا بحالات استثنائية قد تؤدّي إلى الطلاق، كما يلجأ الزوج أحياناً في بعض الظروف إلى تعدد الزوجات ويستباح تعدد الزوجات فقط في الدين الإسلامي الحنيف وضمن شروط معينة لا بدّ من توافرها.

تعدد الزوجات

يلجأ بعض الأزواج إلى خوض تجربة الزواج مرّة أخرى في بعض الظروف، وهي أن يجمع أكثر من زوجة في عصمته في آنٍ واحد، وقد أحّل الإسلام للزوج أن يجمع بين أربع زوجات في وقت واحد، ويذكر بأن هناك بعض الديانات قد أباحت تعدد الزوجات ومنها منعته تماماً، وتعتبر دول الخليج العربي من أكثر المناطق تعدّديةً في الزواج، إلا أن الدول الواقعة في الشمال الإفريقي لا ينتشر بها تعدد الزوجات على الرغم من إباحته.

الحكمة من تعدد الزوجات

يكمن السر وراء تعدد الزوجات في عدة أسباب، ومنها:

  • أن يكون الرجل مزواجاً، أي أن تكون لديه رغبة عارمة في الحيازة على النساء، فيلجأ لتلبية هذه الرغبة بتعدد الزوجات وفق الشرع وبما يتوافق مع الكرامة الانسانية.
  • أن يكون تعدد الزوجات لعوامل جنسية، وقد تكون الفاعلية الجنسية لدى الرجل كبيرة فيشبع حاجته وفقاً للشرع.
  • أن تكون كحلٍّ جذري لتقليل نسبة العنوسة، فقد تلجأ بعض الدول إلى إلزام الرجال بتعدّد الزوجات كأسلوب أو حل لمشكلة العنوسة إذا كانت متفاقمة.
  • أن يكون تعدد الزواج رغبةً بالإنجاب، أي إنّ بعض النساء العاقر قد حجب عنهنّ الله سبحانه وتعالى نعمة الإنجاب، فيلجأ الرجل إلى الزواج بامرأة أخرى تلد له الذرية التي تقر عينه بها.
  • المرض: قد يعتبر مرض الزوجة عائقاً أمام العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها، فيلجأ الرجل إلى الزواج بأخرى لإشباع حاجته الجنسية.

التعدد في القرآن الكريم

ورد ذكر تعدد الزوجات في القرآن الكريم في عدة مواضع، ومن بين هذه المواضع الآية الثالثة من سورة النساء، وجاء بكتاب الله العزيز: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ" صدق الله العظيم.

ويشترط الإسلام على من أراد خوض تجربة تعدد الزوجات أن يلتزم بما اشترطه عليه الشرع، ومنها:

  • العدل: يعتبر العدل بين الزوجات الشرط الأساسي الواجب تحقيقه في تعدد الزوجات، وفي حال تعذّر على الرجل إمكانية العدل بين زوجاته فإن الإسلام يحظر عليه التعددية، ويقصد بالعدل بينهما أن يكون عادلاً بالمبيت والنفقة وكل ما يُقدّمه لإحداهما أن يكون متوفراً للأخرى.
  • القدرة المادية: أي إنّ ذلك يتطلب منه تقديم النفقة المادية للزوجتين بسواسية دون تقصير مع أيٍّ منهما.

تعدد الزوجات في الديانة المسيحية

يمنع الكتاب السماوي الإنجيل تعدد الزوجات حتى يبقى الوفاء بين الزوجين قائماً، وحتى يستوجب على الرجل إيفاء المرأة حقوقها كما تجب، ويعتبر الدين المسيحي بأنّ الزواج التصاق الأجساد بين الرجل والمرأة واندماجهما ليكونا جسداً واحداً.