-

أساليب الشرط

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أسلوب الشرط في اللغة العربية

يعتبر أسلوب الشرط من الأساليب الإنشائية في اللغة، وهو لا يحتمل الشك في حقيقة الكلام، لذا يسمى إنشائياً، وكما هو معلوم فإنّ الأساليب الإنشائية تأتي حسب المعنى المُوْحِي به نص الكلام، ومنه نحدد الأسلوب الشرطيّ، والاستفهام والنهي وغيره.

تعريف أسلوب الشرط

هو تركيب لغوي يحتاج لأداة تربط بين جملتين، الأولى شرطٌ لجواب الثانية، وهو يفيد بوقوع شيء بسبب شيء آخر مرتبط به ومسبّب له، ويتكوّن من ثلاثة أركان هي: أداة الشرط، وجملة فعل الشرط، وجملة جواب الشرط.

مثال: إن تدرس تنجح.

لأسلوب الشرط أدوات تقسم لقسمين، قسم يختصّ بالأدوات الجازمة والقسم الآخر يختص بالأدوات غير الجازمة، وسنقوم في هذه الدراسة بتفصيل كلٍ منهما على حدة.

أدوات الشرط الجازمة

علامات الجزم (للشرط والجواب) سمّيت أدوات شرط جازمة لأنّها تجزم فعلين؛ فعل الشرط وجواب الشرط، ومما يجدر ذكره هنا أن للفعل المضارع علامات جزم هي:

  • السكون للفعل الصحيح الآخر ( يدرسْ).
  • حذف النون إن كان من الأفعال الخمسة.
  • حذف حرف العلة إن كان معتل الآخر.

نورد هنا أدوات الشرط الجازمة: وهي ( إن، إذ، ما، لو) وهي حروف جازمة تأتي في بداية الجملة الشرطية، أمّا أسماء الشرط فهي ( مَنْ، مهما، كيفما، أينما، أين، أنّى، أيان، أي) ونفصلها كالتالي:

  • مَنْ: وتستخدم للدلالة على العاقل، مثال: مَن يَهُن يسهل الهوانُ عليه.
  • مهما: وتستخدم للدلالة على غير العاقل، مثال: مهما عَلَت الشجرة فلن تصل السماء.
  • (متى، أيان) وتدلان على الزمان، وتعرب إن دلّت الأداة على الزمان في محل نصب على الظرفية الزّمانية لفعل الشرط إذا كان تامّاً، ولخبره إن كان ناقصاً، مثال: متى تهتم بنفسك تتحسن ظروفك، أيان تطع الله يعينك.
  • (أين، أينما، حيثما، أنّى) تدلّ على المكان، وتعرب في محل نصب على الظرفية المكانية لفعل الشرط إذا كان تاماً أو للخبر إن كان، ناقصاً، مثال: قال تعالى: (وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) {البقرة، 144}.
  • كيفما: وتدلّ على الحال، وتعرب في محل نصب على الحال إن كان فعل الشرط تاماً، وخبراً لفعل الشرط إن كان ناقصاً، مثال: كيفما تُحْسِن يُحْسَن إليك.
  • أيّ: تدل على معنى ما تُضاف إليه، مثال: قال تعالى: "أيَاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" {الإسراء،110}.

أدوات الشرط غير الجازمة

هي (إذا، لما، كلّما، لو، لولا)، وسنفصل كلٍ منها فيما سيأتي:

  • إذا: وتدلّ على الزمان وفي أغلب الكلام يأتي الفعل بعدها ماضياً في الشرط والجواب، مثال: إذا قرأتَ استفدت.
  • كلّما، لّما: ويدلان على الزمان ولا يليهما كذلك إلا فعل ماضٍ في الشرط والجواب، مثال: قوله تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) {آل عمران، 37}.
  • (لو، لولا): وهما حرفا امتناع لوجود، أي امتناع الجواب لوجوب الشرط، مثال ثم نوضح ما قد يلتبس عليكم: لولا محمدٌ لضربتك، بداية نوضّح أنّ لولا تدخل على الجملة الاسمية وما بعدها يكون مبتدأً، أما الخبر فهو في الغالب محذوف، فتقدير الكلام: لولا محمد (موجود) لضربتك، ومحمد هنا مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، والخبر محذوف وجوباً تقديره (موجود)، لضربتك، اللام واقعة في جواب الشرط لولا، وضربتك، ضرب فعل ماض مبني على الفتح، التاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، الكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والجملة (لضربتك) لا محل لها من الإعراب، جواب شرط غير جازم.

فوائد

في نهاية موضوعنا نخلص إلى نتائج واضحة وهي:

  • أدوات الشرط الجازمة يكون فعلها مضارعاً وتجزمه بعلامات معروفة لجزم الفعل المضارع.
  • أدوات الشرط غير الجازمة يكون فعلها ماضياً، في الشرط والجواب.
  • هناك حرفان من حروف الشرط يعاملان معاملة مختلفة وهما (لو، لولا)، ويكونان في الجملة الاسمية مبتدأها مرفوع وخبرها محذوف لامتناع امتناع الجواب لوجوب الشرط.