بحث في القرآن الكريم طب 21 الشاملة

بحث في القرآن الكريم طب 21 الشاملة

حفظ القرآن الكريم من التحريف

أخبر الله تعالى أنّه سيحفظ القرآن الكريم من التحريف والتشويه أبد الدهر، فقد قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[1] فكان من اليقين أنّ تالي القرآن في هذا العصر يتلو الآيات الكريمة التي تنزّلت على النبيّ -عليه السلام- دون أيّ تحريفٍ، ولقد كان حفظ القرآن الكريم بأن يتنزّل جبريل -عليه السلام- على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الآيات الكريمات، فيحفظها نبيّ الله، ثمّ يلقّنها أصحابه، فيكتبونها في صحفٍ، ويحفظونها، ويعملون بها، ويقرؤها النبيّ -عليه السلام- في صلاته فيتدبّرها أصحابه، وهكذا كلّما تنزّلت آياتٍ يصنع بها النبيّ وأصحابه، حتى اكتمل التنزيل لمدّة ثلاث وعشرين سنةً، ولمّا توفّي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جمع أصحابه -رضي الله عنهم- ما حفظوه عن النبيّ -عليه السلام- في مصحفٍ واحدٍ، وبالرغم من حفظ عددٍ كبيرٍ من الصحابة للقرآن الكريم كاملاً، إلّا أنّهم لم يكتبوه في مصحفٍ واحدٍ إلّا من الصحائف التي كانت تُكتب أمامه، ذلك ليكونوا أشدّ توثيقاً للنسخ، وجمع القرآن الكريم.[2]

ومن أشكال حفظ الله تعالى لقرآنه الكريم؛ أن سهّله ويسّره على من يريد أن يحفظه غيباً، وحثّ على ذلك، ورتّب له عظيم الأجر، وبالمقابل فقد حذّر النبيّ -عليه السلام- من يحفظ القرآن الكريم ثمّ ينساه، لانشغاله في الدنيا، وتفضيل غيره من الأمور عليه، حيث قال النبيّ عليه السلام: (ما منْ امرئٍ يقرأُ القرآنَ ثمَّ ينساهُ، إلَّا لقيَ اللهَ يومَ القيامةِ أجذمَ)،[3] والعبد لا يُعطى القرآن ثمّ ينساه، إلّا إذا كان متهاوناً فيه، متناسياً فضله العظيم، ولذلك كان من العقوبة له أن ينسى ما حفظ، وقد قال القرطبي رحمه الله: (من حفظ القرآن أو بعضه، فقد علت رتبته، فإذا أخلّ بهاتيك المرتبة حتى خرج عنها، ناسب أن يعاقب؛ فإنّ تَرْكَ تعاهد القرآن يفضي إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديدٌ).[4]

فضل تلاوة القرآن الكريم

جاء الأمر من الله تعالى لنبيّه وللمسلمين بتلاوة القرآن الكريم في القرآن نفسه، فقد قال لله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)،[5] ولقد وعد الله تعالى أهل القرآن والمداومين على تلاوته أجوراً عظيمةً في الدنيا والآخرة، فقد قال الله شاكراً لأهل قراءة القرآن فعلهم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[6] ومن الأجور والثمرات التي تُمنح لأهل تلاوة القرآن ما يأتي:[7]

إعجاز القرآن الكريم

من سنّة الله تعالى حين يُرسل نبيّاً إلى قومه أن يبعث معه معجزةً خارقةً تدلّ على صدقه، فجعل الله تعالى الناقة معجزة نبيّه صالح، وكانت العصا معجزة موسى أمام فرعون، واختار الله تعالى لنبيه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- أن يكون القرآن الكريم ببلاغته، وفصاحته، وإعجاز بيانه معجزته إلى قومه وإلى الناس كافةً، وكان التحدّي من الله للناس أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فلم يستطيعوا سابقاً، ولن يستطيعوا لاحقاً؛ إذ إنّ إعجازه باقٍ ببقائه إلى يوم القيامة، ويذكر العلماء أنّ مجرّد الاستماع إلى القرآن الكريم يُلزم العبد الحُجّة؛ وذلك لأنّه معجزةٌ حقيقيةٌ كسائر المعجزات الماديّة التي جاء بها الأنبياء، ويستدلّون على ذلك بقول الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ)،[15] فجعْل الله تعالى الاستماع إلى القرآن الكريم سببٌ لوقف الأمر على المشرك، وذلك لما فيه من معجزةٍ يستشعرها من سمع القرآن الكريم.[16] وتتعدّد وجوه الإعجاز التي حواها القرآن الكريم، وعجز الناس أن يأتوا بمثلها، فمن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم ما يأتي:[16]

المراجع

  1. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  2. ↑ "القرآن الكريم محفوظ من التبديل والتحريف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-18. بتصرّف.
  3. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن عبادة، الصفحة أو الرقم: 7986، حسن.
  4. ↑ "حفظ القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-18. بتصرّف.
  5. ↑ سورة المزمل، آية: 4.
  6. ↑ سورة فاطر، آية: 29-30.
  7. ↑ "فضل تلاوة القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-18. بتصرّف.
  8. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2913 ، حسن صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5020، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5026، صحيح.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، صحيح.
  12. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 361 ، صحيح.
  13. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 803، صحيح.
  14. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/301، إسناده حسن أو صحيح أو ما قاربهما.
  15. ↑ سورة التوبة، آية: 6.
  16. ^ أ ب "إعجاز القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-18. بتصرّف.