-

بحث حول وسائل الاتصال الحديثة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الاتصال

يمكن تعريف الاتصال على أنه عملية يتبادل فيها الأفراد آراءهم، وأفكارهم والمعلومات المختلفة باستعمال عدة وسائل كالكتابة، والقراءة، والرموز، والإشارات، والكلام، والاتصال هو عبارة عن ظاهرة قديمة وُجدت منذ وجود الإنسانية، إذ إنه كان لا بد للإنسان من أن يجد وسيلة للتعامل مع الآخرين من حوله لينقل لهم خبراته وآراءه، فبدأ باستخدام صوته كمرحلة أولى من مراحل الاتصال، وكانت الحاسة التي يعتمد عليها في فهم الأصوات هي حاسة السمع، ثم تطورت اللغة لتتطور معها وسيلة الاتصال بين الأفراد وأصبح الإنسان يحوّل الرموز والإشارات إلى حروف هجائية لينتقل من المرحلة الشفافية إلى مرحلة اللغة المكتوبة، وبدأ الإنسان باستخدام العظام، والخشب والحجارة للكتابة عليها، كما استخدم أساليب أخرى للاتصال مثل الحمام الزاجل، والطبول، والمرايا العاكسة والنار، كما اكتشف الإنسان ورق البردى للكتابة عليه، الأمر الذي جعل عملية الاتصال أسهل.[1]

واستمر الإنسان في تطوير وسائل الاتصال إلى أن تم اختراع الآلة الطابعة التي سهّلت ظهور الصحف وانتشارها، وبعدها بدأت الثورة الثالثة في مجال الاتصالات البشرية، ثمّ ظهرت مرحلة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي اختُرِعت فيها العديد من وسائل تكنولوجيا الاتصال، مثل: الهاتف، والمذياع والتلغراف، وقد كانت هذه التكنولوجيا ذات أثر كبير في تلبية حاجة الإنسان في الوصول إلى الأطراف النائية من العالم والاتصال بها، ومع ظهور تكنولوجيا الاتصال الحديثة الأخرى، مثل: الكاميرا، والسينما، واللاسلكي، وأشرطة الكاسيت، بدأت الثورة الثالثة في مجال الاتصالات، وبعد الحرب العالمية الثانية تطورت وسائل الاتصال بشكل كبير، حيث أصبح التلفاز أكثر وضوحاً، كما ظهرت الأقمار الصناعية، واختُرعت الحاسبات الإلكترونية، وكانت هذه الثورة الخامسة في مجال الاتصالات.[1]

وسائل الاتصال

تُعرَّف وسائل الاتصال بأنها الأجهزة أو الأدوات التي تُستخدَم لإرسال رسالة ما من شخص إلى آخر، أو هي الأدوات التي يستخدمها الناس للتواصل فيما بينهم بشكل عام، وتعد من أهم الأمور وأكثرها ضرورة في العصر الحديث لما لها من أثر كبير في التقريب بين الناس وتسهيل تواصلهم، وقد تطورت وسائل الاتصال بشكل كبير على مر العصور،[2] فقد تواصل الناس قديماً مع بعضهم البعض من خلال وسائل اتصال قديمة كالحمام الزاجل، وقرع الطبول، كما كانوا يرسلون الإشارات إلى بعضهم من خلال دخان النار، وقد كانت هذه الوسائل بطيئة وتتصف بصعوبتها، أما وسائل الاتصال الحديثة فقد ظهرت لتوجد حلولاً لا متناهية لتلك الصعوبات، حيث إن الرسالة التي يبعث بها الشخص لا تلبث إلّا أجزاء من الثانية كي تصل إلى صاحبها.[3]

وسائل الاتصال الحديثة

إن من أهم وسائل الاتصالات الحديثة والتي ساهمت في جعل العالم أشبه بقرية صغيرة الوسائل الآتية:

الإنترنت

يُعرَف الإنترنت أيضاً بشبكة الإنترنت، وهي عبارة عن شبكة عالمية وعامة تربط أجهزة الحاسوب مع بعضها البعض وتسهّل الاتصال فيما بينها، حيث يمكن لأي جهاز حاسوب تبادل المعلومات مع جهاز آخر ومن أي مكان في العالم، وقد وُضعت أول شبكة إنترنت في العالم من قبل وكالة مشاريع البحوث المتقدمة وبموافقة من الحكومة الأمريكية في عام 1969م، وكان الهدف منها هو المساعدة في البحوث العلمية وتبادل المعلومات بين الجامعات فيما يتعلق بتلك البحوث، ويقوم مبدأ عمل شبكة الإنترنت على استخدام مجموعة من البرتوكولات المتخصصة والتي تتحكم بعملية تبادل المعلومات بين الأجهزة المختلفة،[4] ويتميز الإنترنت بأنه وسيلة اتصال حديثة سهلة، وذو تكلفة اقتصادية منخفضة، كما أنه يُستخدم لغايات عدة للاتصال والتواصل بين الناس، وللتعليم، وللعمل وغيرها من الأمور الحياتية.[2]

الأقمار الصناعية

يُعرف القمر الصناعي بأنه جهاز يدور حول نجم ما أو كوكب معين، وعادة ما يُشير مصطلح القمر الصناعي إلى الأجسام التي تُطلق في الفضاء الخارجي لتدور حول جسم آخر، وتتعدد الأقمار الصناعية التي يصنعها الإنسان لغايات وأهداف عديدة كالاستكشاف، وجمع المعلومات والفحص، وتتبع أحوال الطقس، كما وتساعد الأقمار الصناعية على تحديد المواقع المختلفة للأماكن والأشخاص، ومن أهم التطبيقات التي تُستخدم في مثل هذه الأمور نظام تحديد المواقع العالمي وهو GPS، كما تُستخدم الأقمار الصناعية بصفة أساسية في بث الإشارات التلفزيونية، واستقبال وإرسال إشارات المكالمات الهاتفية، والجدير بالذكر أن الأقمار الصناعية هي وسيلة سريعة لجمع المعلومات المختلفة بشكل أكبر وأسرع من الأدوات التي تُستخدم على الأرض.[5]

الهاتف النقال

الهاتف النقال هو عبارة عن جهاز صغير يستخدمه الناس للتواصل فيما بينهم من مسافات بعيدة، ويُعدّ من أهم تقنيات الاتصال والتواصل الحديثة والتي تتطور باستمرار ودون توقف، فقد أصبح جهاز الهاتف النقال أكثر من مجرد وسيلة اتصال صوتية، حيث إن الأشكال المتطورة منها غدت تسمح بالقيام بالعديد من الأمور التقنية الحديثة المضافة إليه كاستخدام الكاميرا، والمذياع، وبرامج تسجيل الأصوات والمكالمات وما إلى ذلك من الأمور التكنولوجية الحديثة.[1]

إيجابيات وسائل الاتصال الحديثة

  • مكّنت المجتمع في أن يصبح أكثر ارتباطاً، كما مكنت من تواصل المجتمعات المختلفة مع بعضها البعض.
  • ساعدت على إنجاز العديد من الأمور والعمليات اليومية بشكل أسهل وأسرع، مثل الخدمات المصرفية، ودفع الفواتير المختلفة.
  • مكّنت الأصدقاء من التواصل المستمر مع بعضهم البعض بصرف النظر عن بُعد المسافة فيما بينهم.
  • ساعدت على حدوث ما يُعرف بالاتصال الجماهيري (بالإنجليزية: Mass Communication) والذي من خلاله يمكن للشركات والمنظمات والمدارس الاتصال مع بعضها البعض ونشر كل ما يتعلق بأعمالها بكل سهولة ويسر.
  • ساعدت ذوي الاحتياجات الخاصة على الاتصال والتواصل مع المجتمع من حولهم من خلال توفير العديد من التقنيات التي سهّلت عليهم ذلك.
  • تُعدّ وسائل الاتصالات الحديثة ذات فائدة كبيرة في الحالات الطارئة التي قد تواجه الأفراد في أي مكان وزمان.[7]

سلبيات وسائل الاتصالات الحديثة

كما لوسائل الاتصال الحديثة إيجابيات، فإنها تنطوي أيضاً على العديد من السلبيات التي بالرغم من قلتها إلّا أنها كانت ذات أثر كبير في حياة الناس، ومنها:[7]

  • تُعدّ وسائل الاتصال الحديثة من الأمور التي تسبب إلهاء الأفراد بشكل كبير، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع وقتهم في تتبع أخبار بعضهم أو المشاركة في المحادثات المختلفة التي يكون الهدف منها التسلية فقط، كما أنه من الممكن أن تؤدي إلى حدوث العديد من الحوادث وخاصة أثناء القيادة حيث إنها تشتت انتباه المرء عن الطريق، وهي وسيلة لإلهاء الأفراد عن أعمالهم سواء كان ذلك في أماكن العمل أو في المنزل إذا لم يتم استخدامها بشكل سليم وفي الوقت الصحيح.
  • يمكن استخدام وسائل الاتصال الحديثة وخاصة الإنترنت في انتحال الأفراد لشخصيات غيرهم، أو في إخفاء شخصياتهم وهويتهم الحقيقية، الأمر الذي يؤدي إلى اتجاههم نحو سلوكيات منافية للأخلاق، أو القيام بسلوكيات مختلفة عن سلوكياتهم الحقيقية فيما لو كانوا يواجهون بعضهم البعض وجهاً لوجه، كما من ِشأن مجهولي الهوية أن يقوموا بجرائم إلكترونية متعددة، والجدير بالذكر أن أكثر الفئات التي تكون عرضة للتأثر بالسلوكيات المشينة الصادرة من مجهولي الهوية هم الأطفال.
  • ساعدت وسائل الاتصال الحديثة في حدوث ما يُسمى بالعزلة الاجتماعية للعديد من الأشخاص وخاصة ممن يدمنونها، حيث قل الوقت الذي يقضونه مع العائلة أو الأصدقاء الحقيقيين، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد مشاعر الاكتئاب والحزن والشعور بالوحدة.
  • أدت وسائل الاتصال الحديثة إلى حدوث العديد من المشكلات المتعلقة بخصوصية الأفراد، حيث إنه من الممكن أن تتم قراءة الرسائل الخاصة أو المحادثات أو وسائل البريد الإلكتروني من قِبَل طرف آخر، بالإضافة إلى ظهور ما يعرف بالتجسس وظهور البرامج التي تعمل على اختراق الخصوصية الشخصية للأفراد والمؤسسات، الأمر الذي أدى إلى ضعف أمان الاتصالات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت د. حديد يوسف، أ. براهمة نصيرة ، تكنولوجيا الاتصال الحديثة واختراق الخصوصية الثقافية للأسرة الحضرية الجزائرية، صفحة: 260-263. بتصرّف.
  2. ^ أ ب Sushil Kumar Saini (2012-1-29), "Importance of Means of Communication"، www.studyvillage.com, Retrieved 2018-3-4. Edited.
  3. ↑ Andrew Donnelly (2013-3-25), "Smoke Signals to Smartphones: The Evolution of Communication [FREE INFOGRAPHIC"]، www.mikogo.com, Retrieved 2018-3-4. Edited.
  4. ↑ "Internet", www.searchwindevelopment.techtarget.com, Retrieved 2018-3-4. Edited.
  5. ↑ "What Is a Satellite?", www.nasa.gov, Retrieved 2018-3-4. Edited.
  6. ↑ Zachcary Fenell , "What Are the Positive Impacts of Communication Technology?"، www.techwalla.com, Retrieved 2018-3-4. Edited.
  7. ^ أ ب Milton Kazmeyer, "Negative Effects of Technology on Communication"، www.techwalla.com, Retrieved 2018-3-4. Edited.