إنّ كلّ نوع من أنواع التفكير له أساليبه ومواده وطرقه الخاصة التي يستخدمها في الدراسة والبحث؛ من أجل الوصول إلى هدفه، كما أنّ له أدواته المستقلة في التجارب والبراهين وإثبات النتائج، وذلك ينطبق على التفكير العلمي.[1]
السببية هي البحث عن الأسباب؛ فلا بدّ لكلّ ظاهرة وكل مشكلة من سبب أو أكثر أدى إلى حدوثها، حتّى يتمكن التفكير العلمي من حل المشكلة انطلاقاً من أسبابها، ولا بد أن تكون هذه الأسباب منطقية واقعية يمكن القياس عليها.[1]
يعتمد التفكير العلمي في تحليله وبحثه عن الأسباب على المعلومات والفرضيات والحقائق المتوفرة، في إطار واقعي موضوعي، بعيداً عن النزعة العاطفية الذاتية.[1]
تعرف النسبية بعدم وجود حقيقة مطلقة، إنّما الحقائق تحتوي نسبة من الصحة وكذلك نسبة من الغلط، وانطلاقاً من هذه النسبية يمكن إجراء اختبارات وتجارب يتبين من خلالها الحقيقة، والتفكير العلمي يرى منطق الحقيقة المطلقة هو منطق خرافي عاطفي بعيد عن الواقعية.[1]
يكون التنظيم من خلال تصنيف المعلومات وتنظيم خطوات البحث، وتقسيم الأسباب التي يُتَوصَّل إليها إلى أسباب رئيسة وثانوية، مباشرة وغير مباشرة، وفي رأي التفكير العلمي فإنّ البعد عن التنظيم يؤدي إلى الوقوع في التفكير العشوائي وضياع الأهداف الأساسية، وربما عدم القدرة على حل المشكلة.[1]
التفكير العلمي ليس تفكيراً في الفراغ، إنّما له أهداف يسعي إليها؛ كحل مشكلة أو تفسير ظاهرة أو بحث قضية واتخاذ موقف تجاهها، فهو عملية عقلية تعتمد على التنظيم.[1]
تعدّ خاصية التعددية من خصائص التفكير العلمية بالسببية؛ حيث إنّ المشكلة ليس شرطاً أن تنشأ من سبب واحد، بل ربما يكون لها عدة أسباب، وهذه الأسباب يمكن أن تكون مباشرة أو غير مباشرة، جوهرية أو هامشية، أساسية وغير أساسية.[1]
حتّى يكون التفكير علمياً؛ فلا بدّ من مراعاة الدقة والوضوح في نظرياته وطروحاته، فمن غير المقبول أن يعتمد التفكير العلمي على أمور احتمالية غير متأكد منها، ولا يجوز أن يستخدم اللغة العادية الطبيعية في التعبير، إنّما يجب أن يستخدم لغة الرياضيات الدقيقة في إثبات الحقائق، وإن دعت الضرورة إلى طرح مسألة غير واضحة، فلا بد من الإشارة إلى عدم دقتها.[2]
عندما يكتشف التفكير العلمية ظاهرة ما، فإنّ هذه الظاهرة يجب أن تصبح قانوناً وتنسحب على باقي الظواهر المشابهة، فمثلاً عندما يتم اكتشاف ميزة ما لسقوط جسم ما على الأرض، فإنّ هذه الميزة لا تقتصر على هذا الجسم، إنّما يجب تعميمها على باقي الأجسام التي تسقط على الأرض.[2]
تعرف التراكمية ببناء العلم شيئاً فشيئاً، فلا يمكن الاستغناء عن المعلومات القديمة، إنّما تكون أساساً تنيني عليه المعلومات الجديدة، وهكذا تكون المعرفة هرميةً يكمل بعضها الآخر.[2]
يعتبر التفكير العلمي سلسلة نشاطات عقلية تتم عن طريق الدماغ عندما يستقبل إحدى المثيرات، حيث يقوم بعملية تفكير منظم يتم من خلالها حل المشكلات واتخاذ القرارات.[3]