بحث حول مصادر القانون طب 21 الشاملة

بحث حول مصادر القانون طب 21 الشاملة

تعريف القانون

إنّّ الإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ بطبيعتِه، يسعى دائماً للعيش ضمن الجماعة، ويمكن القول إنَّه موجود ليعيش مع غيره؛ وذلك لحاجة الفرد للغير التي تُعَدُّ من الضروريّات التي تُفرَضُ على الإنسان منذ ولادتِه، فيختلط مع الناس ويشاركُهم نشاطَهم ويتبادلُ معهم النَّفعَ، إلّا أنَّ الإشكاليّة تقعُ عندما تَنشَأُ تلكَ العلاقاتُ بمختلف أنواعها، فيسعى الفرد إلى تحقيقِ مصالحِه التي قد تتعارضُ مع مصالحِ غيره، فتَعُمُّ الفوضى والنِّزاعاتُ في المجتمع، ومن هنا كان لا بدَّ أن يقوم نظامٌ يحفظُ مصالحَ الجميعِ دون تمييزٍ، يَتمثَّلُ في وجود سلطة عامّة تَفرِضُ القوّة وتُجبِرُ الناسَ على احترامِ القواعدِ المفروضةِ لتحقيقِ العدلِ.[1]

ويمكن تعريف القانون اصطلاحاً بأنَّه: مجموعة من القواعد القانونيّة التي تُنظِّم سلوك الأفراد وعلاقاتهم في المجتمع، ممّا يُؤدّي إلى تحقيق التّوازن بين حقوق الأفراد وحريّاتِهم، وتحقيق النّظام والعدل، مع مراعاة عادات وتقاليد المجتمع ومعتقداتِه.[1]

مصادر القانون

المصدر في اللّغة يعني الأصل، فأصل الشيء هو المادّة الأوّليّة، وما يحيط بها من مُكوِّناتٍ، وخصائصَ أدّت إلى نشأتها. أمّا المصدر في القانون فهو ما يدلُّ على تأصيل القاعدة القانونيّة، وذلك عن طريق ردّها إلى أصلها الفلسفيّ الروحيّ، أو الفلسفيّ الماديّ، ويمكن أن يُقصَد بالمصدر ما يَدلُّ على أصله في منهجٍ ما، أو ما يَدلُّ على أصله التاريخيّ، ويمكن استخدام لفظ المصدر في القانون للدّلالة على الظّروف السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة التي مرَّت بها المجتمعاتُ في أزمنةٍ مختلفةٍ، فيمكن أن تكون القواعد القانونيّة التي سادت في تلك المجتمعات عبارةً عن قواعدَ عُرْفيّة تتناسب مع احتياجاتِهم، وبالتالي أصبحت قواعدَ واجبةَ الاحترامِ، كما يمكن أن تكون القواعد القانونيّة عبارةً عن أوامرَ ونواهٍ وردَت في الشرائعِ السماويّة والتزمَ بها المجتمعُ، أو أنَّها قد تكون تفسيرَ القضاءِ والفقهاءِ لمواضيعَ معيّنةٍ.[2]

قد تتعدَّدُ مصادرُ القانون، ولكن يمكن تلخيصُها في النقاطِ الآتية:

المصادر المادّية

تُعَدُّ المصادرُ المادّية أصلَ القاعدةِ القانونيّةِ وجوهرَها، فهي التي يتكوَّنُ منها القانونُ، والمصادرُ المادّية مُتنوِّعةٌ؛ فقد تكونُ القاعدةُ القانونيّة وليدةَ الظروفِ الاجتماعيّة التي مرَّت بها المجتمعاتُ، ويمكنُ أن تكونَ ناتجةً عن ظروفٍ تاريخيّة، كأن تكونَ مُستمَدَّةً من قانونٍ آخر كان مُطبَّقاً في المجتمع، أو من قانونٍ أجنبيٍّ مُطبَّق في مجتمعٍ آخر، ومثال على ذلك القانونُ المصريُّ الذي استمدَّ الكثيرَ من قواعدِ القانونِ الفرنسيّ ومن الشريعة الإسلاميّة، وبهذا فإنَّ القانونَ الفرنسيَّ والشريعةَ الإسلاميّةَ من أهمّ المصادرِ التاريخيّةِ للقانونِ المصريِّ، وقد تكونُ القاعدةُ القانونيّة مُستمَدَّةً من آراءِ الفقهاءِ واجتهاداتِ المحاكم.[3]

المصادرُ الرسميّة

وهي المصادرُ التي تَستمِدُّ منها القاعدةُ القانونيّة قوّتَها المُلزِمة وتصبحُ واجبةَ التطبيقِ، كما أنَّها تحملُ صفةَ الإلزامِ في تنظيمِها لسلوكِ الأفرادِ، والمصادرُ الرسميّةُ مُتنوِّعةٌ والنّظر إليها باعتبارِها رسميّةً أو غيرَ رسميّةٍ يختلفُ باختلافِ البلادِ والعصورِ. وتنقسمُ المصادرُ الرسميّةُ إلى:[3]

المصادر الاحتياطيّة

والمصادر الاحتياطيّة تنقسم إلى:[2]

المصادر التفسيريّة

تُعرَفُ المصادر التفسيريّة بأنَّها المراجع التي تشرح وتوضِّحُ القواعد القانونيّة، ممّا يُرشِدُ القاضي إلى فهم حقيقة القواعد المُستَمَدَّةِ من مصادرها الرسميّة من غير أن تكون له قوّةٌ مُلزِمةٌ، ومن المصادر التفسيريّة:[1][4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج د.عبدالمنعم الصدة (1965)، أصول القانون، القاهرة: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 6، 11، 13، 110، 111، 112، 113، 154، 155، 156، 158، 159، 161. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. أحمد سي علي (2010)، محاضرات في النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في القوانين الجزائرية، صفحة 181، 182، 228، 229، 230، 232، 238، 239، 241. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د. توفيق فرج، المدخل للعلوم القانونية ، القاهرة: مؤسسة الثقافة الجامعية، صفحة 62، 63، 66، 67، 68، 69، 70، 81، 82، 83، 110، 111، 112، 113. بتصرّف.
  4. ↑ سلام عبد الزهرة عبد الله الفتلاوي (28-2-2013)، "مصادر القانون"، www.uobabylon.edu.iq اطّلع عليه بتاريخ 25-3-2018. بتصرّف.