-

بحث عن علاج ظاهرة التسول

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف التسول

التسول لغةً هو: تحسين الشيء القبيح وتزيينه للإنسان ليقوله، أو ليفعله، أما تعريف ظاهرة التسول اصطلاحاً بأنها: ممارسة أسلوب استعطاف الآخرين واستجداء كرمهم للحصول على المال أو الطعام، أو الملابس أو أي شيء مادي آخر، وقد يتصنع المتسول بإصابته بإحدى العاهات الجسدية، أو استغلال الأطفال للوصول إلى غايتهم، حتى أنها أصبحت لدى بعضهم حرفة، أو مهنة أساسية، ولقد كان هذا المصطلح معروف عند العرب منذ القدم، ولكن ليس بهذا المدلول المعاصر.[1]

أسباب التسول

هناك كثير من الأسباب التي تعزى لها حدوث ظاهرة التسول في المجتمعات، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:[2]

  • الحالة الاقتصادية السيئة في الكثير من المجتمعات، والتي تعد البطالة المتفشية فيها من أحد صورها، وهذا ما يدفع الناس للبحث عن طرق للحصول للمال لسد حاجاتهم، ومنهم من يلجأ للتسول كمهنة، أو حرفة للحصول على المال الوفير، وهذا ما توصلت إليه دراسة اجتماعية أجريت في عام 2012، إذ أظهرت الدراسة أنّ البطالة شكلت ما نسبته 46.25 % من أسباب التسول في المجتمع.
  • الحرمان والحاجة والتي تعد أحد الأسباب النفسية التي دفعت بعض الأشخاص إلى التسول، ويمكن أن تكون الأسباب النفسية من الأسباب الرئيسيّة للجوء إلى امتهان التسول كمهنة، أو اللجوء إلى السرقة، والتعرض للأخرين للحصول على المال، وذلك لمحاولة سد النقص النفسي لديهم، ولمحاولة كسب المال الوفير.
  • وجود خلل في القرارات الأدراية الخاصة بمكافحة ظاهرة التسول في المجتمعات، إذ تغّيب الكثير من القرارات نتيجة عدم استكمالها من قبل الموظفين القائمين عليها، فمثلاً، القرارات التي يضعها مدير أو موظف مسؤول في ظاهرة التسول، أو غيرها من الظواهر الاجتماعية تختفي أو لا تستكمل بمجرد تغير الموظف، أو المدير، مما يضعف بنية العمل للتخلص من تلك الظاهرة في المجتمعات.
  • سوء التربية، والانحلال الأُسَري، وعدم الرقابة الكفاية من الأهل للأبناء قد تدفعهم للجوء إلى التسول، والتعرض للناس، إذ إنّ غياب رقابة الأهل وعدم اهتمامهم بهم تدفع الأطفال في كثير من الأحيان إلى استجداء الآخرين واستعطافهم من اجل الحصول على المال، وذلك بسبب فقدان الثقة بأنفسهم، وبأهلهم، والاتكال الكلي على أنفسهم للحصول على المال للاستقلال عن ذويهم.
  • الطلاق، وتفكك الأسرة، وسوء التنشئة الناتج عنها، جميعها تصنف من الأسباب الفرعية لتفشي ظاهرة التسول في المجتمعات، وخصوصاً من فئة الأطفال، والنساء.
  • غياب الوازع الديني بين الفئات التي تلجأ إلى التسول، إذ أنهم ليسوا مستعدين للبحث عن بدائل للعمل الحلال، أو مصادر للرزق غير التسول، أو استعطاف الناس، من باب أنها تدّر على ممتهنها المال الكثير.
  • الأوضاع الأمنية، أو الحروب التي تعاني منها بعض الدول، وما تؤول إليه الحالة الاقتصادية جراء تلك الأوضاع السياسية، أو الاقتصادية في الدول، مما يدعو الكثير للجوء إلى التسول كحل لكل تلك الأوضاع.

رأي الإسلام في ظاهرة التسول

حثت مبادئ العقيدة الإسلامية على العمل بروح التكافل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات، وأكدت على ضرورة توجيه المجتمع على رعاية الفئات المحتاجة، من اليتامى، والمرضى، والعاجزين، والسائلين، والأرامل، وغيرهم، إذ لعبت الزكاة دوراً إيجابياً فاعلاً في تعميق تلك القيم، وإحيائها في الناس والمجتمعات بشكل كبير، بحيث أصبحت مسؤولية تقع على عاتق كل مسؤول، أو رجل دين لتعميق مفهوم البذل والعطاء بين الناس، والقضاء على ظاهرة التسول بوصفها أحد الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمعات، وذلك من خلال الاستشهاد بنصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والتي دعت إلى التعفف أو الكف عن سؤال الناس، والبحث عن العمل الحلال ليقتات الإنسان به هو وعياله.

حرم الدين الإسلامي التسول، وبيّن بأنه فعل حرام وذلك بالاستناد إلى نصوص قطعية في القرآن والسنة، والفتاوى التي أدلى فيها الفقهاء، وعلماء الدين، ولقد جاء هذا التحريم نظراً للعديد من الآثار السلبية التي سببتها ظاهرة التسول في المجتمعات، سواء أكان ذلك من الناحية الاقتصادية، أو من الناحية الاجتماعية، إذ إنّ هناك الكثير مما أتخذ منها مهنة، أو حرفة، بل وقد ساعدت على انتشار الجريمة، والانحراف، والجنوح، وخصوصاً بين فئة الشباب.

دعا الإسلام من خلال منظومة عمل متكاملة على مساعدة الفقراء، والمحتاجين، وذلك يكون وفق آليات منظمة تتباين بحسب تطور الحالة الاجتماعية، وهذا ما ساعد في إنشاء الكثير من المؤسسات الدينية التي يهدف إنشائها في المقام الأول إلى لمساعدة الفقراء، ومنحهم الحياة الأفضل، وذلك من خلال إقامة مؤسسات تعليمية، ومنظمات إنسانية كملاجئ الأيتام وغيرها من المشاريع الإنسانية. [3]

علاج ظاهرة التسول في المجتمعات

هناك العديد من الطرق والسبل العلاجية التي تساعد في التخلص من ظاهرة التسول، يمكن ذكرها في النقاط التالية:[4]

  • دعوة الناس إلى العمل وحثهم عن البحث مصادر الرزق لإعالة أنفسهم، وذويهم، وترغيبهم بذلك.
  • تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس، وذلك من خلال دعوة المؤسسات المدنية، والخاصة، والأغنياء القادرين على التبرع للفئات العاجزة عن العمل، أو الكسب الحلال، كالأيتام، والأرامل، وكبار السن، والمعاقين، والأشخاص المتعففين الذين يقعون تحت وطأة الفقر الشديد والعوز، وذلك يكون بإتخاذ وسائل عديدة منها: تطبيق آلية الزكاة على الأشخاص القادرين عليها، فهي تعتبر وسيلة وقاية مجتمعية للحد من الفقر، وذلك بجعل حق معلوم في أموال الأغنياء والقادرين للفقراء، تغنيهم عن السؤال، واللجوء إلى التسول.
  • تقديم الصدقات الاختيارية لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وقد اعتبر القرآنُ الكريم هذه الصدقات قرضاً حسناً يضاعفه الله له.
  • تعزيز العمل بمبدأ الصدقات الواجبة، والتي شرعها الإسلام تكفير عن أخطاء أو عقوبات معينة قام بها الفرد، واشترط إخراجُها لإسقاط تلك الذنوب، ككفارات اليمين، وكفارة القتل العمد، والقتل الخطأ، وكفارة اليمين المنعقدة، وصدقةُ الفِطر، وغيرها من العقوبات، والهدف منها التقرب إلى الله، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.

المراجع

  1. ↑ د. هيثم عادل عبود ألعبيدي (2016)، ظاهرة التسول وتأثيرها على المجتمع، دراسة اجتماعية ميدانية في مدينة بغداد، صفحة 10. بتصرّف.
  2. ↑ أ. عودة سبيتان السردية، د. إبراهيم عبد القادر القاعود (13/7/2015)، ظاهرة التسول كما يراها معلمو الدراسات ا جتماعية في محافظة المفرق (أسباب وحلول)، صفحة 14,15. بتصرّف.
  3. ↑ م.م:ريم عبد الوهاب إسماعيل (15/7/2013)، ظاهرة تسول الأطفال، دراسة اجتماعية ميدانية في مدينة الموصل ، صفحة 6. بتصرّف.
  4. ↑ "ظاهرة التسول "أسبابها وعلاجها"", www.alukah.net,5/12/2015، Retrieved 28/8/2018. Edited.