ضوابط التجديد في الفكر الإسلامي طب 21 الشاملة

ضوابط التجديد في الفكر الإسلامي طب 21 الشاملة

تعريف التجديد

إن مصطلح التجديد له معنيان: معنى لغويّ، وآخر اصطلاحيّ، فالمعنى اللغويّ للتجديد هو: تصيير الشيء جديداً،[1] وهو يعني كذلك وجود شيء على حالة معينة فطَرأ عليه ما غيّره وأبلاه، فإذا تمّت إعادة الشيء على حالتِه الأولى التي كان عليها قبل أن يصيبه التغيير كان ذلك تجديداً.

أما التجديد بمعناه الاصطلاحي أو الشرعي -أي ربط التجديد بالشريعة الإسلامية والدين الإسلامي- هو: "إحياء وبعث ما اندرس منه -أي الإسلام-، وتخليصه من البدع والمحدثات التي أضيفت له، وتنزيله على واقع الحياة ومستجداتها"، فعلى هذا المعنى فإن التجديد لا يقع على ذات الدين، وإنما يقع على علاقة الأمة بالدين ومدى الانضباط به والتفاعل معه.[2]

حديث التجديد

ورد لفظ التجديد في السنة النبوية، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يُجدِّدُ لها دينَها)،[3] والحديث قد أضاف التجديد إلى دين الأمة وليس إلى ذات الدين، فدين الله تعالى الذي يشمل العقائد والعبادات وغيرها من نواحي الشريعة ثابتة ولا تتغير، والتجديد إنما يقع على الذي يتغيّر من علاقة الناس بربّهم ومدى قربهم أو بعدهم عن الشريعة، كما إنه قد يطرأ على الناس نسيانٌ أو تحريفٌ أو تغييرٌ لمفاهيم الشريعة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تجديد،[2]وقد قال المناوي في شرحه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يجدّد لها دينها)، قال: "أي يبيّن السنة من البدعة، ويكثّر العلم، وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلّهم".[4]

مجالات التجديد

إن التجديد في الفكر الإسلامي له عدد من المجالات، وهي:[5]

ضوابط التجديد

التجديد في الفكر الإسلامي له عددٌ من الضوابط، وذلك حتى يكون تجديداً سائغاً مقبولاً لا منحرفاً مردوداً، ومن هذه الضوابط:[6]

شروط المجدد

يشترط في المجدّد أن تتوفر فيه عدداً من الشروط حتى يكون تجديده صائباً، ومن هذه الشروط ما يأتي:

الفرق بين التجدد والتجديد

إن مهمّة المجدّد هو تجديد الدين وليس التجديد في الدين، فليس التجدّد كالتجديد، فالتجدّد هو محاولة الجمع بين الإسلام وبين الأوضاع المنحرفة القائمة في بعض المجتمعات، بينما التجديد الصحيح هو عميلة إعادة إحياء الدين في نفوس الناس، وتنقية الإسلام من الشوائب التي علقت به، فليس كل من جاء بطريقٍ جديدٍ يسمّى مجدّداً حتى يكون تجديده مبنياً بناءً صحيحاً سليماً.[11]

المراجع

  1. ↑ ابن منظور، لسان العرب، بيروت: دار صادر، صفحة 111، جزء 3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عدنان أمامة (1424هـ)، التجديد في الفكر الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن الجوزي، صفحة 19-20. بتصرّف.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4291، صحيح.
  4. ↑ المناوي (1973م)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الثانية)، بيروت: دار المعرفة، صفحة 281-282، جزء 2.
  5. ↑ عدنان أمامة (1424هـ)، التجديد في الفكر الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن الجوزي، صفحة 135-254. بتصرّف.
  6. ↑ بسطامي محمد سعيد (2015م)، مفهوم تجديد الدين (الطبعة الثالثة)، جدة: مركز تأصيل للدراسات والبحوث، صفحة 29-35. بتصرّف.
  7. ↑ عبد الكريم زيدان، الوجيز في أصول الفقه، بغداد: مؤسسة قرطبة، صفحة 401.
  8. ↑ أبو الأعلى المودودي (1967م)، موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه (الطبعة الثانية)، لبنان: دار الفكر الحديث، صفحة 55. بتصرّف.
  9. ↑ وهبة الزحيلي (2000م)، تجديد الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الفكر، صفحة 188. بتصرّف.
  10. ↑ د. عدنان أمامة (1424هـ)، التجديد في الفكر الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن الجوزي، صفحة 48. بتصرّف.
  11. ↑ أبو الأعلى المودودي (1967م)، موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه (الطبعة الثانية)، لبنان: دار الفكر الحديث، صفحة 51. بتصرّف.