لا يجوز للمسلم أن يشاركَ في أعياد الميلاد، لأنّها تعتبر أماكنَ معصية لله تعالى، والأصل في المسلم اجتنابُ أماكن المعصية، وخاصةً إذا لم تكن عنده القدرة على تغيير المنكر، أمّا إذا كان المسلم قادراً على تغيير المنكر فيجوز له الحضور حتى ينكرَ على أصحاب هذه البدعة، وحتى يبيّنَ لهم المعصية التي يرتكبونها، وإذا كان أصحاب عيد الميلاد من الأقارب فعليه أن يدعوهم بالحسنى، وأن يحرصَ على هدايتهم، وإيصال الخير لهم، وأن ويذكرَهم بالله تعالى، فإن لم ينتهوا فارقَهم ومنكرهم، قال تعالى: (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).[1][2]
تُعتبر أعيادُ الميلاد من العادات المنكرة، والبدع المخالفة للدين، فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، أو سلف الأمة الاحتفالُ بما يسمى عيد الميلاد، بل جاء النهي النبوي عن الأعياد المحدثة، حينما حضر النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، فوجدهم يحتفلون بعيدين يلعبون بهما، فبين لهم النبي أنّ الله قد أبدلهما بعيدين شرعيين خير منهما، وبالتالي لا يجوز الاحتفال بأعياد الميلاد، كما لا يجوز للمسلم المشاركة فيها، لما في ذلك من الإعانة على المنكر والمعصية، كما أنّ أعياد الميلاد، وقد نهى النبي الكريم عن التشبه باليهود والنصارى، فالعيد في الإسلام شعيرة من شعائره، وبالتالي لا ينبغي إحداث عيد آخر غير الأعياد التي شرعها الله للمسلمين، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى المبارك.[3]
لأنّ الاحتفال بأعياد الميلاد من البدع المنكرة في الشريعة، فلا يجوز للمسلم أن يلبيَ دعوة من دعاه لحضور وليمتها، ذلك أنّ حضور تلك الولائم من باب الإعانة على المنكر، وقد قال عزَّ من قائل: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[4][5]