حكم الإفطار في السفر

2023-08-06 01:31:13 (اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مشروعيّة الإفطار في السفر

كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو وصحابته يصومون حيناً ويفطرون حيناً في سفرهم، فقد شرع الله الفطر في رمضان للمسافر، وجعله رخصةً لكافّة المسلمين، من شاء أفطر في سفره ومن شاء صام؛ لقول الله عزّ وجلّ: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).[1][2]

الصوم والإفطار في السفر

اتّفق فقهاء المذاهب الأربعة وجمهور الصحابة والتابعين على صحّة الصوم في السفر وانعقاده، وفصّل الفقهاء في ما هو أفضل بالنسبة للمسافر من حيث الفطر والصوم إلى ثلاثة أحوالٍ، فيما يأتي بيانها:[3]

الحالة الأولى: إذا كان الصوم والفطر سواءً بالنسبة للمسافر، حيث إنّ الصوم لا يؤثّر فيه، فالأولى له الصوم.
الحالة الثانية: أن يكون الصوم أثقل عليه والفطر أسهل له، وفي هذه الحالة الفطر أفضل، حيث إنّه إذا شقّ عليه الصوم ثمّ صام فقد دخل في المكروه؛ لأنّه أخذ بالمشقة مع وجود رخصة الفطر من الله تعالى.
الحالة الثالثة: أن يُتعبه ويرهقه الصوم إرهاقاً شديداً، ففي هذه الحالة عليه الفطر، ويكون الصوم في حقّه حراماً.

وحمل العلماء الأحاديث التي وردت في أفضليّة الفطر على من يتضرّر بالصوم، وبهذا يُجمع بين الأحاديث المتعددة التي وردت في بيان أفضليّة كلٍّ من الصوم الفطر.[3]

شروط الفطر في رمضان للمسافر

يتحقّق الفطر في السفر أخذاً بالرخصة بعدّة شروطٍ، تفصيلها فيما يأتي:[4]

أن تكون مسافة السفر طويلةً بحيث تزيد عن واحدٍ وثمانين كيلومتراً.
ألّا يكون السفر سفراً لمعصيةٍ، بل يكون السفر المبيح للفطر سفراً مباحاً أو سفراً لطاعة.
أن يسافر قبل دخول وقت الفجر، فإذا دخل عليه الفجر ولم يسافر بعد لا يجوز له الإفطار في هذا اليوم من السفر.
أن تكون إقامته في البلد الذي سافر إليه أربعة أيّامٍ فأقلّ غير أيّام الطريق، فإن أقام أكثر من أربعة أيّامٍ كان عليه الصيام.