حكم قص الشعر طب 21 الشاملة

حكم قص الشعر طب 21 الشاملة

أقسام الشعر في الشريعة

يُقسَّم شعر جسم الإنسان من حيث الحُكم الشرعي في إزالته إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ الأول منها ما أمر الله سبحانه وتعالى بإزالته، وهو مثل شعر الإبط وشعر العانة؛ حيث ورد عن أنس بن مالك قوله: (وُقِّتَ لنا في قصِّ الشاربِ، وتقليمِ الأظفارِ، ونتفِ الإبطِ، وحلقِ العانةِ، أن لا نتركَ أكثرَ من أربعينَ ليلةً)،[١] والقسم الثاني ما نهى الله عزّ وجلّ عن إزالته، وهو شعر الحاجبين لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنٍ للنامص، وشعر اللحية كذلك، أمّا القسم الثالث والأخير فهو ما سكت الشارع عنه، فلم يأمر الله عزّ وجلّ بإزالته ولا بتركه، وهو كلّ ماعدا الأنواع السابق ذكرها من شعر جسم الإنسان، وهذا من المعفوّ عنه، فلِلإنسان إزالته إن شاء أو تركه إن فضّل ذلك، وهو داخل في عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحلالُ ما أحلَّ اللهُ في كتابِهِ، والحرامُ ما حرَّمَ اللهُ في كتابِهِ، وما سَكَتَ عنهُ فَهوَ مِمَّا عفا عنهُ).[٢][٣]

حُكم قصّ الشعر

حُكم قصّ شعر الرّجل

إنّ حُكم الأخذ من الشعر بالنسبة للرجل يأخذ حالات أربعةً في الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيانها:[٤]

حُكم قصّ شعر المرأة

فيما يخصّ المرأة، فإنّ العلماء قد أفتوا بحرمة حلق شعرها كلّه إلا لحاجة، واستدلوا على ذلك بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نهى أن تَحلِقَ المرأةُ رأسَها)،[٧] فإن كانت هناك حاجة من حلق المرأة لشعرها كالتداوي أو الاستصلاح فلا حرج في ذلك، وفي حكم تقصير شعرها وقصّه دون أخذه كله إما للتزيّن أو لرفع مشقّة غسله، فقد قال العلماء بجواز ذلك لأنه لم يرد دليل على منعه، بل ورد عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فعلهنّ لذلك، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: (وكان أزواجُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَأخذْنَ مِن رؤوسِهنَّ؛ حتّى تكونَ كالوَفْرَةِ).[٨][٩][١٠]

إلا أنّ العلماء جعلوا لجواز الأخذ من شعر المرأة وقصّه شروطاً، فيما يأتي بيانها:[١١]

أنواع القزع وحُكمه

يُقصَد بالقزع أن يأخذ الإنسان بعض شعره ويترك بعضه، وفيه أنواع فيما يأتي بيانها:[١٢]

والقزع بأنواعه جميعها مكروه، لما رُوِي من أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما رأى غلاماً قد حلق بعض رأسه وترك بعضه، قال: (احلقوه كلُّه، أو اتركوه كلُّه)،[٦] فإن قصد الإنسان منه التشبّه بالكفّار صار القزع بذلك حراماً؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تشبَّه بقومٍ فهو منهم).[١٣][١٢]

حُكم إطالة شعر الرجل

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُطيل شعره، إلا أنّه لم يأمر بذلك ولم يجعل فيه أجراً، كما أنّه لم ينهَ عن حلقه، ولكنّه أمر بإكرامه وتسريحه، وبهذا ليس من السُّنة التي يُؤجَر عليها الرجل المسلم أن يطيل شعره، وقد قال الشيخ ابن عثيمين في ذلك: إنّ إطالة شعر الرجل في الأصل لا بأس بها، ومع ذلك فهي عائدة في حكمها للعُرف والعادات، فإذا كانت العادة في زمن من الأزمان أنّ إطالة الشعر لا يقوم بها إلا فئة نازلة في عرف الناس لم ينبغِ للمسلم صاحب المروءة أن يتشبّه بهم بإطالة شعره، أمّا إذا صارت عادة الناس كلّهم شريفهم ووضيعهم فعل ذلك فلا بأس أن يفعله المسلم أيضاً، والظاهر من ذلك أنّ المسألة من باب المباح الخاضع لعُرف الناس وعاداتهم.[١٤]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 258، صحيح.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 2731، حسن.
  3. ↑ "حكم إزالة الرجل شعر ساقيه وصدره "، www.ar.islamway.net، 2013-3-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  4. ↑ "أحوال حلق الرأس وأحكامها"، www.fatwa.islamweb.net، 2010-10-5، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الفتح، آية: 27.
  6. ^ أ ب رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 274، صحيح.
  7. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3/93، حسن.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 320، صحيح.
  9. ↑ "حكم حلق المرأة رأسها"، www.islamqa.info، 1999-8-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  10. ↑ "حكم قص الشعر للمرأة"، www.fatwa.islamweb.net، 2001-3-15، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  11. ↑ "يجوز للمرأة أن تقص من شعرها للتزين ولا حرج"، www.islamqa.info، 2009-9-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  12. ^ أ ب أبو بكر بن محمد بن الحنبلي (2015-4-13)، "حلق شعر الرأس وتوفيره"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.
  13. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2831، صحيح.
  14. ↑ "هل يجوز للرجل تطويل شعره وتضفيره؟ وهل يؤجر عليه؟"، www.islamqa.info، 2005-4-25، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-26. بتصرّف.