حكم مسك المصحف للحائض
حكم مسك المصحف للحائض
أفتى علماء الأمّة الإسلاميّة ومنهم الشيخ ابن باز -رحمه الله- بحُرمة مسّ الحائض للمصحف حتى تطهر من حيضتها، ويستثنى من ذلك أن تقوم المرأة الحائض بمسك القرآن من وراء حائل؛ كأن تمسكه بقفازين ونحوه، فحينئذ يجوز لها ذلك إذا دعتها الضرورة، كأن ترغب في مراجعة آية من آيات كتاب الله تعالى، وقد استدل علماء الأمّة على حكم تحريم مسكها للمصحف قياساً على الجُنُب؛ لأنّ حدثه أكبر، حيث يحرم عليه مسك المصحف وقراءة القرآن،[1] ونُقِل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ومحقّقوا مذهب الإمام مالك جواز مس المصحف للحائض عن الحاجة، والأحوط أن يكون ذلك بحائل كقفّازٍ مثلاً.[2]
حكم قراءة القرآن للحائض
ذهب جمهور علماء الأمّة الإسلاميّة إلى القول بعدم جواز قراءة الحائض للقرآن الكريم، وقد استدلوا على ذلك بما جاء في السنّة النبويّة عن علي -رضي الله عنه- حينما قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يحجبُه عن القرآنِ شيءٌ ليس الجنابةُ)،[3] ووجه الاستدلال في الحديث أن الحائض مثل الجُنُب بل إنّ حدثها أكبر وأغلظ منه، وبالتالي يكون من الأولى منعها من قراءة القرآن كما الجُنُب، وخالف شيخ الإسلام ابن تيمية الجمهور في ذلك، فذهب إلى القول بجواز قراءة الحائض للقرآن الكريم دون الجُنُب، وإلى وجوب مراجعتها للحفظ خوفاً من النسيان، وعللوا ذلك بأنّ الحائض قد تطول مدة حيضتها، وقد يسبب ذلك نسيانها لما تحفظه من آيات كتاب الله، كما أنها لا تملك الغُسل من الحيض بخلاف الجُنُب الذي يستطيع إزالة جنابته متى شاء، وهذا هو القول الأقرب للصواب.[4]
حكم مس المصحف من غير وضوء
ذهب جمهور علماء الأمّة الإسلاميّة إلى عدم جواز مسّ أو حمل المصحف من غير وضوء، سواء كان مسك المصحف من أجل التلاوة أو الحفظ أو التعلم، باستثناء الصبيان الصغار لحاجتهم للتعلم، أمّا قراءة القرآن للمُحدث دون مسّه فهي جائزة بإجماع العلماء.[5]
المراجع
- ↑ "حكم مس الحائض والنفساء المصحف"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-2. بتصرّف.
- ↑ "جواز مس المصحف للحائض عند الحاجة"، www.islamweb.net، 2004-4-14، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن عثيمين، في شرح البخاري لابن عثيمين، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1/495 ، حسن.
- ↑ "الحائض... بين جواز قراءة القرآن والمنع"، www.islamweb.net، 2002-1-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-2. بتصرّف.
- ↑ "حكم قراءة القرآن ومسه بدون وضوء "، www.islamweb.net، 2002-1-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-2. بتصرّف.