حكم سب الصحابة طب 21 الشاملة

حكم سب الصحابة طب 21 الشاملة

منزلة الصحابة

منذ فجر التاريخ وحتى هذا الوقت كان لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الدور البارز في نصرة الإسلام وانتشاره وارتقائه، فقد كانوا نِعمَ الجنود ونِعمَ القادة، وكانوا في وقت الدعوة نعم الرجال والدعاة، بلّغوا عن ربهم ما استأمنهم عليه حقَّ التبليغ، ونصروا نبيهم وناصروه في أوقات الضعف والقوة، بهم قويت شوكة الإسلام، ومن خلالهم وصل صوت الحق إلى أرجاء المعمورة شرقاً وغرباً، وبسبب حسن أخلاقهم وطيب معدنهم آمن الكثير بالدين الإلهي الحق، فقد كان لوجودهم أسمى أثرٍ في نُصرة الإسلام، وكان لاشتراكهم في المعارك والغزوات دورٌ بالغ الأهمية في تحصيل النصر والظفر على الأعداء، وكسر شوكة من أراد بالإسلام وأهله الشرَّ، وكاد له الدسائس والأحقاد، ولأجل كلِّ ذلك فقد جعل الله لهم فضلاً عن غيرهم من البشر، فهم أفضل الخلق بعد الرسل والأنبياء بلا أدنى شك، ومن فضلهم أن جعل الإساءة لهم إساءةً للإسلام، فما حكم سبِّ الصحابة شرعاً والإساءة لهم وتحقيرهم؟

من هو الصحابي

حكم سبِّ الصحابة

اختلف العلماء في حكم من سبّ أصحاب النبي -رضي الله عنهم أجمعين - أو سبَّ واحداً منهم فقط، فهل يكفر من سبَّهم أم لا يكفر، وماذا يترتَّب على من سبَّ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أساء لهم؟ فلا يُعدّ سبّ صحابة رسول الله على مرتبة واحدة، إنما هو على مراتب متفاوتة؛ حيث إنَّ سب الصحابة أو أحدهم ينقسم إلى عدة أنواع، منها: أن يطعن طاعنٌ بعدالتهم أو عدالة أحدهم، ومنها أن يسبَّهم دون الطعن بعدالتهم، وقد يكون السب لهم بالجملة لمجرد كونهم أصحاباً للنبي -صلى الله عليه وسلم- بقصد الإساءة له، وقد يكون السبُّ لواحدٍ منهم بقصد الانتقاص من قيمته، أو بسبب اعتقادات أو توهمات بفعله أمور لا تُرضي من سبَّه، وفي ما يلي بيان أقوال العلماء وآرائهم في حكم سبِّ الصحابة كلهم أو أحدهم، وبيان ما يترتب على الذي يسبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:[٢]

ما يترتب على من سبَّ الصحابة

إذا صدر من أحدٍ شتمٌ صريحٌ أو إساءةٌ لأحد الصحابة أو معظمهم أو جميعهم، وكان من سبَّهم معتقداً جواز ذلك، وأنه غير مذنبٍ بسبّه لهم على ما جرى بيانه سابقاً فإنه يُعتبر كافراً لإنكاره لِمَا عُلم من الدين بالضرورة وتكذيبه لصريح كتاب الله، أمّا ما يترتب عليه لقاء ذلك فالتوبة دون أدنى شك، فإن تاب وانتهى عن سبَّهم فإنّ الله توابٌ رحيم، وإن لم يتب رغم تذكرته بعقوبة سبِّهم وتبصرته لطريق الحق فإنّه يُعتبر كافراً مرتداً عن الإسلام، وعليه ما على المرتد من العقاب، وهذا بحق من سبَّ أحد الصحابة الذين ثبت فضلهم ومكانتهم في الإسلام، أو طعن بعدالتهم ودينهم ومروءتهم سواء أسبَّ الصحابة جميعهم أو معظمهم، أما من شتم صحابياً أو أساء له قولاً أو فعلاً بما لا يقدح في عدالته ولا في دينه، كأن وصفه بما ليس فيه كالبُخل والجُبن، فلا يُعتبر كافراً كما أُشير سابقاً؛ إلّا أنّه يكون قد ارتكب معصيةً تستوجب التوبة، فإن لم يتُب فعليه التعزير والتأديب.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب د. سامية منيسي (26-11-2016)، "تعريف الصحابي"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2017. بتصرّف.
  2. ↑ "أقوال العلماء في حكم من سب الصحابة"، إسلام ويب، 11-8-2003، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2017. بتصرّف.
  3. ↑ "حكم من سب الصحابة"، إسلام ويب، 25-4-2000، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2017. بتصرّف.