-

حكم من ترك صلاة الجمعة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم من ترك صلاة الجمعة

لا يجوز ترك صلاة الجمعة؛ لما جاء من الوعيد الشديد لمن ترك أداء صلاة الجمعة ثلاث مرّاتٍ، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ ترَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهاوُناً بِها، طبعَ اللهُ على قلْبِهِ)،[1][2] وبيّن علماء الأمّة معنى الطبع على القلب؛ وهو أن يجعل الله -تعالى- في القلب القسوة والجفاء والغفلة؛ بسبب قلّة مبالاته بالذنوب، وخاصّةً إذا توالت وتتابعت، فالطبع على القلب هو الران الذي يجعله الله على القلوب بعد أن تنكت فيها الذنوب نكتاً سوداء، وأمّا ذكر ثلاث جُمعٍ في الحديث؛ فقد تكلّم عنها العلامة الشوكاني مبيّناً أنّها تحتمل أمرين وِفق نصوص الأحاديث، فإمّا أن يكون الطبع على القلب لمن ترك ثلاث جُمعٍ مطلقاً حتى لو كانت متفرّقةً، أي من ترك جمعةً في كُلّ سنةٍ، فإنّ الله يطبع على قلبه بعد الثالثة، كما يحتمل أن يكون الترك مقيّداً بأن تكون الجُمع الثلاث متتاليةً، ورجّح الشوكاني القول بتتابع الجُمع حملاً للروايات التي أفادت مطلق الترك على الروايات التي قيّدته.[3]

حكم صلاة الجمعة

انعقد الإجماع بين العلماء على وجوب صلاة الجمعة، وأنّها فريضةٌ ثابتةٌ في كتاب الله وسنّة نبيّه، فمن أدلة وجوبها من الكتاب قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[4] ووجه الاستدلال على وجوبها أنّ الأمر بالسعي يدلّ على الوجوب، كما إنّ الأمر بترك البيع لأجلها يدلّ على وجوبها، ومن الأدلة على وجوبها من السنّة قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمُ).[5][6]

كيفية قضاء صلاة الجمعة

من فاتته صلاة الجمعة بسبب العذر الشرعيّ؛ فيؤديها كصلاة الظهر أربعة ركعاتٍ، وكذلك من كان مسافراً، أو ساكناً في البادية، وكذلك المرأة التي لا تجب عليها صلاة الجمعة، وأمّا من تركها بغير عذرٍ؛ فإنّه يصلّيها ظهراً كذلك بعد أن يتوب إلى الله من تركه لها.[3]

المراجع

  1. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي الجعد الضمري، الصفحة أو الرقم: 8570، صحيح .
  2. ↑ "حكم التخلف عن صلاة الجمعة "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "حكم من ترك ثلاث جمع عمداً"، www.islamqa.info، 2012-10-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 652، صحيح.
  6. ↑ د. السيد العربي بن كمال، "صلاة الجمعة وأحكامها "، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-10. بتصرّف.