حكم من أفطر عمداً في رمضان وما كفارته

حكم من أفطر في رمضان عمداً وكفّارة ذلك

يُعدّ الإفطار عمداً في شهر رمضان فعلاً محرّماً؛ ففيه انتهاكٌ لحُرمة ذلك الشهر الفضيل، وقد اتّفق العلماء على أنّ من أفطر في نهار رمضان بالجِماع لزمته الكفّارة، أمّا من أفطر بغير الجِماع من أكلٍ وشربٍ فقد اختلفوا في وجوب الكفّارة عليه، والراجح في ذلك عدم وجوبها؛ وذلك لأنّ النصّ الوارد في وجوب الكفّارة إنّما كان في حال الإفطار بالجِماع، كما أنّه أشدّ وأغلظ في انتهاك حُرمة الشهر الفضيل، وقد استدلّ القائلون بوجوب الكفّارة على من أفطر في رمضان بالأكل أو الشرب بعددٍ من الأدلة، وقالوا إنّ الكفّارة متعلقةٌ بإفساد الصيام لانتهاك الحُرمة، فتجب على كُلّ من أفطر، وإلى هذا القول ذهب الحنفيّة والمالكيّة وغيرهم، أمّا أصحاب القول الثاني من الشافعيّة والحنابلة وغيرهم فقد استدلوا لرأيهم بأنّ الأصل هو عدم الكفّارة إلّا فيما ورد به الشرع، وقد ورد الشرع بوجوب الكفّارة على من أفطر بالجِماع دون سواه، وتكون الكفّارة على الترتيب عند جمهور الفقهاء؛ فتبدأ بعتق رقبةٍ مؤمنةٍ، فإن لم يجد صام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكيناً، أمّا المالكيةّ فقالوا إنّ الكفّارة تجب على وجه التخيير لا الترتيب.[1]

حكم من أفطر أيّاماً يجهل عددها

يجب على المسلم أن يقضي صيام الأيّام التي أفطرها من رمضان، فإن جهل عددها أمكنه أن يتروّى في حسابها حتى يصل إلى عددٍ يقينيّ، فإن لم يتمكّن من الوصول إلى اليقين في ذلك اعتمد على غلبة الظنّ، فلو غلب على ظنّه مثلاً أنّه أفطر ثلاثين يوماً الواجب عليه أن يصوم ثلاثين، وهكذا إن غلب على ظنّه أقلّ من ذلك أو أكثر، ولا يجب عليه أن يصومها متتابعةً، بل له أن يقضيها متفرّقةً بحسب وسعه وطاقته.[2]

حكم الإفطار في صيام التطوّع

دلّت السنّة النبويّة الشريفة أنّ المتطوّع بالصيام أمير نفسه، فله أن يفطر سواءً في أوّل النهار أو وسطه، وإذا دعته الحاجة إلى الإفطار كان الجواز أولى بلا شكٍّ، كأن يجد في نفسه ضعفاً عن الصيام، أو أن يدعوه صاحب له إلى وليمة عرسٍ أو نحو ذلك.[3]

المراجع

1. ↑ "مذاهب العلماء فيمن أفطر متعمدا في نهار رمضان"، www.ar.islamway.net، 2015-6-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.
2. ↑ "أفطرت أياماً كثيرة جاهلة حكمها وعددها"، www.islamqa.info، 2007-8-27، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.
3. ↑ "جواز الفطر في صوم التطوع"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-9. بتصرّف.