-

حكم قراءة القرآن للحائض

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم قراءة القرآن للحائض

ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بحُرمة قراءة القرآن الكريم للحائض، إلّا إن كان ذلك على سبيل الذكر والدعاء ونحوه، واستدلوا لذلك بعدد من الأدلة منها: أنّ الحائض في حكم الجُنُب لوجوب الغُسل على كليهما، إلّا أنّ بعضاً من العلماء رأوا جواز قراءة القرآن الكريم في حقّها، وهو مذهب الإمام مالك وقد اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، واستدلوا لرأيهم أنّ الأصل هو الحِلّ والجواز، فلا يُمنع إلّا بدليلٍ، ثم إنّ قياس الحائض على الجُنُب في المنع من قراءة القرآن قياسٌ مع الفارق؛ لأنّ الجنب قادرٌ على إزالة المانع باختياره، فيُمكنه أن يغتسل متى أراد، أمّا الحائض فلا يُمكنها ذلك، كما أنّ مدّة المنع للجنب ليست طويلةً فهو مأمورٌ بالاغتسال عند دخول وقت الصلاة، أمّا الحائض فإنّ مدّة حيضها تطول غالباً، ويتضح بذلك قوّة أدلة القائلين بجواز قراءة القرآن للحائض، وإن كان احتياطها بعدم القراءة إلّا عند خوفها من نسيان الآيات أولى وأفضل.[1]

حكم دخول المسجد للحائض

يجوز للحائض أن تدخل المسجد إذا أمنت تلويثه، وهذا هو الراجح من أقوال أهل العلم في المسألة، وقال به الإمام أحمد في رواية عنه والإمام المُزني والإمام داوود وابن حزم، كما اختاره الإمام الألباني، ويدلّ على جواز ذلك البراءة الأصلية، فالأصل في الأمر عدم تحريمه حتى يقوم دليٌل على ذلك، ولم يرد دليلٌ صحيحٌ صريحٌ على حُرمة دخول المسجد للحائض، ثمّ إنّ العلماء أجازوا للكفّار أن يدخلوا المسجد رجالاً ونساءً، فلا شكّ أنّ المسلم الجنب أو المسلمة الحائض أولى بذلك.[2]

حكم ذكر الله تعالى للحائض

اتّفقت المذاهب الفقهيّة الأربعة من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبليّة على جواز ذكر الحائض والنفساء لله تبارك وتعالى، واستدلوا لذلك بعددٍ من الأدلة، منها: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستثنِ من مناسك الحجّ إلّا الطواف، مع أنّ الحجّ مُشتملٌ على التلبية والذكر والدعاء، ولم تُمنع الحائض من هذه الأمور.[3]

المراجع

  1. ↑ "قراءة القرآن أثناء الحيض"، www.islamqa.info، 1999-8-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.
  2. ↑ "قراءة الحائض للقرآن ومسها للمصحف ودخولها المسجد"، www.ar.islamway.net، 2008-10-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.
  3. ↑ "الفرع الرَّابع: قراءة القرآن، ومسُّ المصحف، وذِكر الله"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-21. بتصرّف.