لم يثبت في الأحاديث الصحيحة أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن النوم بعد العصر، وكل ما يُروى في ذلك ضعيفٌ أو موضوعٌ، وبالتالي فلا يوجد حرجٌ شرعي ولا كراهةٌ لمن نام بعد العصر، أما من تيقَّن من نومه بعد العصر حصول الضرر على صحته وبدنه فإنّه ينبغي عليه اجتناب هذه العادة لأنّ المسلم مأمورٌ باجتناب كل ما يلحق بنفسه الضرر، وهذا ما يقدره الإنسان بنفسه.[١]وقد أجاب العلامة ابن باز -رحمه الله- عن حكم النوم بعد العصر بأنَّه لا حرج فيه، ولم يرد حديثٌ نبوي يمنع ذلك.[٢]وقد كره جماعةٌ من الفقهاء النوم بعد العصر مستندين في ذلك إلى حديث النبي الذي ثبت ضعفه، ولضرره على البدن، ولما ورد ذلك من السلف الصالح حول أضرار النوم بعد العصر، فقد نُقل عن أحد الصحابة وهو خوَّات بن جبير اعتباره النوم بعد العصر من أنواع الحماقة، وقد كره مكحول من التابعين بسبب ما يخشى على صاحبه من الوسواس، وقد نقل المروذي عن الإمام أحمد بن حنبل قوله بكراهة النوم بعد العصر.[٣]
ذكر العلماء استحباب نوم القيلولة لهدي النبي في ذلك، فقد جاء في السنة النبوية قوله عليه الصلاة والسلام: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٤]والقليولة تريح المسلم في أثناء النهار مما يُعينه ذلك على النشاط في الليل من أجل الاجتهاد في العبادة والقيام.[٥]