-

حكم مشاهدة التلفاز

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم مشاهدة التلفاز

بيّن علماء الأمّة الإسلاميّة أن الحكم على التلفاز يتعلق بكيفية استعماله، فإن استعمل في الخير كان مباحاً، وإن استعمل في الشر كان محرماً، فلا يحكم على تلك الآلة بأنّها حلال أو حرام إلّا من خلال وجوه استعمالها، وإن كان ما يُعرض على شاشة التلفاز خليط من الخير والشر؛ فعلى المسلم أن يتذكر قوله تعالى في الخمر: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ )،[1] حيث حُرّم الخمر لأنّ إثمه ومضاره أكبر من نفعه.[2]

التلفاز سلاح ذو حدين

بيّن علماء الأمّة صحة العبارة التي تقول بأنّ "التلفاز سلاح ذو حدين"، وذلك في حالتين محدّدتين؛ أولهما: أن يكون هناك جهة واحدة تمتلك حق بث ما يصلح على التلفاز، حيث لا تبث إلا النافع والمفيد، وثانيهما: أن يكون هناك شخص واحد متحكم في إغلاق التلفاز أو فتحه، ولا شك بأنّ الحالة الأولى غير موجودة إلا قليلاً؛ لأنه القنوات التي تبث النافع لوحده دون غيره قليلة مقارنة مع الباقي، أمّا الحالة الثانية فهي نادرة كذلك؛ وعلى ما سبق ذكره فالتلفاز يتضمّن جملة من المفاسد؛ كتضييع الوقت، والتفريط بالواجبات، والأفلام الإباحية، والصور الماجنة، والمشاهد المنافية للأخلاق وغيرها، وفيه مصالح قليلة؛ كالبرامج النافعة، والاطلاع على الأخبار، ومن قواعد الشريعة أن: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، لكن قد يكون الحكم التحريم؛ وذلك لوجود الكثير من المفاسد، وقد يتغيّر فيصبح الجواز، أو حتى الاستحباب وذلك في حال كانت القناة تقتصر على نشر النافع.[3]

المفاسد المترتبة على مشاهدة التلفاز

لا شك بأن مشاهدة الأفلام التي تبث على التلفاز تشتمل على كثير من المحاذير الشرعية، ومن تلك المحاذير أنها تتضمن كشف العورات، ونشر العقائد الفاسدة، وقد بيّن العلّامة الشيخ ابن باز خطورة التلفاز مبيّناً أضراره الكثيرة على عقيدة المسلمين وأخلاق المجتمع، فعبر تلك الآلة تُبثّ الصور السيّئة، وتنشر الأخلاق الرديئة المنافية لأخلاق الإسلام الحميدة، لذا فيجب سد الأبواب التي تفضي إلى تلك المفاسد.[4]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة ، آية: 219.
  2. ↑ الدكتور نوح علي سلمان (2012-7-31)، "التلفزيون جهاز لا يوصف بأنه حلال أو حرام / فتوى رقم 2534"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  3. ↑ "حكم اقتناء ومشاهدة التلفاز "، www.islamweb.net، 2004-2-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم مشاهدة التلفاز "، www.islamqa.info، 1999-10-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.