يقوم الصيام على ركنين أساسيين لا بد من حصولهما، أولهما: النيّة؛ وهي القصد لغة، أمّا اصطلاحاً فهي العزم على فعل الشيء من غير تردد، ويُقصد بها الصوم، وشرطها التبييت من الليل، ودليل النيّة في الصيام قوله صلّى الله عليه وسلم: (من لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفَجرِ فلا صيامَ لَهُ)،[1] وقال المالكية ومن وافقهم أن نية الصوم من بداية الشهر تكفي لبقيته، فلا يلزم فيها التجديد كل ليلة، لأن الصوم المتتابع تجزئ فيه النية عند بدايته،[2][3] ولا يشرع التلفظ بالنيّة؛ لأنّ محلها القلب، وأمّا الركن الثاني للصيام فهو الإمساك عن المفطرات من وقت طلوع الفجر الثاني إلى وقت مغيب الشمس، ومن مفطرات الصيام: الأكل والشرب والجماع، فيبطل صيام من يفعل شيئاً من المفطرات متعمداً بإجماع أهل العلم.[2]
وشروط الصيام ستة؛ أولها: الإسلام؛ فلا يصح الصيام من الكافر، والبلوغ؛ فلا يجب الصيام من الصغير؛ لعدم وقوع التكليف عليه، وإن صام صح الصيام منه، وكان في حقّه نافلة، والعقل؛ فلا يجب الصيام من المجنون؛ لعدم توفر النيّة عنده، كما يشترط في الصيام الإقامة؛ فلا يجب في حق المسافر، وكذلك القدرة على الصيام؛ فلا يجب على العاجز عن الصيام بسبب كبر أو مرض، والخلو من الموانع الشرعية؛ فلا يتوجب الصيام في حق الحائض والنفساء، وإنّما يحرم في حقهما باعتبار حصول المانع الشرعي منه.[2]
يُستحب في الصيام عدد من الأمور، منها: السحور؛ لما في السحور من البركة، كما يستحب تأخير وقته إلّا إذا خشي المسلم من طلوع الفجر، كما يستحب أن يُعجل المسلم من الإفطار ولا يؤخره، ويكون الإفطار على رُطَب أو تمر أو ماء، ويُستحب الدعاء عند الإفطار؛ فدعوته لا تُرد بإذن الله، ويستحب كذلك الإكثار من العبادات في الشهر الفضيل، مثل: قراءة القرآن وترديد الأذكار والصدقة، وكف اللسان عن الفحش والغيبة والنميمة.[4]
هناك سبعة مفسدات للصيام، وهي الآتي:[5]