تقع جزيرة صاي في السودان جنوب مدينة عبري في منطقة باتن الحجر، بين عين المياه الزرقاء الثانية والثالثة في النوبة السودانية، على بُعد 11 كيلومتر تقريباً جنوب غرب مدينة أمارا، و160 كيلومتر جنوب غرب وادي حلفا، و72 كيلومتر شمال سيسيبي، وتُعدّ جزيرة صاي السودانية من أكبر الجزر الواقعة في منطقة النيل الأوسط.[1]
يعود تاريخ جزيرة صاي إلى ما قبل التاريخ، ولقد ذُكرت الجزيرة في النصوص المصرية القديمة تحت مسمى شعت، ويضم الجانب الشرقي من الجزيرة عدة مواقع فرعونية، وكما تضم العديد من الجبانات، ومقبرتان تقعا في الجزء الشمالي من الجزيرة، وهياكل هرمية تشبه مقابر النخبة، وبلدة كبيرة محصّنة بها معبد آمون الذي أُنشأ في عام 1550 قبل الميلاد عند فتح المنطقة في بداية المملكة الحديثة، وهناك عدة دلائل على استيطان الجزيرة في العصور الوسطى، وفي أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر أصبحت الجزيرة جزء من الإمبراطورية العثمانية حتّى عام 1823م.[2]
في عام 2015م تم اكتشاف مقبرة مصرية يبلغ عمرها 3400 عام وتضم رفات أكثر من 12 شخص محنط في جزيرة صاي، فلقد كانت صاي قديماً مستوطنة مصرية ومنجماً للذهب، ويُعتقد أنّ هذه المقبرة التي تتألف من عدة غرف تضم رفات المصريين الذين عاشوا في المنطقة وعملوا في استخراج الذهب، وعُثر في المقبرة على عدة قطع أثرية منها: أواني خزفية، وبقايا أقنعة جنائزية ذهبية يرتديها المتوفى، وخاتم ذهب، وأدوات حفر كان المصريون القدماء يستخدموها، ومنحوتات حجرية صغيرة، وكما عُثر على بعض القطع الأثرية المنقوش عليها بالهيروغليفية والتي بينت أنّ المقبرة تعود لخنوموز وهو أحد أهم عمال البحث عن الذهب في المنطقة.[3]