طرق تدريس العلوم
مفهوم العلم
لا يقتصر مفهوم العلم على معنى واحد محدد، حيث إنه يتضمن عدة تعاريف نذكر منها:[1]
- العلم: هو البناء المعرفي الذي يضم المعارف جميعها في نظام معين، والذي يتم نقله وتعليمه عبر المقررات الدراسية التي تسعى لتحتوي كل ما توصل إليه العلماء والباحثين من حقائق، ومفاهيم، وقوانين، ونظريات.
- العلم: هو المعرفة المنتظمة التي تشمل الحقائق، والقوانين، والنظريات، وتأكيد الجانب المعرفي للعلم واعتباره كمادة.
- العلم: هو الأسلوب الذي يتم فيه التفكير والبحث والتقصي، ووضع الفرضيات، والتحقق منها عن طريق التجربة، حيث يساعد هذا المبدأ على توجيه سلوك الفرد في استخدام الطريقة العلمية وخطوات حل المشكلات.
- العلم: هو المادة والطريقة التي يتم عن طريقها التوصل إلى المعرفة العلمية وتطبيقاتها، حيث إنه يجمع بين البناء المعرفي والأسلوب الذي يتم فيه التفكير والبحث، كما يعد العلم منشطاً إنسانياً ومجموعة معارف قابلة للتعديل.
وبشكل عام يمكن تعريف العلم (بالإنجليزية: Science) على أنه الأنظمة والمعارف التي تهتم بالعالم المادي وظواهره، ويستند العلم على متابعة المعرفة التي تغطي الحقائق العامة أو عمليات القوانين الأساسية بناءً على ملاحظات غير منحازة وتجارب منهجية، وتشمل العلوم الاجتماعية كعلوم الاجتماع، والعلوم الطبيعية كعلوم الأرض وعلوم الأحياء.[2]
أساليب تدريس العلوم
تعددت الأساليب والطرق التي تُستخدم في تدريس العلوم، نذكر منها ما يأتي:[1]
- الأساليب غير المباشرة: وتتمثل في تقبل آراء الطلاب وتشجيعهم وإشراكهم في العملية التعليمية، حيث يسعى المعلم إلى معرفة آراء ومشكلات الطلاب ومحاولة حلها، حيث أوضحت الدراسات دور سلوك المعلم وتأثيره على تقدم التحصيل لدى الطلاب، كما أوضحت أن أسلوب التدريس الواحد ليس كافياً، بل يجب أن تتناسب الأساليب مع اختلاف طبيعة ومهمة المعلم.
- أسلوب التدريس القائم على المدح والنقد: ويُقصد به المدح المعتدل والإيجابي، حيث أوضحت الدراسات أن الزيادة في النقد من قبل المعلم يؤدي إلى انخفاض في مستوى الطالب.
- أسلوب التدريس القائم على التغذية الراجعة: يعد هذا الأسلوب من أبرز الأساليب في طرق التعلم الذاتي، حيث يعود استخدامه على تحصيل الطالب بالأثر الإيجابي.
- أسلوب التدريس القائم على استعمال أفكار الطالب، وينقسم هذا الأسلوب إلى خمس مراحل:
- أساليب التدريس القائمة على تكرار الأسئلة: حيث يهدف هذا الأسلوب إلى تطوير سرعة التحصيل والفاعلية لدى الطالب.
- استخراج الفكرة التي يعبر عنها الطالب عبر التنويه بتكرار مجموعة من الأسماء.
- مساعدة الطالب على وضع الفكرة التي يفهمها عن طريق إعادة صياغة الجمل من قبل المعلم.
- استخدام فكرة الطالب من قبل المعلم للوصول إلى نتائج التحليل.
- إيجاد رابط بين فكرة الطالب والمعلم.
- تلخيص الأفكار بواسطة الطالب.
تطور أساليب التعليم عبر الحضارات
لاحظ الدارسون والباحثون أن أساليب التعليم والتدريس تطوت عبر الأزمنة والحضارات المختلفة، حيث كان الآباء يعلمون أبنائهم مهنةً أو حرفةً ما بطريقة المحاكاة والتقليد أي بصورة غير مباشرة، ثم ظهرت طريقة تلقين المعلومات وتحفيظها، حيث بدأ بعض الأفراد من ذوي الملكيات الخاصة في ملاحظة الاجتماع البشري وتفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، كما تم ملاحظة الظواهر الطبيعية وتفسيرها، مما أدى إلى تراكم عدد كبير من المعلومات، وظهرت الحاجة إلى نقل هذه المعلومات إلى الأفراد عن طريق تلقينها وتحفيظها للطلاب، وعندما نشأت الحضارات القديمة مثل حضارة وادي الرافدين في العراق ظهرت طرق علمية مشوقة لتسهيل تلقين العلوم المختلفة، وفي حضارة الإغريق أصبح لكل فيلسوف طريقة خاصة في تلقين المعلومة تتناسب مع فلسفته، كما أصبحت الناحية الدينية والروحية من أسس أساليب التعليم، حيث أشرفت الكنيسة المسيحية في أوروبا على التعليم في القرن السادس الميلادي. أما في العهد الإسلامي فقد ظهر أسلوب التعليم الذي يعتمد على التلقين والحفظ إلى جانب الخبرة، وتفعيل الدور الأساسي للتربية الدينية والأخلاق الحميدة، وفي العصر الحديث تم وضع طرق تدريس ووسائل تعليمية ومناهج مبنية على أسس علمية دقيقة وتستند إلى علم النفس مستخدمة بذلك التقنيات الحديثة.[3]
طرق مساعدة الطلاب على تعلم المفاهيم
يسعى المعلم جاهداً إلى إيجاد طرقٍ لمساعدة الطلاب على تعلم المفاهيم التي هي أكثر تعقيدا من الحقائق العلمية، وفيما يأتي أهم الطرق التي تساعد الطالب على تعلم المفاهيم:[3]
- استخدام مختلف طرق التدريس التي لا تعتمد على التلقين المباشر، إنما تعتمد على مشاركة الطلاب وتحفيزهم على ممارسة الأنشطة.
- تنظيم المناهج على شكل مفاهيم رئيسية محددة، بحيث يضم كل مفهوم مجموعة من الحقائق العلمية.
- التأكيد على الدراسة العلمية وتفعيل دور المختبرات لإكساب الطلاب المفاهيم العلمية.
- استخدام الكثير من المصادر الأخرى والوسائل التعليمية المختلفة إلى جانب الكتاب المدرسي.
- ربط المفاهيم الجديدة بخبرات الطلاب السابقة وربطها بالبيئة التي يعيشون بها كمفهوم الأعشاب التي تنمو في بيئتهم.
- نقل الطالب من الخبرات الحسية إلى الخبرات الفعلية المجردة.
- استخدام الوسائل التعليمية والتجارب المختبرية يجعل عملية تعلم المفاهيم سهلاً وممكن التحقيق.
أسباب تدني مهارات التعلم لدى الطلاب
خلال عقود طويلة سادت طريقة ونمط معين في تدريس العلوم داخل مدارسنا، حيث يعتمد النمط التدريسي على الإلقاء والتلقين والحفظ، وأدت نظرتنا إلى العلم بشكل عام وإلى المنهج الدراسي بشكل خاص إلى شيوع هذا النمط التدريسي. فالعلم كما يعتبره الكثير منا هو مجموعة من الحقائق، والقوانين، والنظريات، والمنهج ما هو إلا موضوعات مقررة بين دفّتي الكتاب المدرسي، حيث أدت هذه النظرة القاصرة لمفهوم العلم والمنهج إلى تدني مهارات التعلم لدى الطلاب، كما ساهمت في ترسيخ طرق التدريس المباشر المعتمد على التلقين والحفظ.[3]
المراجع
- ^ أ ب الدكتور فخري اللفلاح (2013)، معايير البناء للمناهج وطرق تدريس العلوم (الطبعة الأولى)، عمان- الاردن: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، صفحة 16-17-46-47. بتصرّف.
- ↑ "Science", www.britannica.com, Retrieved 23-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت نبيهة صالح السامرائي (2014)، الإستراتيجيات الحديثة في طرق تدريس العلوم (الطبعة الأولى)، عمان- الاردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، صفحة 11، 15، 23. بتصرّف.