يُعتبر القرنان السابع عشر والثامن عشر بمثابة فترة الاندفاع والحيوية للقوى العربيّة في منطقة الخليج العربي، حيث ظهرت في كل رقعة من رقاعه قوّة عربيّة مُتميّزة، وكان بداية الظهور لدولة اليعاربة في عُمان، وهي واحدة من القبائل التي هاجرت من اليمن[1] وتعود نشأة هذه الدولة إلى عام 1624م/1034هـ، ومن الأمور التي ساعدت على نشأتها هي مُعاناة البلاد من الفوضى السياسيّة عند نهاية عهد النباهنة، واستمر حُكمها مُدّة خمسة قرون من الزمن، ويُعتبر ناصر بن مرشد أوّل إمام لدولة اليعاربة.[2]
كانت دولة اليعاربة مركزاً مميزاً ومزدهراً في الداخل والخارج، ووُصفت بأنَّها أقوى الدول البحريّة التي قطنت في منطقة الخليج العربي، وشرق القارة الأفريقيّة خلال فترة القرن السابع عشر الميلادي، ولقد حقق ناصر اليعربي العديد من الإنجازات منذ بداية حكمه؛ حيث تمتعت البلاد بالرفاهية، والمجد، والقوة، وبدأ حُكمه من خلال توحيد البلاد، ونشر الأمن، وبناء الحصون والقلاع، وتنظيم الجيش؛ ولذلك تمكّن من اخضاع القبائل وتوحيدها تحت زعامته،[1] وبالتالي فقد حقّق الوحدة والازدهار الاقتصادي العُماني، وتمكنّت عُمان من إقامة مشاريع مُمتدة من شرقي القارة الأفريقيّة، وصولاً إلى السواحل الغربيّة للهند.[3]
خاضت دولة اليعاربة صراعاً لا مثيل له مع البرتغاليين، ونجحت في طردهم من منطقة الخليج العربي،[1] وقد نتج عن ذلك العديد من النتائج، وهي على النحو الآتي:[2]
حكم دولة اليعاربة مجموعة من الأئمّة، وهم على النحو الآتي:[4]
شهد عهد الأئمة اليعاربة الأواخر نزاعاً حول السلطة، وقاد هذا النزاع الأسريّ إلى انقسام أهل عُمان إلى قبيلتين متنازعتين، وهما: الهناوية والغافرية، ثمَّ تحوّل النزاع على السلطة إلى صراع مباشر بين شيوخ القبائل، وعلماء الإباضية، ونتج عن هذه الحالة الاحتلال الفارسي لعُمان، ووقوع دولة اليعاربة تحت أيدي الفرس عام 1749م،[5] وأُقيمت الدولة البوسعيدية تحت زعامة الإمام أحمد بن سعيد بن محمد بن سعيد البوسعيدي على أنقاض الدولة اليعربية.[2]