عندما تمتلك الدولة حكماً خاصّاً بها، فيتولى حكمها أبناء شعبها، دونَ أن تخضعَ لإرادة أجنبيّة، تسمّى دولةً مستقلّةً، لذا يحتفلُ الشعبُ بذلك اليوم المسمّى بيوم عيد الاستقلال، الذي حصلت فيه أوطانهم على استقلالها، وتخلّصت من سيطرة الدولِ الأخرى، وهو يومٌ ثابتٌ في كلّ عامٍ، مرتبطٌ بذكرى الحريّة والتحرر من عبوديّة الدولةِ المحتلّة، ويعزز الروحَ الوطنيّةَ لدى أبناءِ الوطنِ، ويوحدهم تحت رايةِ الاستقلالِ رغمَ اختلافِ عشائرهم أو دياناتهم، فيتذكرونَ أمجادَ أجدادهم وجهودهم في سبيلِ الحريّةِ، ويسعونَ لإكمالِ ما صنعه أجدادهم من أجلِ الوطنِ، للحفاظ على الاستقلال والنهوض بالوطن.[1]
يختلفُ اليوم الذي تحتفلُ فيه كلّ دولةٍ عن الأخرى، بحسبِ اليوم الذي تحررت فيه من الاحتلالِ وحصلت على استقلالها، وفيما يلي تواريخ يوم عيد استقلال الدول في الوطن العربيّ:[2]
يحتفلُ الشّعبُ بيومِ استقلالِ بلادهم، تعبيراً عن حبّهم وانتمائهم للوطن، وتعزيزاً لشعورهم بالفخرِ لانتمائهم له، فتتزيّن الطرقاتُ، وتعلو أصوات الأغاني الوطنيّة في الإذاعاتِ، وتعقدُ الاحتفالاتِ والمهرجاتِ في الشوارعِ والمدارسِ والمسارحِ، وتمتلؤ الصحفُ بالتهنئة والتبريك للشعبِ وقيادته بهذه المناسبةِ العظيمة، ولكلّ دولةٍ طريقةٌ مميّزة في الاحتفالِ بيوم استقلالها، تعبّرُ فيها عن امتنانهم لتمتع دولتهم بالحريّة.
بذلت الأوطان العربيّة الكثيرَ في سبيلِ الحريّة، لذا نجدُ الاحتفالاتِ بيومِ الاستقلالِ فرحاً وفخراً للمواطنينَ، فيحتفلونَ على طريقتهم الخاصّة، وفيما يلي نبذة سريعةٌ عن الاحتفالاتِ في بعض الدول العربيّة:
ترتبطُ الاحتفالاتِ في دولِ العالمِ بالعديد من الأنشطةِ والتقاليدِ الجميلةِ، التي تجمعُ المواطنينَ معاً في الشوارعِ والساحاتِ للاحتفالِ، وتتميّز كلّ دولةٍ بمجموعةٍ من الممارساتِ التي تجعل هذا اليومَ حدثاُ لا ينسى، ومنها:[8]
عندما تكونُ الدولةُ واقعةً تحتَ الاستعمارِ، لا يهدأ شعبها حتّى يستعيدَ استقلاله، فيقاومُ المتحلّ بشتى الوسائلِ، وتحرّكه العديد من الأسبابِ لهذا النضال، فبعض الشعوب يحرّكها انتماؤها الدينيّ، كالجزائرِ التي كانت أوّل دولةٍ عربيّةٍ مستعمرة، إذ عملَ فقهاؤها على تدشينِ الأرواحِ بالمقاومة، وقد تكون العشيرةُ والانتماء القبليّ دافعاً للمقاومةِ، كقبيلةِ الزبيديّة العراقيّة التي عرفت ببسالتها في ثورة العشرين بالعراق، أمّا الأقباط والمسيحيّون فقد يدفعهم للنضالِ شعورهم القوميّ وانتماؤهم الوطنيّ، ويظهر ذلك جليّاً في مقاومةِ الأقباطِ الوطنيّة في ثورة 1919م بقيادة سعد زغلول.[9]