بحث عن محمود درويش
الظلم والإبداع
كثيراً ما تتسبّب الثَّورات والظُّلم والاضطهاد بوِلادة مُبدِعين في الفُنون الأدبّية، مثل الشِّعر أو النَّثر أو الخواطِر أو القصَص الأدبيّة وغيرها، حيث يلجأ إليها الأشخاص للتعبير عما يجول في خاطِرهم، وللتعبير عن مشاعِرهم المُختلفة، سواء كانت بسبب الظُّلم أو العُنف أو أي مشاعرٍ أخرى، وتُعتبر الثَّورات الفلسطينيَّة من أكثر الثَّورات التي أنتجت الشُّعراء، والكتَاب المبدِعين الذين يحارِبون الظّلم والاضطهاد باستخدام قلمِهم الذي يكون أحياناً أقوى من السيف نفسه.
الشاعِر محمود درويش اسمُ أشهر من النار على العَلَم كما يقولون، فقد ولدته الثَّورات الفلسطينيَة، والمعاناة الشعبيَة بسبب الاحتلال الصهيوني للبلاد.
محمود درويش
ولِد محمود درويش عام 1941 لعائلةٍ مكوَّنة من خمسة أولاٍد وثلاثَ بناتٍ، وهو الابن الثاني في العائِلة، لقد كانت عائلَة محمود درويش تسكن في قرية البروة الفلسطينيَة وفيها وُلِد، وتقع على بعد 12.5 كيلومتراً عن ساحِل سهل عكّا من الجهة الشرقيّة، وقرية البروة الآن غير موجودة؛ لأنّ الاحتلال هدَمها وبنى مكانَها قرية احيهود الإسرائيليّة.
حياة محمود درويش
انتقلت عائِلة محمود درويش إلى دولة لِبنان عام 1948م شأنها بذلك شأن الكثير من الأُسر الفلسطينيّة، التي هُجِّرت إلى خارِج فلسطين في ذلك الوقت، وكان عُمْر محمود درويش سَبع سنين، إلّا أنّه لم يمكث في لبنان إلا عاماً واحداً، ثم عاد إلى فلسطين متخفيّاً، واستقر في قرية دير الأسد لفترةٍ صغيرةٍ، ثمّ استقر في قرية الجَديدة، وكان يخشى أن تكتِشفه السُّلطات المحتَّلة فيتمّ تهجيره مرةً أخرى، فعاش من دون جنسيَّة.
درَس محمود درويش في مدرسة دير الأسد متخفِّياً، ثم انتقل إلى مدرسة كفر ياسين لإكمال دراسته الثانويّة.
وبعد ان أنهى دراستَه الثانويَة انتسب إلى الحِزب الشيوعي الإسرائيليّ فقد كان يعمل في صحافة الحِزب، حيث كانت أعمالُه عبارة عن أشعارٍ وكتاباتٍ سياسيَة، مما أدّى إلى اعتقالِه أكثرَ من مرّةٍ بين العامين 1961 إلى1972، حيث انتقل إلى الاتِّحاد السوفييتي ليُنهي تعليمه، ثم انتقل في العام نفسه إلى مصر، والتحق بمنظمة التَّحرير الفِلسطينيَة، ثم انتقل إلى لبنان، وعمِل هناك في مؤسسات النَّشر والدِّراسة التي تُشرف عليها المنظمة.
وقد شغل محمود درويش الكثير من المناصِب، منها رئيس رابِطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسّس مجّلة الكرمل، وقد كان يسكن في باريس عندما أخذ إذناً لدخول فلسطين من أجل زيارة والدته، فقدم وفد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي من العرب واليهود للسماح له بالبقاء في فلسطين، وسُمِح له بذلك.
مؤلفات محمود درويش
يُعد محمود درويش شاعِر الثورة الفلسطينية، وقد حصل على الكثير من الجوائِز، كما ألفّ الكثير من الكتب و الدوواين الشعرية والخواطر منها: عصافير بلا أجنحة، وأوراق الزيتون، وعاشق من فلسطين، وآخر الليل، ومطر ناعم في خريف بعيد، ويوميات الحزن العادي، ويوميات جرح فلسطيني، وحبيبتي تنهض من نومها، ومحاولة رقم 7، وأحبك أو لا أحبك، ومديح الظل العالي، وهي أغنية ... هي أغنية، ولا تعتذر عما فعلت، وعرائس، والعصافير تموت في الجليل، وتلك صوتها وهذا انتحار العاشق.