-

بحث عن مفهوم الدين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الديانات في العالم

تعتنق معظم البشريّة الأديان السماويّة والوضعيّة في مختلف أنحاء العالم، وتشير الإحصائيّات إلى أنّ الدين المسيحي يأتي في المرتبة الأولى من حيث الانتشار، حيث يعتنقّه معظم سكان أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وأجزاء متفرّقة من العالم، بينما يأتي الإسلام وهو دين الحق الخاتم في المرتبة الثانية من حيث الانتشار، حيث يعتنقّه معظم سكان شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، ثمّ تحلّ الديانات الأخرى مثل: اليهوديّة والهندوسيّة والبوذيّة وغير ذلك من ديانات أخرى بنسب انتشار مختلفة.

مفهوم الدين لغةً واصطلاحاً

الدين لغةً مشتقّ من فعل دان ومعناه اعتنق أو التزم، وتشتق من هذا الفعل كثيرٌ من المعاني منها الدين وهو الذمّة المستحقّة على الإنسان، والإدانة وهي حكم القاضي الذي يصدر في حقّ شخصٍ ارتكب جرماً معيّناً، يكون هذا الحكم لازماً له مستحقّ التّنفيذ.

اصطلاحاً يعرف الدين بأنّه منظومة الأفكار والمبادىء والمعتقدات التي تشكّل مرجعيّة للإنسان في حياته، وتعطيه تفسيراً للكون والحياة، وتلزمه باتباع منهج معيّن وممارسة طقوس أو شعائر معيّنة تؤشّر على صدقيّة انتمائه إلى الدّين الذي يؤمن به، وقد ورد هذا المفهوم في القرآن الكريم في قوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)[آل عمران:19]، ليشير إلى ما يعتنقه ويلتزم به الإنسان في حياته من الأفكار والمعتقدات التي يسير على نهجها، ووفق هديها.

أهميّة الدين في حياة الإنسان

لا شكّ أنّ مفهوم الدّين في حياة النّاس يدلّ على جزءٍ كبير من هويتّهم وحضارتهم الإنسانيّة، ويطبع شخصيّاتهم وطريقة تعاملهم وسلوكيّاتهم في الحياة، وقد تطوّر مفهوم الدّين لدى الإنسان وأخذ أشكالاً مختلفة ركّزت على الاعتقاد والسّلوك والأخلاق في الحياة، كما تبدّت أهميّة الدّين في حياة الإنسان في تنظيم علاقته بربّه جلّ وعلا حينما وضعت الأديان السماوية منهجاً في العبادة وممارسة الشعائر التي تقرّب إلى الله تعالى، كما أنّ الشرائع التي أتت بها الأديان السماوية كانت دستوراً شاملاً لكل جوانب الحياة الإنسانية، وبما يجنّب الناس التيه والزلل أو اتباع الأهواء.

أقسام الدّيانات

لو تأمّلنا في الأديان التي ظهرت قديماً وحديثاً لوجدناها تنقسم إلى قسمين:

الأديان سماويّة

هي الأديان التي أنزلها الله سبحانه على رسله، وهي اليهوديّة، والمسيحيّة، والإسلام، ولا شكّ أنّ معنى الأديان السّماويّة يدلّ على الشّرائع، لأنّ الدّين عند الله سبحانه هو دين واحد وهو الإسلام، أمّا الشّرائع السماوية فمختلفة بحسب الزّمان والمكان، وإنّ نزول الشّريعة الخاتمة على النّبي الخاتم محمّد عليه الصّلاة والسّلام نسخت جميع الشّرائع قبلها، فلا يقبل الله إيمان عبدٍ ما لم يؤمن بدين الإسلام.

الأديان الوضعيّة

هي الأديان التي اختلقها الناس من أنفسهم، ومن اجتهاداتهم البشريّة، ورؤيتهم القاصرة، ولا شكّ أنّ تلك الأديان ليست سوى أفكار ومعتقدات حاولت الوصول إلى الحقّ والحقيقة، ولكنها ضلّت عنها وأضلّت كثيراً من البشر، وقد ركّزت بعض هذه الأديان على تهذيب أخلاق الإنسان والسّمو بها مثل البوذيّة، بينما ركزت أديان أخرى على الشّرائع والأحكام مثل الهندوسيّة وغيرها.