-

بحث عن قصة موسى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

موسى عليه السلام

أرسَل الله تعالى الأنبياء والرسل على فتراتٍ لإخراج الناس من الضلال، وكان الناس بعد موت النبي يعودون مرّةً أخرى للضلال، فيُرسل لهم عز وجل نبياً آخر، وهذا ما حصل مع النبي موسى عليه السلام؛ حيث أرسله الله تعالى لبني إسرائيل بعد ضلالهم عن الطريق وقد كانوا من قبل من الذين هداهم سيدنا يوسف عليه السلام.

قصّة مولد سيّدنا موسى عليه السلام وطفولته

كانت لسيّدنا موسى عليه السلام منذ ولادته قصةٌ غريبةٌ؛ إذ وصل الأمر إلى فرعون فاقترح عليه مُستشاروه قتل الأولاد الذكور سنّةً وتركهم السنة التي تليها حفاظاً على قوم بني إسرائيل من الاندثار، واستجاب فرعون لهذه الفكرة، وحملت أمّ عيسى بولدها هارون وولدته في العام الذي لا يُقتل فيه الذكور فولدته بكل سلامٍ وأمان، ولكن حَملت بسيّدنا موسى عليه السلام في العام الذي يليه فخافت عليه من جنود فرعون فولدته بالسرّ وأرضعته، إلى أن جاءها أمر الله تعالى بوضعه في صندوقٍ خشبيّ ورميه في اليم فاستجابت أم موسى للأمر متوكّلةً على الله.

حمل الموج سيّدنا موسى عليه السلام في صندوقه إلى قصر فرعون، وأُحضر الصندوق إلى امرأة فرعون التي كانت مختلفةً عن زوجها الظالم فقد كانت مؤمنةً ورحيمة، فأمرت بفتح الصندوق وعندما شاهدت موسى أنزل الله تعالى محبته في قلبها، وطلبت من فرعون السماح لها بتربيته فسَمَح لها، ثمّ أمرت بإحضار المراضع لإرضاع الطفل إلّا أنّه رفضهنّ جميعاً إلى أن قيّد الله تعالى له أمه، فأعاده إليها مرّةً أخرى، وسمحت لها امرأة فرعون بإرضاعه في بيتها وتربيته إلى أنْ تتمّ الرضاعة، أعادت أم موسى موسى إلى قصر فرعون ليتربّى هناك، ولقي أعظم تربيةٍ وتعليمٍ.

خروج موسى عليه السلام من مصر

في يومٍ من الأيام كان موسى ماشياً في الطريق وشاهد رجلان يقتتلان فاستنجده الذي من شيعته فنصره بأن دَفَع الآخر عنه إلّا أنه مات، ولم يقصد موسى ذلك، وفي اليوم التالي وجد نفس الشخص الذي من شيعته يتقاتل مع رجلٍ آخر فعِلم أنّ الذي من شيعته هو من عليه الإثم فنهره، فظنّ الرجل بأنه سيقتله كما فعل مع الآخر في الأمس، فذكّره بما حصل معه بالأمس، فخرج موسى بعيداً عن بطش فرعون.

خرج موسى تائهاً لا يعلم أين يذهب وإنما إرادة الله هي التي كانت تُسيّره إلى أن وصل إلى مدين، فاستراح عند عينٍ عظيمةٍ وشاهد فتاتان بعيدتان عن العين تنتظران أن ينتهي الرّعاة من الماء لتحصلا على الماء فساعدهما، وعندما عادا إلى والدهما الشيخ الكبير قصّا عليه ما حدث فطلب أن يحضرا موسى له، وقال لموسى إنّه يَنوي تزويجه إحدى ابنتيه على أن يعمل لديه في رعي الغنم ثمانيَ سنوات، وإنْ أتمم عشر سنوات فمن كرمه.

بعد إتمام العهد أخذ موسى أهله عائداً إلى مصر وفي الطريق جاءه نداء الله تعالى بأمْر حمْل رسالة الدعوة إلى فرعون، ومن هنا بدأت رحلة موسى النبي عليه السلام في دعوة قومه.