-

أشعار الشافعي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشافعي

أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي المطلبي، مؤسس المذهب الشافعي، ولد في غزة عام 150هـ، توفي والده وهو صغير، فارتحلت به أمه إلى مكة حيث نشأ فيها. حفظ القرآن في صباه، وفي مكة لازم مسلم بن خالد الزنجي شيخ الحرم ومفتيه، فتتلمذ على يديه حتى أذِنَ له بالإفتاء، ثم رحل إلى المدينة حيث اضطر للعمل نظراً لفقره، فتولى عملاً في اليمن، إلا أنه تمّ اتّهامه بالتآمر ضد الدولة العباسية، ونُقِل لهذ السبب إلى بغداد، وكاد أن يُقتل لولا أنّ شهادة محمد بن الحسن ودفاع حاجب الرشيد الفضل بن الربيع عنه أنقذا حياته، فأطلق الرشيد سراحه. وكانت هذه المحنة مصدر خير للشافعي؛ فقد توثقت إثرها صلته بالإمام محمد بن الحسن، وأخذ عنه فقه العراق، ليعود الشافعي بعدها إلى مكة، ولكنه عاد إلى العراق ليتفرّغ للكتابة، أهمّها كتاب الرسالة. إلا أنّ إقامته في مصر هي التي أظهرت مواهبه وقدرته الكلامية العالية. توفي في مصر عام 204هـ. (1)

أشعار الشافعي

  • التوكل على الله

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي

وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي

وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني

وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ

سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ

ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ

ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً

وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ

  • دعوة إلى التعلم :

تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً

وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ

وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ

صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ

وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً

كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ

  • يعيش المرء

يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ

ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ

إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي

وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ

  • واحسرة

وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً

يَعِيشُها بعَد أَوِدَّائِه

عمرُ الفتى لو كان في كفِّه

رمى به بعد أحبَّائهِ

  • أتهزأ بالدعاء؟

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ

وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ

لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ

  • يخاطبني السّفيه

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ

فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا

يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً

كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

  • لمّا عفوت

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ

أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ

لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ

كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ

وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ

قصائد الشافعي

من القصائد التي نظمها الشافعي ما يأتي:

دع الأيام تفعل ما تشاء

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ

وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي

فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً

وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا

وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب

يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ

ولا تر للأعادي قط ذلا

فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترجُ السماحة ََ من بخيلٍ

فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي

وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ

ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا

فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ

وأرضُ الله واسعة ً ولكن

إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ

فما يغني عن الموت الدواءُ

بَلَوْتُ بَني الدُّنيا

بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ

سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه

فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة ِ صَارِماً

قطعتُ رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ

وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ

غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم

وليس الغنى إلا عن الشيء لابه

إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً

وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ

فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها

ستبدي له مالم يكن في حسابهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً

يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ

أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى

وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ

وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً

وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه

فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَجْدُودَاً حَوَى

فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَجْدُودَاً حَوَى

عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدِّقِ

وَإذا سَمِعْتَ بأنَّ مَحْرُوماً أَتَى

مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ

لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الغنى لوَجَدْتَنِي

بنجومِ أقطارِ السماءِ تعلقي

لكنَّ من رزقَ الحجا حرمَ الغني

ضِدَّانِ مُفْتَرقَانِ أيَّ تَفَرُّقِ

وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّ امرؤٌ

ذُو هِمَّة ً يُبْلَى بِرِزْقٍ ضَيِّقِ

وَمِنَ الدليل عَلَى القَضَاءِ وحكْمِهِ

بؤسُ اللبيبِ وطيبُ عيشِ الأحمقِ

إنَّ الذي رزقَ اليسارَ فلم ينل

أجراً ولا حمداً لغيرُ موَّفقِ

وَالجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمرٍ شَاسعٍ

والجَد يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغَلقِ

كُنْ سَائراً

كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ

وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباً في ديْرِهِ

واغسل يديك من الزَّمانِ وأهلهِ

وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ

إني اطَّلعتُ فلم أجد لي صاحباً

أصحبهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ

فتركتُ أسفلهم لكثرة ِ شرهِ

وتركتُ أعلاهمُ لقلِّة خيره

الدهر يومان

الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ

وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ

أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ

وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ

وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا

وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

المراجع

(1) بتصرّف عن مقالة الإمام الشافعي، islamstory.com