-

علامات حب العبد لله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حبّ العبد لله

يحبّ الإنسان في حياته العديد من الأشحاص، والأشياء المختلفة من حوله، فيحبّ نفسه، ويحبّ المال، ويحبّ عائلته، وغيرها، إلّا أنّ المؤمن يتقدّم لديه حبّ الله تعالى على حبّ أيّ شيءٍ آخر، فحبّ الله تعالى يقع في قلوب المؤمنين في مرتبةٍ لا ينافسها فيها أيّ أمرٍ آخر، ولهذا كان حبّ الله تعالى أحد أركان الإيمان والدّلالة على ارتقاء الإنسان إلى أعلى درجات الإيمان، فيقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجَد حلاوَةَ الإيمانِ: أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلا للهِ، وأن يَكرهَ أن يَعودَ في الكُفرِ كما يَكرهُ أن يُقْذَفَ في النارِ) [صحيح البخاري].

علامات حبّ العبد لله تعالى

قد يدّعي العديدون محبّتهم لله تعالى وأنّها تتقدّم على محبة أيّ شيءٍ آخر، إلّا أنّ لحبّ الله علامات يعلمها كلّ شخصٍ إن صدق مع نفسه، فمن أحبّ الله تعالى حقّاً قدّم حبّه على أيّ شخصٍ، أو أمرٍ آخر، فمهما امتحنه الله بمغريات الدّنيا قدّم المؤمن أوامر الله تعالى على كلّ شيءٍ آخر، فهذا إبراهيم عليه السّلام قدّم حبّه لله تعالى على حبّ ولده إسماعيل عندما أمره الله أن يذبحه في الرؤيا، وكذلك إسماعيل عليه السلام قدّم حبّ الله تعالى على حبّ نفسه فالتزم لأمر الله وقدّم نفسه للفداء، طوعاً منه، فجزاهما الله خير الجزاء، وفدى إسماعيل بالكبش وكان إبراهيم خليلاً له سبحانه وتعالى. ومن أحبّ الله تعالى التزم بما أمر به، وابتعد عمّا نهى عنه، بالرّغم من شهواته، و وسوسة شياطين الإنس والجنّ من حوله، فيقول الشّافعيّ:

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه

لو كان حبّك صادقاً لأطعته

من أحبّ شخصاً أيضاً لم يفارق باله أبداً، ودوماً ما تراه يذكره في أيّ مكان، وهكذا أيضاً من أحبّ الله تعالى أكثر من ذكره، وتذكّره في جميع حركاته وسكناته، وعلم أنّ الله تعالى يراقبه دوماً؛ لهذا يعمل جاهداً على أن تكون كلّ أعماله في سبيل إرضائه تعالى، ومن أحبّ الله تعالى أكثر من قراءة القرآن والصّلاة، فهاتان هما الطّريقتان المتاحتان للمسلم كي يخاطب الله تعالى، فإن أراد أن يسمع كلام الله قرأ القرآن، وإن أراد أن يخاطبه تعالى صلّى له.

يقتضي حبّ الله تعالى على المؤمن أيضاً أن يرضى بما كتبه الله تعالى له، وأن يحبّ ما يحبّه الله، ويكرّه ما يكرهه، وأن يكون رحيماً بالمؤمنين عزيزاً على الكافرين كما أمره الله تعالى أن يكون، ويحبّ في الله ويبغض في الله، ويجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ووقته.

من علامات حبّ الله تعالى، حبّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يمكن للإنسان أن يحبّ الله تعالى ولا يحبّ رسوله الكريم الذي اصطفاه على البشر أجمعين، وأمر النّاس في القرآن الكريم بحبّه وتقديم حبّه على حبّ من سواه من الخلق، وليس هذا فقط، بل إنّه يحبّ جميع الرّسل والأنبياء الذين بعثهم الله هداةً للنّاس، وأمرهم بعدم التّفرقة فيما بينهم وحبّهم جميعاً.