-

علامات هبوط السكر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

هبوط السكر

يُعدّ هبوط السكر في الدّم (بالإنجليزية: Hypoglycemia) عرضاً للعديد من الأمراض وليس مرضاً بحدّ ذاته، وعند الحديث عن هبوط السكر في الدّم يتبادر إلى أذهان الكثير من النّاس أنّه يرتبط بالإصابة بمرض السكري، إلا أنّ هناك العديد من الأسباب والأمراض الأخرى التي يُمكن أن تؤدي إلى هبوط السكر في الدم، ويعدّ الشخص مُصاباً بهبوط السكر إذا كان مستوى السكر في الدّم أقل من 4 ملمول/ لتر، أي ما يعادل 72 ملغم/ ديسيلتر. ويجدر بيان أنّ تنظيم مستوى السكر في الدّم يتمّ من خلال مجموعة من العمليات المعقدة تتمّ بفعل تأثيرهرمونين أساسيين؛ هما: هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) المسؤول عن خفض مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، وهرمون الجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) الذيْن يُفرزهما البنكرياس، فبعد تناول الطعام يتمّ تحطيم الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي إلى أنواع مختلفة من جزيئات السكر من بينها سكر الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) الذي يُعدّ المصدر الرئيسيّ للطاقة في الجسم خاصة في الدماغ، ونظراً لأنّ الدماغ لا يستطيع تخزين أو تصنيع الجلوكوز، فإنّه يحتاج إلى إمدادات مستمرة منه. وبعد دخول الجلوكوز إلى الدّم يتمّ إدخاله إلى الخلايا للاستفادة منه عن طريق هرمون الإنسولين ، ويتمّ تخزين السكر الفائض عن حاجة الخلايا على شكل جليكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) في الكبد والعضلات لاستخدامه عند انخفاض مستويات الجلوكوز؛ حيث يقوم هرمون الجلوكاغون برفع مستوى السكر في الدم عند انخفاض مستوياته من خلال تحرير السكر المُخزّن في الكبد والعضلات.[1]

علامات هبوط السكر

يُؤدّي انخفاض مستوى السّكر في الدم إلى إفراز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) المعروف بهرمون الكرّ والفرّ والذي يؤدي إفرازه إلى ظهور العديد من الأعراض والعلامات التي قد تختلف من شخص لآخر. وعند الحديث عن أكثر الأعراض والعلامات المُصاحبة لانخفاض السكر لدى نسبة كبيرة من الناس، نجدُ أنّها تشمل ما يأتي:[2]

  • زيادة التّعرق وزيادة رطوبة الجلد.
  • الشعور بالارتعاش والقشعريرة.
  • الإصابة بالصّداع.
  • عدم وضوح الرّؤية أو ضعفها.
  • الشعور بالعصبيّة والقلق، إضافة إلى التهيّج ونفاد الصبر.
  • الشعور بالدوخة.
  • الشعور بالارتباك.
  • تسارع نبضات القلب.
  • الشعور بالضّعف العامّ وانعدام الطاقة.
  • شحوب لون الجلد.
  • الشعور بوخزٍ أو تَنميلٍ في الشفتين والخدّين واللسان.
  • رؤية الكوابيس والبكاء أثناء النوم.
  • الإحساس بالنّعاس.
  • الشّعور بالجوع.
  • المُعاناة من الغثيان.
  • ضعف تناسق الحركة.

وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال استمرار هبوط السكر في الدم لفترة طويلة دون علاج، فإنّ كمية السّكر الواصلة إلى الدماغ ستقلّ ويتوقّف الدماغ عن القيام بوظائفه على الوجه المطلوب، كما أنّ استمرار هبوط السكر في الدم قد يؤدّي إلى عدم وضوحٍ في الرؤية، وصعوبةٍ في التركيز، بالإضافة للشعور بالارتباك، والتّلعثم في الكلام، والشعور بالخدر والنّعاس، وكذلك حدوث التشنّجات، والإصابة بالغيبوبة، وفي حالات نادرة جداً قد يؤدّي إلى الموت.[2]

أسباب هبوط السكر

أسباب هبوط السكر لدى مرضى السكري

يُمكن أن يكون هبوط السكر في الدم لدى مرضى السكري ناتجاً عن الآثار الجانبية للإنسولين، أوعن استخدام أدوية السكري التي تُساعد على زيادة كمية الإنسولين في الجسم وهي: أدوية السلفونيل يوريا (بالإنجليزية: Sulfonylureas) والميغليتينيدات (بالإنجليزية: Meglitinides). وفي الحقيقة تزدادُ فرصة الإصابة بهبوط السّكر نتيجة الإنسولين أو أدوية السكري في حال عدم تناول كميات كافية من الكربوهيدرات، وتخطّي الوجبات أو تأخيرها عن موعدها المُفترض، وزيادة النشاط البدني، وشرب الكثير من الكحول دون تناول كمية كافية من الطعام، بالإضافة إلى الإصابة بالمرض حيث تنخفض شهية المريض للطعام وتقلّ كمية الطعام المُتناول؛ مما يُسبّب انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم.[3]

أسباب هبوط السكر لدى غير مرضى السكري

يُقسم هبوط السكر في الدّم لدى غير المصابين بمرض السكّري إلى نوعين أساسيّين، هما: نقصُ سكر الدَّم التفاعليّ (بالإنجليزية: Reactive hypoglycemia)، الذي يحدث في غضون ساعات قليلة من تناول وجبة الطعام، ونقصُ سكر الدَّم على الرّيق (بالإنجليزية: Fasting hypoglycemia). ويُعدّ هبوط السكر لدى غير مرضى السّكري حالة نادرة قد تنتج عن الأسباب الآتية:[4]

  • أسباب نقصُ سكّر الدَّم التفاعليّ: وتتضمن ما يأتي:
  • أسباب نقصُ سكَر الدَّم على الرّيق: وتتضمن ما يأتي:
  • الإصابة بمقدّمات مرض السكري (بالإنجليزية: Prediabetes)، أو زيادة خطر الإصابة به؛ الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل في تصنيع الكمية المناسبة من الإنسولين.
  • جراحة المعدة؛ حيث تُسبب زيادة سرعة مرور الطعام في الأمعاء الدقيقة.
  • نقص بعض الإنزيمات التي تُساعد في تحطيم الطعام والاستفادة من سكر الجلوكوز كمصدر للطاقة.
  • تناول بعض الأدوية مثل أدوية الساليسيلات (بالإنجليزية: Salicylates)؛ كالأسبرين، وأدوية السلفا (بالإنجليزية: Sulfonamide medicine)، والبنتاميدين (بالإنجليزية: Pentamidine) المُستخدم لعلاج الالتهاب الرئوي، والكينين (بالإنجليزية: Quinine) المُستخدم لعلاج الملاريا.
  • تناول كميات كبيرة من الكحول.
  • الأمراض الخطيرة التي تُؤثر على الكبد أو القلب أو الكليتين.
  • انخفاض مستويات بعض الهرمونات؛ مثل: الكورتيزول، وهرمون النمو، والجلوكاجون، والأدرينالين.
  • بعض الأورام: مثل أورام البنكرياس التي تصنع هرمون الإنسولين، والورم الذي يصنع هرموناً يُسمّى عامل النمو شبيه الإنسولين-2 (بالإنجليزية: Insulin like growth factor 2).

علاج هبوط السكر

يُعالج هبوط السكر لدى الشخص من خلال تناول 15 جرام من الكربوهيدرات كل 15 دقيقة، إلى أن يرتفع مستوى السكر في الدمّ إلى 70 ملغم/ ديسيلتر على الأقل، ويُنصح بعدها بتناول وجبة من الطعام خوفاً من انخفاض السكر ​​مرة أخرى. وتشملُ مصادر الكربوهيدرات التي يُنصح بتناولها لرفع مستوى السكر بعد هبوطه: أقراص الجلوكوز التي يتمّ تناولها حسب تعليمات الشركة المصنعة، و1/2 كوب من العصير أو الصودا العادية، بالإضافة إلى ملعقة كبيرة من السكر، أو العسل، أو شراب الذرة، وكوب من الحليب غير الدسم أو الذي يحتوي 1٪ من الدهون، والسكاكر الصلبة. وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب الكربوهيدرات المعقدة، والأطعمة التي تحتوي على الدهون مثل الشوكولاتة في العلاج الطارئ لهبوط سكّر الدم؛ لأنها قد تُبطئ من امتصاص الجلوكوز، كما ينبغي التنبيه على ضرورة عدم الإفراط في تناول الكربوهيدرات في السيطرة على هبوط السكر؛ خوفاً من ارتفاع مستوى السكر فوق الحد الطبيعي. ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الصغار يحتاجون إلى كمية أقل من 15 جرام من الكربوهيدرات؛ فعلى سبيل المثال قد يحتاج الأطفال الرُّضع حوالي 6 غرامات من الكربوهيدرات، بينما يحتاج الأطفال حديثي المشي إلى 8 غرامات تقريباً، في حين أنّ الأطفال الصغار قد يحتاجون ما يُقارب 10 غرامات من الكربوهيدرات.[2]

المراجع

  1. ↑ "(All about hypoglycemia (low blood sugar", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "(Hypoglycemia (Low Blood Glucose", www.diabetes.org, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  3. ↑ "(Low Blood Glucose (Hypoglycemia", www.niddk.nih.gov, Retrieved 18-11-2018. Edited.
  4. ↑ "Nondiabetic Hypoglycemia", www.hormone.org, Retrieved 18-11-2018. Edited.