علامات القيامة الصغرى والكبرى طب 21 الشاملة

علامات القيامة الصغرى والكبرى طب 21 الشاملة

تعريف علامات الساعة

تُعرّف الساعة اصطلاحاً على أنها الوقت الذي تقوم فيه القيامة، ويُبعث فيه الناس للحساب، وقد سُميت بهذا الاسم لأنها تأتي بغتةً فتفاجىء الناس في ساعة، أو لسرعة الحساب فيها، وأما العلامة فتُعرّف لغةً على أنها الأدلة على الشيء، أو الإشارات التي تُنصب في الصحراء لتدل على الطريق، وتُعرّف علامات الساعة على أنها الأحداث التي تدل على قرب يوم القيامة، حيث قال الحافظ ابن حجر: "هي العلامات التي يعقبها قيام الساعة"،[1] ومن الجدير بالذكر أن وقت قيام الساعة من علم الغيب الذي اختصّ به الله تعالى، ولم يُطلع عليه أحداً من عباده، فلا يعلم موعد الساعة نبيٌّ مرسل، ولا ملَكٌ مقرّب، وإنما ينحصر دور الرسل -عليهم السلام- بإنذار الناس من أهوال الساعة وعِظم أمرها، مصداقاً لقوله تعالى: (يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم إِلّا بَغتَةً يَسأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ اللَّـهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ).[2][3]

وقد أشار أهل العلم في مؤلّفاتهم إلى الفوائد العظيمة المترتّبة على إخفاء موعد قيام الساعة عن الناس، ومنها خوف أهل كل زمانٍ من إتيانها فيه، مما يدفعهم إلى مداومة العمل الصالح والإكثار من الطاعات واجتناب المعاصي تحسّباً لقيامها، ولمراقبة الله -تعالى- لأعمالهم، فيلزموا الحق، ويسارعوا إلى الخير، بالإضافة إلى أن إعلان وقت قيام الساعة وتحديد تاريخ ذلك ينافي هذه الحكم العظيمة، وعند اقتراب الأجل قد يصيب المؤمنين الحزن والخوف الشديد الذي يعطّل حياتهم.[3]

علامات الساعة الصغرى

على الرغم من أن موعد قيام الساعة من علم الغيب الذي استأثر به الله -تعالى- لنفسه ولم يُطلع عليه أحداً من خلقه، إلا أن رحمته اقتضت أن يحذّر عباده من قرب أجلها، مصداقاً لقوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)،[4] وقد جعل للساعة علاماتٍ تدل على قرب قيامها، ومن الجدير بالذكر أن أهل العلم قد اصطلحوا على تقسيم علامات الساعة إلى علاماتٍ كبرى، وعلاماتٍ صغرى، ومنهم من قسّمها إلى ثلاثة أقسام: كبرى، ووسطى، وصغرى، حيث اعتبروا خروج المهدي علامة الساعة الوسطى، كما اصطلحوا على تقسيم علامات الساعة الصغرى من حيث الوقوع إلى ثلاثة أقسام: قسمٌ وقع في الماضي وانقضى، وقسمٌ وقع ولا يزال يتكرر، وقسمٌ لم يقع بعد، وفيما يأتي بيان كل قسمٍ منها.[5]

أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العديد من علامات الساعة التي حدثت في الماضي وانقضت؛ وفيما يأتي بيانها:[6]

أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكثير من علامات الساعة؛ فحدث قسمٌ منها في الماضي وبقي يتكرّر إلى زماننا الحاضر، ويمكن الإشارة إلى هذه العلامات فيما يأتي:[6]

ورد ذكر العديد من علامات الساعة في السنة النبوية المطهّرة، ولم تظهر إلى وقتنا هذا، ولكنها ستظهر حتماً في المستقبل كما أخبر الصادق المصدوق، وفيما يأتي بيانها:[6]

علامات الساعة الكبرى

علامات الساعة الكبرى هي الأحداث العظيمة التي تحدث قبل قيام الساعة بوقتٍ قصيرٍ جداً، وتؤذن بانتهاء الحياة الدنيا، وبدء الآخرة، ويكون وقوعها إثر بعضها البعض، ويكون وقوعها إثر بعضها البعض، وهي عشر علاماتٍ ورد ذكرها في الحديث الذي رواه حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، حيث قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ.. وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ في البَحْرِ)،[48] وقد قسّم أهل العلم علامات الساعة الكبرى إلى علاماتٍ أرضيةٍ وعلاماتٍ سماويةٍ، وفيما يأتي بيان كل قسمٍ منها.[49]

العلامات الكبرى الأرضية

إن من العلامات الكبرى الأرضية ما يأتي:

العلامات الكبرى السماوية

إن من العلامات الكبرى السماوية ما يأتي:

ثمرات الإيمان بعلامات الساعة

ذكر أهل العلم العديد من ثمرات الإيمان بعلامات الساعة، ويمكن الإشارة إلى بعضها فيما يأتي:[69]

المراجع

  1. ↑ محمد المنجد، فقه أشراط الساعة، صفحة 17-18. بتصرّف
  2. ↑ سورة الأعراف، آية: 187.
  3. ^ أ ب محمد المنجد، فقه أشراط الساعة، صفحة 31 - 33. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سورة القمر، آية: 1.
  5. ↑ "دليل المسلم الجديد - (34) علامات الساعة الصغرى والكبرى "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت عمر الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 298-299. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 4936، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 3176، صحيح.
  9. ^ أ ب ت محمود رجب حمادي الوليد، كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن، صفحة 21-24.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3868، صحيح.
  11. ↑ "(2) علامات الساعة التي وقعت وانقضت"، www.ar.islamway.net، 2014-09-12، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.
  12. ↑ عمر سليمان الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 154. بتصرّف.
  13. ^ أ ب الشيخ ندا أبو أحمد (10-7-2017)، "علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-9-2019. بتصرّف.
  14. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 3121، صحيح.
  15. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 2889، صحيح.
  16. ↑ عمر الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 157-161.
  17. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.
  18. ↑ "خروج الدجالين أدعياء النبوة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-9-2019. بتصرّف.
  19. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7115، صحيح.
  20. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 59، صحيح.
  21. ^ أ ب الشيخ محمد شعبان (13-5-2017)، "علامات الساعة ظهرت ولا تزال تتتابع وتتكاثر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2019. بتصرّف.
  22. ^ أ ب ت مصطفى أبو النصر الشلبي (1994)، صحيح أشراط الساعة (الطبعة الثانية)، جدة: مكتبة السوادي، صفحة 108. بتصرّف.
  23. ↑ عمر الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 181-182. بتصرّف.
  24. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  25. ↑ مصطفى أبو النصر الشلبي (1994)، صحيح أشراط الساعة (الطبعة الثانية)، جدة: مكتبة السوادي، صفحة 99-100. بتصرّف.
  26. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 4297، صحيح.
  27. ^ أ ب عمر الأشقر(1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 185-188. بتصرّف.
  28. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2185، صحيح.
  29. ↑ "شرح حديث (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف)"، www.islamweb.net، 1-2-2007، اطّلع عليه بتاريخ 25-9-2019. بتصرّف.
  30. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 3176، صحيح.
  31. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1887، حسن لشواهده.
  32. ^ أ ب ت "ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن؟"، www.islamqa.info، 29-6-2008، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2019. بتصرّف.
  33. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 7064، صحيح.
  34. ↑ محمود رجب حمادي الوليد (2002)، كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن (الطبعة الأولى)، مصر: دار ابن حزم، صفحة 42-44. بتصرّف.
  35. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.
  36. ↑ صطفى أبو النصر الشلبي (1994)، صحيح أشراط الساعة (الطبعة الثانية)، جدة: مكتبة السوادي، صفحة 139. بتصرّف.
  37. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وأنس بن مالك وطلحة بن أبي حدرد والشعبي والحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 5898، صحيح.
  38. ^ أ ب الشيخ ندا أبو أحمد، "علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2019. بتصرّف.
  39. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2181، صحيح.
  40. ↑ عمر الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 197-198. بتصرّف.
  41. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2894، صحيح.
  42. ↑ مصطفى أبو النصر الشلبي (1994)، صحيح أشراط الساعة (الطبعة الثانية)، جدة: مكتبة السوادي، صفحة 136-137. بتصرّف.
  43. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1013، صحيح.
  44. ↑ عمر الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 201. بتصرّف.
  45. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 4250، صحيح.
  46. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3517، صحيح.
  47. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4282، حسن صحيح.
  48. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  49. ↑ محمد بن غيث (1434هـ، 2013م)، أحاديث أشراط الساعة وفقهها (الطبعة الأولى)، صفحة 489. بتصرّف.
  50. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن هشام بن عامر، الصفحة أو الرقم: 2946، صحيح.
  51. ↑ "فتنة الدجال من أعظم الفتن"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-9-2019. بتصرّف.
  52. ↑ سورة الكهف، آية: 93-94.
  53. ↑ سورة الكهف، آية: 97.
  54. ↑ سورة الأنبياء، آية: 96-97.
  55. ↑ عمر سليمان الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 271-275. بتصرّف.
  56. ↑ "علامات الساعة الكبرى"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2019. بتصرّف.
  57. ↑ سورة النمل، آية: 82.
  58. ↑ محمد بن غيث (1434هـ، 2013م)، أحاديث أشراط الساعة وفقهها (الطبعة الأولى)، صفحة 571-573. بتصرّف.
  59. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2183، صحيح.
  60. ↑ " مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2019. بتصرّف.
  61. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2897، صحيح.
  62. ↑ محمد بن غيث (1434هـ، 2013م)، أحاديث أشراط الساعة وفقهها (الطبعة الأولى)، صفحة 592. بتصرّف.
  63. ↑ عمر سليمان الأشقر (1991)، القيامة الصغرى (الطبعة الثالثة)، عمان: دار النفائس، صفحة 260-264. بتصرّف.
  64. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6506، صحيح.
  65. ↑ مصطفى أبو النصر الشلبي (1994)، صحيح أشراط الساعة (الطبعة الثانية)، جدة: مكتبة السوادي، صفحة 299-302. بتصرّف.
  66. ↑ سورة الدخان، آية: 10-11.
  67. ^ أ ب حمود رجب حمادي الوليد (2002)، كشف المنن في علامات الساعة والملاحم والفتن (الطبعة الأولى)، لبنان: دار ابن حزم، صفحة 297-300. بتصرّف.
  68. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2940، صحيح.
  69. ↑ محمد بن أحمد بن اسماعيل المنجد،، فقه أشراط الساعة ، صفحة 23-25. بتصرّف.