فاطمة الزهراء هي فاطمة بنت محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّها خديجة رضي الله عنها، وُلدت قبل بعثة النبي -عليه السلام- بخمس سنواتٍ، وكانت تكنّى بأمّ أبيها، تزوّجها عليّ -رضي الله عنه- في السنة الثانية للهجرة، فأنجبت منه خمسة أولاد، وهم: الحسن، والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، وقد تزوّج عمر بن الخطاب من أمّ كلثوم، وولدت له زيداً، وتزوّج عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من زينب، وأنجبت له عوناً وعليّاً.[1]
قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن الحسن والحُسين سبطيه ابنا فاطمة وعليّ رضي الله عنهما: (أنَّ الحسنَ والحسينَ سيِّدا شبابِ أهلِ الجنَّة) ،[2] فأمّا الحسن -رضي الله عنه- فوُلد في رمضان، في السنة الثالثة للهجرة،[3] وأمّا الحسين -رضي الله عنه- فقد وُلد في السنة الرابعة للهجرة، وتربّى في مجالس القرآن والأخلاق، وقيل إنّه حجّ خمساً وعشرين مرةً، وشهد مبايعة والده على الخلافة سنة خمسٍ وثلاثين، وبقي على مواقف اتّباع الحقّ حتى استُشهد عام أربعين للهجرة.[4]
تذكر كتب التراجم أنّ للسيدة فاطمة -رضي الله عنها- كثيراً من صفات الخير والخصال الجليلة، ويكفيها من ذلك كلّه ما ورد من قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (حَسْبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مريمُ بنتُ عِمرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيلدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحمَّدٍ وآسيةُ امرأةُ فِرعونَ)،[5] ففاطمة كما ذكر والدها -عليه السلام- سيدة نساء الأمة، كما أنّها أمّ سيدا شباب أهل الجنة؛ الحسن والحسين، وعُرفت بتواضعها وزهدها.[6][1]
كانت فاطمة -رضي الله عنها- أشبه الناس برسول الله الذي كان يحبّها حبّاً شديداً، ومن قرب السيدة فاطمة من أبيها أنّها خلفت مقام والدتها خديجة بعد وفاتها، فكانت تخفّف عنه همّه وحزنه، ورجعت إليه تشاوره في أمورها غير مرّةٍ، فاشتكت له مرةً طول عملها في البيت، والنصب الذي يطالها جرّاء ذلك، فكانت وصية النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لها ولزوجها بذكر الله تعالى، وكانت فاطمة عند رأس أبيها قُبيل وفاته، فقالت وهي تراه في أنفاسه الأخيرة: (واكَرْباه، فقال رسولُ اللهِ: لا كَرْبَ على أبيكِ بعدَ اليومِ).[7][8]