-

مدينة سوسة في ليبيا

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مدينة سوسة في ليبيا

يُطلق على مدينة سوسة الليبيّة لقب المدينة الأثريّة، وإنّه لأمر غير مبالغ به لما تحويه من كنوز أثريّة تحكي قصّة تاريخ المدينة وعراقتها، وليس بغريب عليها أيضاً أنّ يُطلق الرومان على منطقة الجبل الأخضر كلل تسمية منطقة المدن الخمس، إذ إنّها تحوي على مدينة قورينا، وأبولونيا، وطلميثه، ويوهيسبرديس برنيقى، وتوكره، والتي تمثّل أهمّ المراكز العمرانيّة الخمسة في ذاك العصر.

عُرفت سوسة باسم أبولونيا نسبة إلى إله الإغريق أبوللو إله الجمال والموسيقا عند الإغريق، وهي مدينة وادعة تتميز بهوائها اللطيف والنقيّ، وجوّها المعتدل لوقوعها على البحر، حيث تنشط فيها السياحة المائيّة مع ممارسة الألعاب المائيّة أيضاً.

موقع مدينة سوسة

تقع مدينة سوسة في الجماهيريّة الليبيّة، على سواحل البحر الأبيض المتوسّط، في شعبية الجبل الأخضر، وتحديداً إلى الجهة الشرقيّة من مدينة البيضاء التي تبعد عنها مسافة تقدّر بحوالي 30 كيلومتراً، وأيضاً إلى شرق مدينة قوريني أو الشحات وتبعد عنها مسافة تقدّر بحوالي 20 كيلومتراً.

معالم مدينة سوسة

يوجد في مدينة سوسة العديد من المعالم الأثريّة والتي مازالت شاهدة حتّى اليوم على الحضارات المتعاقبة في البلاد، ويُعتبر الأكروبوليس من أهم الأجزاء الحصينة الباقية من المدينة الأثريّة القديمة، وكذلك الكنيسة الأثريّة الموجودة خارج سور المدينة، والتي تشتهر في تصميمها ذي الحنية الثلاثيّة.

الحمامات الأثرية

تشتهر بحماماتها الأثريّة والتي تعود للقرن السّادس الميلادي أيّام الحكم البيزنطي، وهي موجودة بجوار القصر، ويُعتبر متحف سوسة من أهمّ المتاحف الموجودة في البلاد، إذ أنّه يضمّ على العديد من الآثار التي عُثر عليها أثناء عمليّات التنقيب والحفر، وناهيك عن اللُّقى، حيث يضمّ العديد من التماثيل، إضافة إلى اللوحات الفسيفسائيّة، وهنالك العديد من النقوش المكتوبة، ويُذكر بأنّه يضمّ قاعدة لتمثالٍ منقوش عليها قصيدة يُرجّح بأنّها للشاعر كاليماخوس وهو يُبجّل الملك ماجاس ملك قورينائية، وتعود هذه القطعة إلى القرن الثالث لما قبل الميلاد.

الميناء القديم

عُثر في البحر على العديد من آثار سوسة وبعض أجزائها غارقة في البحر، وأشهرها الميناء القديم والذي يبلغ طوله حوالي كيلو متر واحد وبعرضٍ يبلغ حوالي 200 متر، وسفينة يبلغ طولها حوالي 20 متراً، ويقع إلى الجهة الشرقيّة منها كهفاً يعود إلى فترة ما قبل التاريخ، وعُثر فيه على جمجمتين تعودان لإنسان النيدرتال، ويقع الكهف على بعد 15 كيلومتراً من المدينة.

تُعتبر هذه المدينة مدينة سياحيّة بامتياز خاصّة لعشّاق السياحة التاريخيّة الأثريّة، وتُقدّم العديد من الخدمات لزائريها خاصّة بوجود المطاعم المتنوّعة فيها بين الرومانيّة والإيطاليّة إضافة إلى العربيّة.