لقد خص الله المرأة المسلمة بمكانةٍ مُتميزة، تمثلت في الاعتناء بحفظ هيبتها وحشمتها، من خلال العديد من الأمور؛ كحفظ مفاتنها باللباس الشرعي المُحتشم الساتر للعورة، والذي يحفظ لبدن من كل مضرةٍ، أو عينٍ لم تُغضّ أدباً وحياءً، ولهذا اللباس العديد من الشروط والمعايير، التي سنذكرها في هذا المقال.
حيثُ تُغطي به المرأة كامل جسمها دون أن تُظهر منه إلّا الوجه والكفين، ولا يُعتبر اللباس الذي تُظهر من خلاله المرأة، جزءاً من يديها، أو ساقيها، أو حتى رقبتها، لباساً شرعياً، حيثُ قال الرسول صلى الله عليه وسلم، مُخاطباً أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجهِهِ وَكَفَّيهِ) [صحيح].
يجب على المرأة المُسلمة تفادي ارتداء الملابس الرقيقة الشفافة، التي تكشف مفاتن جسمها وعورتها التي حرم الله ظهورها للناس، فما نفع الغاية من اللباس إن كانت صاحبته تلبس السترات (المُخرمة)، أو الشفافة التي تُبين جلدها وجسمها.
لا يكفي أن يُغطي اللباس جسم المرأة فقط، بل يجب أن يتسع قليلاً عن جسدها، فلا يُقسم ويفصّل معالمه، ولا يضيق على جزءٍ منه، كأن تلبس بنطالاً ضيقاً، أو عباءةً تُقسم جسمها.
فقد حرم الإسلام أن يكون لباس المرأة، فيه ما يُلفت أنظار الناس ويسترعي انتباههم، كأن تكون فيه ألوانٌ لامعة، أو خرزٌ وبرقٌ، ظاهرٌ للعين وجاذباً لها، فقد قال سبحانه وتعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) [النور:31].
نقصد بلباس الشهرة، هو اللباس الذي تتعمد به المرأة لفت انتباه الناس إليها وإشهار نفسها بينهم، ما يوجه أنظار الرجال إليها ويُلغي القاعدة الأخلاقية العريضة التي دعا إليها الإسلام، وهي غض البصر لدى المرأة والرجل.
حيثُ لعن الله المُتشبهات بالرجال من النساء، والمتشبهين من الرجال بالنساء، فلباس الرجل في الدين الإسلامي يختلف عن لباس المرأة، ولكلٍّ منهما شروطاً وأحكاماً مُختلفة.
إنّ تلك الرائحة تؤدي، إلى لفت الناس إلى وجود المرأة والنظر إليها، وتقع في الفتنة، أو توقع غيرها.
حيثُ تنخدع بعض المُسلمات بلباس غيرهن من نساء الشعوب الأُخرى أو المُتبعات لدياناتٍ أُخرى تحت إطار التقليد، أو اتباع الموضة والتجديد، ولا يعرفن أنّ ذلك مُخالفٌ للشرع، وشروط اللباس التي حددها.
فلا تعمد إلى كشف خصلةٍ منه، لا سيما من مقدمة الرأس، بدافع ما يُسمى بالموضة، وألا يكون شفافاً، أو فيه زينةٌ لافتة للعين، مع ضرورة تغطية الأذنين والرقبة، من خلال حجاب الرأس، وترك التقليد الأعمى القاضي بإظهارهما، وتزيينهما بالأقراط.