الأسبوع الأول والثاني من الحمل لا تكون المرأة حامل فعلياً، فالحمل عادةً ما يحدث بعد أسبوعين من بدء آخر دورة شهرية، وعند حدوث الحمل، يتم احتساب فترة الدورة الشهرية من ضمن مدة الحمل،[1] حيث يمكن أن تحدث إباضة البويضة في الرحم في اليوم الخامس عشر للدورة مدتها 28 يوماً، ويمكن أن تحدث الإباضة بين اليوم التاسع وحتى اليوم الواحد والعشرين،[2] في الأسبوع الثالث يكون الجنين صغيراً جداً، بحيث يكون بحجم رأس الدبوس، ويكون عبارة عن مجموعة من حوالي 100 خلية تتكاثر، وتنمو بسرعة، ومن ثم تُشكل الطبقة الخارجية خلايا المشيمة، والطبقة الداخلية الجنين، وتنمو البويضة الملقحة، ويتشكل كيساً مائياً حولها، ويتم تعبئته تدريجياً بالسوائل، وهو ما يسمى بالكيس الأمنيوسي (Amniotic Sac)، وتتطور المشيمة التي تعمل على نقل المواد المغذية من الأم للطفل، ونقل نفاياته، ويتشكل الشكل الأول للجنين على شكل دوائرة داكنة وكبيرة للعيون، ويتطور الفم، والفك السفلي والحنجرة، وتتشكل خلايا الدم، وتبدأ الدورة الدموية في العمل، وفي نهاية الشهر الأول، يبلغ طول الجنين حوالي 0.635 سنتيمتر.[3]
يبدأ كل من القلب والدماغ، والحبل الشوكي، والعضلات، والعظام للجنين بالتطور، وتستمر المشيمة في تغذية الطفل، ويظهر الحبل السري، ويربط الطفل لتوصيل الدم له، وفي الأسبوع السادس تبدأ العيون، والأطراف بالتشكل، ويمكن سماع نبضات قلب الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية،[4] وفي الأسبوع السابع، تنمو اليدين والقدمين، وتستمر العديد من الأجزاء في التطور، مثل: القلب، والأمعاء، والرئتين، والدماغ، والحبل الشوكي، والأنف، والفم، والعينين، وفي الأسبوع الثامن، وتتشكل طيات الجفن والآذان، وتتطور أصابع اليدين، والقدمين، ويتم تشكيل الجهاز العصبي بشكلٍ جيد، ويبدأ الجهاز الهضمي والأعضاء الحسية بالتطور، ويبدأ العظم ليحل محل الغضروف.[5]
يكون الشهر الثالث من فترة الحمل، وتتشكل اليدين والقدمين والأصابع في هذه المرحلة بشكلٍ كامل، ويمكن للجنين فتح وإغلاق فمه ويديه، وتبدأ الاظافر والأذنين الخارجية بالتشكل، وتتشكل الأعضاء التناسلية، ولكن يصعب تحديد جنس الجنين، وفي نهاية هذه الفترة يكتمل الجنين، وتبدأ أجهزة جسمه وأطرافه بالنمو، وتعمل الدورة الدموية، والجهاز البولي، والكبد.[6]
تتطور المبيضين أو الخصيتين بشكلٍ كامل داخل الجسم، وتتشكل الأعضاء التناسلية خارج الجسم، ويبلغ وزن الجنين حوالي 25 غرام، وفي الأسبوع الرابع عشر، يبلغ طول الجنين حوالي 85 ملم، ويبدأ الطفل في ابتلاع القليل من السائل الأمنيوسي الذي يمر في المعدة، وتبدأ الكلى بالعمل، ويخرج السائل على شكل بول، أما في الأسبوع الخامس عشر، يبدأ الطفل بالسماع، فقد يسمع صوتاً خافتاً من العالم الخارجي، وأي ضجيج يصدره الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى صوت الأم صوت قلبها، وتبدأ العيون تصبح حساسة للضوء، وفي الأسبوع السادس عشر يمكن للجنين تحريك عضلات وجهه، ويُظهر تعابير عليه، ويستمر الجهاز العصبي بالتطور، مما يسمح للعضلات الموجودة في أطراف الجنين بالثني.[7]
ينمو الطفل في الأسبوع السابع عشر بسرعة، ويزن حوالي 150 غرام، ويبدأ الوجه بالظهور بشكل أكثر، وتنمو الرموش، وتتحرك عينيه، وتتشكل الخطوط الموجودة على جلد الأصابع، ويصبح للجنين بصمات خاصة به، ويمتلك الطفل قبضة يد قوية، ويتحرك الجنين قليلاً، وقد يستجيب للضوضاء الصاخبة من العالم الخارجي، مثل الموسيقى، وعند الأسبوع العشرين، يتم تغطية جلد الطفل بمادة بيضاء دهنية، تساعد على حماية البشرة.[8]
يزن وزن الجنين في الأسبوع الواحد والعشرين حوالي 350 غرام، وتستمر المشيمة في النمو طوال فترة الحمل، ولكن ليس بالسرعة التي ينمو بها الجنين، ويصبح الجنين مغطى بشعر ناعم، ويمكن للطفل أن يولد في الأسبوع الرابع والعشرين، ولكن يتم وضعه في وحدات العناية بالأطفال حديثي الولادة، بسبب عدم اكتمال الرئتين، والأجهزة الحيوية الأخرى.[9]
يبدأ الجنين بإضافة بعض الدهون، ونمو المزيد من الشعر، وفي الأسبوع السادس عشر يستنشق الجنين كميات صغيرة من السائل الأمنيوسي، ويمكنه فتح وإغلاق عينيه، ومص إصابعه،[10] وتشعر الأم بحركة الجنين وركلاته، وتتباطئ نبضات قلبه إلى حوالي 140 نبضة في الدقيقة، ويستمر جسمه في التطور، وفي الأسبوع الثامن والعشرين، يزن الجنين حوالي 1 كيلوغرام، ويمكن سماع نبضات قلبه من خلال سماعة الطبيب.[11]
تزداد في هذه الفترة حركة الجنين، ويستمر الجنين في النمو، ويبدأ الجلد في الظهور بشكل أقل تجاعيداً وأكثر سلاسة، وتبدأ الطبقة الدهنية التي تغطي الجلد بالاختفاء، وبحلول الأسبوع الثاني والثلاثين، يكون الطفل مستلقياً على رأسه، متجهاً إلى الأسفل، جاهزاً للولادة، وتزداد كمية السائل الأمنيوسي في الرحم، ويستمر الجنين بابتلاع السموائل، واخراجها على شكل بول.[12]
يتم تطوير دماغ الجنين والجهاز العصبي بشكل كامل، وتصبح أكثر صلابةً، ولكن تبقى عظام الجمجمة، طرية وناعمة ومفصولة حتى بعد الولادة، لتسهيل عملية مروره عبر قناة الولادة، وفي الأسبوع السادس والثلاثين تتشكل الرئتين بشكلٍ كامل، وجاهزة لأخذ أول نفس بعد الولادة، والجهاز الهضمي جاهز للحليب. [13]
يزن الجنين في هذه الفترة حوالي 3-4 كيلوغرام، وتحتوي أمعاء الجنين على العقي، وهي المادة الخضراء اللزجة التي ستشكل البراز الأول بعد الولادة، وفي الأسابيع الأخيرة، قبل موعد الولادة، يتحرك رأس الطفل إلى الحوض، ويستعد للولادة.[14]