-

مراحل تطور مهنة التعليم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مهنة التعليم

تعد مهنة التعليم من أسمى المهن الموجودة على سطح الأرض، فينتج عنها أجيالاً متعلمين وقادرين على تحمّل تبعيّات وأعباء المستقبل، فلولا التعليم لما وجد لدينا الأطباء والمهندسين والفنيين، ومرت مهنة التعليم بعدة مراحل، وما زالت تتطور وتتغير لتلبية متطلبات الواقع.

مراحل تطور مهنة التعليم

مهنة التعليم في العصور البدائية

كان التعليم في القبائل البدائية القديمة يقتصر على ما يلقنه الآباء إلى أولادهم، وما يلاحظه الأطفال من أعمالٍ و سلوكياتٍ عند الكبار، ثم ازدادت أهمية التعليم لنقل التراث المكتوب عبر الأجيال، وحفظه من الاندثار، فظهرت المدارس النظامية، ولكن في تلك الفترة كان مقتصراً على صفوةٍ من الخاصة؛ كرجال الدين نتيجة سمو مكانة التعليم، وكان مقصوراً على تعلم رموز اللغة و فهم ما سجل في هذه الرموز من تاريخٍ ودينٍ وفلكٍ، ثم انتشر التعليم فيما بعد بين العامة، ولم يعد حكراً على الكهنة عند اليونان نتيجة عدم اهتمامهم به، وعدم إيلائه مكانةً كبيرةً.

مهنة التعليم في العصور الوسطى

في العصور الوسطى أو العصور المسيحية تم الاهتمام بالفلسفة والبيان بشكلٍ أكبر، مما جعل معلمي هذه المواد أحسن حالاً من معلمي مواد القراءة والكتابة، وكان رجال الدين في تلك الفترة يعلمون الناس القراءة والكتابة، وانقسموا إلى نوعين؛ معلموا المرحلة الأولى: وهم من يعلمون الأطفال القراءة والكتابة، وفهم آيات الكتاب المقدس، وحفظها، وتعلم بعض ألحان الكنيسة، ومعلموا التعليم العالي وهم على درجةٍ عاليةٍ من الفهم والثقافة والمعرفة، فيدرّسون الدراسات اللاهوتية في أمور الدين والعقيدة، وكانت هذه الدراسات حكراً على أبناء الملوك والخاصة.

مهنة التعليم في العصور الإسلامية

كان للعِلم في مرحلة العصر الإسلامي أهميةً خاصةً، فالكلمة الأولى التي نزلت من عند الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي: اقرأ، وهذا دليل على أهمية القراءة والكتابة على الرغم من أنه عليه الصلاة والسلام كان أميّاً، لذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المعلم الأول، ولم تكن مهنة التعليم حرفةً لكسب المال، وإنما خدمةً لها معانٍ دينيةً، وكان المعلمون في تلك المرحلة ينقسمون إلى:

  • معلمو المرحلة الأولى أو الكتائب: وهم لديهم معرفةً متدنيةً وقليلة.
  • معلمو المساجد والمدارس: وهم الذين يتمتعون بالمكانة المرموقة نتيجة درجتهم العالية في العِلم والمعرفة.

مهنة التعليم في عصر النهضة

تحسنت أوضاع المعلمين في هذه الفترة بشكلٍ واضحٍ من جميع الجهات، سواء المادية أو الاجتماعية، وبقي هناك فرق واضح بين معلمي المرحلة الأولى، ومعلمي المرحلة العالية أو الثانوية.

مهنة التعليم في عصر الإصلاح

تطورت مهنة التعليم بشكلٍ واضحٍ في عصر الإصلاح، فأصبحت منظمةً، ولها أصولٌ ووسائل، وأصبحت المواد تدرّس في الكليات والجامعات.