الصوف من أكثر المواد الخام استخداماً لصناعة الملابس الشتوية والسجاد، نظراً لمزاياه المتعددة التي تتمثل في الدفء، وقدرته على تحمل الرطوبة، الأمر الذي زاد الطلب عليه، ويأتي الطلب دائماً مع التلبية نظراً لكثرة الأغنام والمواشي وانتشار هذه المهنة في بلادنا العربية، فالصوف الطبيعي يأتي من الألياف الطبيعية الموجودة على الأغنام بمختلف ألوانها وأنواعها، وكل نوع منها ينتج نوعاً أو صنفاً محدداً من الصوف، وتصنيع هذا الصوف يمر بالعديد من المراحل التي سنذكرها في هذا المقال.
هي أول مراحل صناعة الصوف ويقوم فيها جزاز الصوف بجمع صوف الأغنام باستخدام آلات جز كهربائية تتمكن من جز ما يقارب المئتي رأس من الغنم في يوم واحد، حيث يجز قطعة واحدة من الصوف من كل جزء من أجزاء الغنم؛ كي يتمكن من تصنيف الصوف تبعاً لنوعية أجزاء الجز، ويقوم بهذه العملية مرة واحدة في السنة في فصل الربيع أو في أوائل فصل الصيف، بينما يجز الغنم مرتين في السنة في مناطق أخرى.
هي المرحلة التي يقوم بها العمال بالتخلص من قطع الصوف المتبقع والتالف، كما يتم التخلص من الأجسام الغريبة والأوساخ التي قد تكون عالقة بكل جزة، ويقوم بعد ذلك بتصنيف وفرز الجز الصالح من الصوف تبعاً لقوة تحمله، ودرجة نعومته، وطوله، وتجعده، ولونه.
يتم في هذه المرحلة فك تشابكات ألياف الصوف أولاً بواسطة آلات تسريح كهربائية، ثمّ يتم ترتيب الألياف على شكل شرائط تسمى الأنسجة، ثم يتم تشكيل الأنسجة على شكل حبال رفيعة تدعى الفضة، ويتم كذلك تنظيف الصوف في هذه المرحلة باستخدام مذيبات ومنظفات للتخلص من المواد العالقة، مثل: التراب، والرمل، والزيوت، ويتم بعد لك تجفيف الصوف وتمشيطه مجدداً عن طريق تمريره بأسنان سلكية رفيعة تفك تجعدات الألياف وترتبها مجدداً على شكل أنسجة، وتحول الأنسجة بعد ذلك إلى خيوط أرفع تسمى الشلة، ثم تُشد الشلل الصوفية وتلوى حتى تتحول إلى خيوط أرفع تسمى السلك، ثمّ تقوم آلات غزل كهربائية بلي السلك ليتحول إلى شكل غزل منفوش ومزغب، ليتحول بعد ذلك بفعل الألياف المتجهة إلى اتجاهات مختلفة إلى غزل ناعم بألياف متوازية.
هي المرحلة النهائية التي يتم بها استخدام الصوف المصنه في صناعة المنسوجات والملابس المختلفة إما يدوياً أو باستخدام آلات مختلفة مثل النول.