-

موضوع تعبير عن شهر رمضان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شَهْرُ رَمَضَانَ

قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان*فمن شهد منكم الشهر فليصمه*ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) { البقرة: 185 }.

هكذا ذكر الله تعالى شهر رمضان في القرآن الكريم وهو الكتاب الذي لا يُذكر فيه إلّا ما كان ذا شأنٍ عظيم، فشهر رمضان هو الشهر الّذي فضّله الله تعالى على باقي أشهر السنة، فهو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن الكريم للمرة الأولى على الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء، فكانت بداية رسالة الإسلام في هذا الشهر الكريم.

في هذا الشهر تجب الطاعات وتضاعف الأجور، ففرض الله تعالى صيام رمضان وجعله واحداً من أركان الإسلام الخمس، فصومه يكفّر الذنوب ويغفرها، وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النّار وتصفد الشياطين، وهو الشهر الّذي يعتق الله تعالى فيه عباده من النار أكثر من أي شهرٍ آخر، وهو الشهر الّذي تستجاب فيه الدعوات وتقبل فيه الطاعات، فصباحه مبارك ونهاره مبارك وليله مبارك.

فضّل تعالى ليلة القدر في رمضان على سائر الليالي، فهذه الليلة خير من ألف شهر، وهي ليلةٌ لم يحددها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر موعدها في القرآن، إلّا أنّه ذكر أنّها إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد رجّح العديد من العلماء أنّها ليلة السابع والعشرين من رمضان، أمّا فضل هذه الليلة فلا يعدّ ولا يحصى، فيكفي أنّه سبحانه وتعالى جعل سورةً من سور القرآن باسم هذه الليلة.

أمر الله تعالى في هذا الشهر بالإكثار من الدعاء والإنفاق على الفقراء والمساكين والإحسان إليهم وإلى غيرهم والصلاة والصيام والقيام والابتعاد عن الرذائل والآثام، فهو شهرٌ يجدّد فيه المؤمن إيمانه ويجدّد فيه العهد مع الله ويقوّي من خلاله إرادته وعزيمته ويبادر فيه إلى التوبة إليه تعالى.

هو شهر عملٍ وصبر أمضاه الرّسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام بالجهاد والعبادة والدعوة والعمل في سبيل الله تعالى، ولم يمضوه في النوم والكسل ومشاهدة التلفاز كما نفعل نحن في هذا الشهر، ولهذا على الجميع في هذا الشهر التقرّب منه تعالى وجهاد النّفس وقضاء هذا الشهر في طاعته تعالى والعمل، واستغلال كلّ ثانيةٍ منه أحسن استغلال.

كما قال صلى الله عليه وسلم: (قال لي جبريلُ : رغِمَ أنفُ عبدٍ أدرك أبوَيه أو أحدَهما لم يُدخِلْه الجنةَ ، قلتُ : آمين ثم قال : رَغِمَ أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضانُ لم يُغفَرْ له ، فقلتُ : آمين ثم قال : رَغِمَ أنفُ امريءٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يُصَلِّ عليك ، فقلتُ : آمين).