موضوع تعبير عن ترشيد الاستهلاك
ترشيد الاستهلاك
الترشيد لُغة: مصدر رشَّد، وهو الاستقامة على طريق الخير، مع التصلُّب فيه، كما أنّه ضدُّ البَغي، ويُقال: استرشَدَ الرجل؛ أي اهتدى، وطلب الرُّشد، ورشد الرجل؛ إذا طلب وجه الأمر، والاستقامة، وطريق الهُدى، والصواب، أمَّا الاستهلاك فهو: مصدر الفعل استهلك، ويُقال: استهلك الرجل في شيء؛ أي أجهد نفسه، واستهلك المال؛ أي أنفقه، وأنفده، وأهلك المال؛ أي: باعه؛ فالاستهلاك يدلُّ على الإنفاق، والنفاد، والبيع، وبذل الجهد. ويُعرَّف الاستهلاك اصطلاحاً بأنّه: الاستخدام المُباشر للسِّلَع، والخدمات التي تُلبِّي حاجات الإنسان، ورغباته. وبذلك يُمكن تعريف مصطلح ترشيد الاستهلاك بأنّه: الاستخدام الأمثل للموارد المُتاحة، وسدّ الحاجات، والرغبات، مع ضرورة الاعتدال، والتوازن في الإنفاق، والاستقامة في تحقيق مصلحة الإنسان، وعدم البَغي في البَذل، والهداية إلى طريق الخير، والرُّشد، والصلاح.[1]
القِيَم المُرتبطة بترشيد الاستهلاك
يرتبطُ ترشيد الاستهلاك بمجموعة من المُمارَسات التي يجب على الفرد أن يُمارسها، ويتعلَّمها، وهذه المُمارَسات هي:[2]
- معرفة أفضل الطرق لاستخدام الموارد.
- حماية موارد البيئة، واستثمارها.
- المقدرة على التخطيط السليم.
- إدراك أهمّية الموارد بكافّة أنواعها، والمحافظة عليها.
- ترشيد الإنفاق، والادِّخار.
- إدراك أهمّية الادِّخار.
ترشيد استهلاك المياه
تُعَدُّ الموارد المائيّة من أهمّ مُقوِّمات الحياة، وأساس استمرارها، كما يُعتبَر توفُّر المياه عاملاً أساسيّاً في أيِّ مشروع، أو استراتيجيّة تهدف إلى تحقيق زيادة نوعيّة، أو كميّة الإنتاج الغذائيّ، أو الزراعيّ، وفي ما يلي نذكر بعض النصائح، والإجراءات التي تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه على المستوى الزراعيّ، والمنزليّ:[3]
- في المجال الزراعيّ:
- في الأنشطة اليوميّة:
- الاستفادة القُصوى من المياه الطبيعيّة، كمياه الأمطار، وذلك من خلال إنشاء آبار لجَمْع المياه، والسدود الترابيّة، والاستفادة من المياه في ريِّ المحاصيل الزراعيّة.
- تشجيع الزراعة البعليّة، وزراعة المحاصيل الزراعيّة التي لا تحتاج إلى كمّيات كبيرة من مياه الرَّي.
- رفع كفاءة عمليّات الرَّي، وأساليبها؛ وذلك بهدف تقليل استهلاك الموارد المائيّة العَذبة، وحمايتها، مع الحرص على عدم التأثير في مستوى الإنتاج الزراعيّ.
- إعادة تدوير المياه العادمة، واستخدامها في الزراعة؛ وذلك لزيادة كمّية مياه الرَّي، والحدِّ من تلوُّث البيئة، والمياه الجوفيّة في باطن الأرض.
- عدم تَرْك صُنبور المياه مفتوحاً والماء يتدفَّق منه بغزارة أثناء الحلاقة، وتنظيف الأسنان، حيث إنّ معظم أعمال الغسيل، والتنظيف تتطلَّب مياهاً جارية باعتدال.
- إصلاح الصنابير التالفة، أو غير المضبوطة، والتأكُّد من صلاحيّة عمل الحلقات المطاطيّة العازلة؛ وذلك لمَنْع تسرُّب المياه منها.
- عدم تفريغ خزّان المرحاض بالكامل إلّا عند الضرورة؛ فبعض الخزّانات تحتوي على كبستين، إحداهما؛ لتفريغ الخزّان بأكمله، والأخرى لتفريغ نصفه، كما أنّ مُعظم خزّانات المراحيض تتَّسع إلى 10 لترات من الماء تقريباً، فإذا تمّ تفريغها 30 مرّة يوميّاً مثلاً، فإنَّ هنالك 300 لتر من الماء العذب الذي سيتمّ إهداره.
- تغليف الماسورة الخارجيّة للماء الساخن بطبقة عازلة خاصَّة؛ وذلك بهدف تقليل كمّية الماء البارد المُتدفِّق قَبل تدفَُق الماء الساخن.
- إعادة استخدام المياه الرماديّة التي تحتوي على الصابون، وموادّ التنظيف الناتجة عن الغسيل، والجلي، والاستحمام، واستخدام هذه المياه بعد مُعالجتها في ريِّ المزروعات، وحدائق الزهور.
ترشيد استهلاك الطاقة المنزليّة
تشتمل الطاقة المنزليّة على الكهرباء، والكاز، والغاز، والبنزين، والسولار، والمحروقات بشكل عام، علماً بأنّ هنالك ثلاث وسائل رئيسيّة يمكن من خلالها ترشيد استهلاك الطاقة المنزليّة، وهذه الوسائل هي:[4]
- تغيير السلوك اليوميّ، ويتمُّ ذلك من خلال الإجراءات الآتية:
- تصميم المنزل بعناية: وذلك من خلال وضع غُرف النشاط، كغُرفة الطعام، والمطبخ، وغُرفة المعيشة في الناحية المُشمسِة، ووضع غُرفة المؤونة، وغُرفة النوم في الناحية الباردة، وتركيب الستائر المُحكَمة، والمُبطَّنة، أو الزجاج المُزدَوج على الأبواب، والشبابيك؛ للتقليل من فُقدان الحرارة في الشتاء، ووَضْع المصادر الباعثة للحرارة، كالمدافئ، والفرن في الأماكن التي تسمح بمرور الدفء إلى الغُرف المُجاورة، وإغلاق الثغرات جميعها حول النوافذ، والأبواب؛ لمَنْع دخول التيّارات الهوائيّة الباردة في الشتاء، وعَزْل الأسطح، وذلك بزراعة نباتات مُتسلِّقة؛ للحماية من أشعَّة الشمس في الصيف.
- استخدام التقنيات: أي استخدام الأدوات، والأجهزة التي لا تحتاج إلى الطاقة الكهربائيّة، كاستخدام السخَّان الشمسيّ، وأفران الطهي التي تعمل على الحطب، وآلات الغسيل اليدويّة، والتنقُّل عبر الأماكن القريبة بواسطة الدراجات الهوائيّة، بدلاً من استخدام السيّارت التي تستهلك الوقود بأنواعه.
- اختيار المكان المُشمِس، والدافئ؛ لمُمارسة النشاطات المختلفة أثناء النهار في فصل الصيف، وارتداء الملابس بما يتناسب مع حالة الطقس؛ لتقليل استخدام وسائل التدفئة في الشتاء، ووسائل التبريد في الصيف.
- إطفاء الأنوار، والمصابيح في غير وقت استخدامها.
- نَقْع الأطعمة، والحبوب المُجفَّفة؛ لتقليل الوقت اللازم لطبخها، ممَّا يُساهم في ترشيد استهلاك الغاز.
- إجراء صيانة دوريّة للثلاجة؛ للتأكُّد من عدم وجود تسرُّب، وتنظيف المواسير الموجودة خلف الثلاجة، والحرص على عدم تركها مفتوحة؛ ممَّا يُساهم في تقليل مصروف الكهرباء.
- استخدام الغاز في عمليّة التدفئة، حيث يُعتبَر أكثر توفيراً من استخدام الطاقة الكهربائيّة بنحو 40%.
- تركيب مصابيح توفير الطاقة (لمبات الفلورسنت)، أو مصابيح غاز النيون؛ حيث تستهلك هذه المصابيح ما نسبته 20% من الطاقة الكهربائيّة التي يتمّ استهلاكها عبر استخدام المصابيح العاديّة.
- التقليل من كَيّ الملابس قَدر المُستطاع، وعدم كيّ الملابس الداخليّة؛ وذلك لأنَّ المكواة تستهلك قَدراً كبيراً من الطاقة الكهربائيّة، وخاصَّة المكواة البُخاريّة.
- استخدام السخَّانات الشمسيّة في تسخين الماء؛ فهي توفِّر حوالي 70% من الطاقة اللازمة لتسخين الماء في المنزل، أمَّا إذا كان السخَّان الكهربائيّ هو المُتاح، فيوصى بتشغيله في أوقات مُحدَّدة، وعند الحاجة فقط.
- توفير استهلاك الطاقة عند الطهي، وذلك من خلال استخدام قِدر الضغط، وتغطية القِدر بغطاء؛ لمَنْع تسرُّب الحرارة.
ترشيد الاستهلاك في مجالات أخرى
بالإضافة إلى ترشيد الاستهلاك في المياه، والطاقة المنزليّة، فإنّه يمكن أيضاً ترشيد الاستهلاك في المجالات الآتية:[2]
- الاقتصاد القوميّ: لا بُدّ من الحفاظ على الاقتصاد القوميّ، سواء على المستوى الفرديّ، أو الجماعيّ، وذلك من خلال ضَبْط النفقات، وعدم إهدار الأموال فيما يضرّ الاقتصاد الوطنيّ، ولا ينفع المصلحة العامّة.
- الصحّة الشخصيّة: تُعتبَر الصحّة مورداً مُهمّاً، حيث لا بُدّ من المحافظة عليها، وعدم إهمالها، علماً بأنّه يتمّ استهلاكها من خلال مُمارسة العادات السيِّئة التي تضرُّ بها، وبالجسم، كالتدخين، وإهمال مراجعة الطبيب، وغيرها.
- الوقت: الوقت هو أداة التطوُّر والنجاح إذا تمّ تنظيمه، واستغلاله على النحو الأمثل، وترشيد استهلاك الوقت يتمّ من خلال تنظيمه، ومعرفة قيمته للأفراد، والمجتمعات، بالإضافة إلى الالتزام بالمواعيد، وتقدير القيمة الحقيقيّة لكلّ دقيقة.
- الأدوات المدرسيّة: وتشمل الأدوات المدرسيّة الأقلام، والكُتُب، والكرّاسات، وغيرها من الأدوات، وترشيد استهلاكها يعني: أن تتمَّ المحافظة عليها، وعدم إهدارها، إضافة إلى عدم الإسراف في استخدام الحاسوب؛ ترشيداً لاستهلاك الكهرباء.
المراجع
- ↑ د. كامل صكر القيسي، ترشـيــد الاسـتـهـــلاك في الإســـلام (الطبعة الأولى )، صفحة 17،18. بتصرّف.
- ^ أ ب -، ترشيد الاستهلاك، صفحة 271،272،273. بتصرّف.
- ↑ جورج كرزم، ترشيد استهلاك المياه، صفحة 1،2. بتصرّف.
- ↑ جورج كرزم، ترشيد الاستهلاك في الطاقة المنزلية ، صفحة 1-5. بتصرّف.